الذهب يرتفع 5 % مع انتعاش الطلب وتجدد تهديدات التعريفات الجمركية    الذكاء الاصطناعي رهان المستقبل    مستقبل الطيران    اللجنة الوزارية العربية تبحث في باريس إنهاء حرب غزة    واشنطن تخفف العقوبات على سورية.. ودمشق ترحب    موعد بداية الدوري السعودي 2025-2026    "القصيم الصحي" يدرب مرافقي "الرعاية المنزلية" على الحالات الطارئة    نائب أمير الرياض يعزّي في وفاة محمد أبو نيان    تقني العطاء بمكة المكرمة    المملكة تشارك في الاحتفال باليوم العالمي للتنوع البيولوجي    فيصل بن مشعل يرعى تكريم الفائزين بجائزة القصيم للتميز والإبداع    "الإسلامية" تستقبل حجاج البحرين عبر جسر الملك فهد    عيادات متنقلة لخدمة ضيوف الرحمن بالجوف    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالتخصصي يُنقذ حياة مسن تعرّض لانفجار بالشريان الأورطي في الصدر    القبض على (6) يمنيين في جازان لتهريبهم (200) كيلوجرام من نبات القات المخدر    القبض على مقيمين لنشرهما إعلانات حملات حج وهمية ومضللة    النائب العام يفتتح ورشة عمل عن الإرهاب في القاهرة    محمد صلاح أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي للمرة الثانية    تهنئة إريتريا بذكرى الاستقلال    بين الحلم والحقيقة.... سارة تحج بعد سبعة عقود    آل حسن يتوج أبطال المملكة في الجولة (الماسية) للمبارزة    الجبير يستقبل وفدا أمريكيا    بمشاركة 4 وزراء.. المؤتمر الصحفي الحكومي يسلط الضوء على استعدادات الحج    جماهير ريال مدريد تُكرّم مودريش وأنشيلوتي    الأحساء تسجل أعلى درجة حرارة في المملكة اليوم ب 49 درجة مئوية    المكملات الغذائية ضرورة أم ترف    هداية تطلق مبادرة "هدية الحاج" من منفذ البطحاء بالتعاون مع الشؤون الإسلامية    شرطة ألمانيا: منفذة هجوم الطعن في هامبورغ «مريضة نفسياً»    طالبات كلية التصاميم بجامعة الإمام عبدالرحمن يبدعن في CODEX25 ب ٥٠٠ مشروع    جهود نوعية للشؤون الإسلامية في خدمة حجاج قطر عبر منفذ سلوى    مجمع إرادة بالدمام يزرع 200 شجرة لتعزيز الجانب البيئي والصحي    الداخلية: تأشيرات الزيارة باستثناء "تأشيرة الحج" لا تخوّل حاملها أداء فريضة الحج    وصول 891 ألف حاج من الخارج عبر المنافذ الدولية    اختتام مهرجان اليوم العالمي للشاي بمحافظة ثادق    من آيسف إلى العالم: أنا سعودي، إذًا أنا موجود بفكر لا يُستنسخ    مدرب نيوكاسل: عدم التأهل لدوري الأبطال قد يفقد الموسم طابعه المميز    الفكرة نار تضيء أو تحرق قراءة في معركة العقول    بين خالد وغازي من يعرّف الآخر؟    "أبها يعتلي قمة التايكوندو.. وسيدات الصفا يسطرن إنجازاً تاريخياً"    سوريا ترحب بقرار الحكومة الأمريكية القاضي برفع العقوبات عنها    الداخلية: ضبط (13118) مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    76 ألف وفاة سنويًا بسبب "تسمم الحمل" حول العالم    الحاجة منيرة: جدي حجّ على قدميه لمدة عامين    بمتابعة وإشراف سمو أمير منطقة تبوك مدينة الحجاج بحالة عمار تقدم خدمات جليلة ومتنوعه لضيوف الرحمن    جامعة جازان تقر برامج ماجستير جديدة وتعتمد ميزانية 2026 والتقويم الأكاديمي للعام المقبل    محافظ صبيا يكرم اللجنة الإعلامية لمهرجان المانجو والفواكه الاستوائية بنسخته ال 21    مركز التنمية الاجتماعية في جازان ينفذ ورشة عمل بعنوان "إدارة المشاريع التنموية"    أمير منطقة تبوك يرعى حفل جائزة سموه للتفوق العلمي والتميز في عامها ال ٣٨    أمير منطقة جازان يستقبل المهنئين بتعيينه أميرًا للمنطقة    السكري تحت المجهر: فهم الحالة والوقاية    مركز الملك سلمان للإغاثة يُسيّر الدفعة ال17 من الجسر البري الإغاثي السعودي لمساعدة الشعب السوري    علامة HONOR تكشف عن سلسلة HONOR 400 Series بكاميرا 200 ميجابكسل مدعومة بالذكاء الاصطناعي و AI Creative Editor الرائد    تحرك سعودي فاعل.. وضغط غربي على إسرائيل.. صرخات أطفال غزة توقظ العالم    القيادة تعزي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان في وفاة حمد النعيمي    أمير الرياض يطلع على الأعمال الميدانية والرقابية ل" الأمانة"    فلسطين تتهم إسرائيليين بإطلاق النار على وفد دبلوماسي    دعوة للتحرك لإيجاد حل عاجل.. تحذيرات أممية ودولية من تفاقم الأزمة الإنسانية باليمن    بحضور محافظ الطائف ..العدواني يحتفل بتخرج نجله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الذكاء الاصطناعي والإبداع.. من أداة تقنية إلى شريك في بناء العقول
نشر في الوطن يوم 24 - 05 - 2025

في عصرٍ تتسارع فيه الابتكارات التكنولوجية، يُعدّ الذكاء الاصطناعي قوة صاعدة تُسهم في تشكيل ملامح حياتنا اليومية، ولا سيما في مجال التعليم. وبينما يتساءل البعض عن احتمالية إسناد مهام المعلم للذكاء الاصطناعي مستقبلًا، يبرز تساؤل أعمق: «هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُنشئ جيلًا أكثر إبداعًا؟».
هذا السؤال يُعدّ من المسائل الجوهرية في فهم طبيعة الإنسان وقدراته الذهنية، وتوظيف التقنية الحديثة لتنميتها، والإجابة عنه ليست مقصورة على «نعم» أو «لا»، بل تتطلّب نظرة متكاملة تشمل ممارسات الذكاء الاصطناعي في تعزيز إبداع المتعلمين.
لطالما ارتبط الإبداع بالمخيلة والتجارب والفضول، على الرغم من محدودية الأدوات التعليمية التقليدية التي سعت إلى تنميته. أما اليوم، فقد غدا الذكاء الاصطناعي أداة عصرية أعادت تشكيل ملامح العملية التعليمية من حيث الكفاءة والسرعة، بل أطلقت العنان للقدرات الإبداعية لدى المتعلمين. وحين نتأمل في واقع التعليم بعد دخول الذكاء الاصطناعي إلى الساحة، نُدرك أن الإبداع لم يعد مهارة هامشية، بل بات من أهم المهارات المطلوبة لمواكبة تحديات المستقبل وصناعة الفرص. ومن أبرز ممارسات الذكاء الاصطناعي في تعزيز الإبداع لدى المتعلمين قدرته على تخصيص التعلم وفقًا لأسلوب كل متعلم، فهو يحلّل البيانات السلوكية والمعرفية للمتعلمين، ثم يقدم محتوى تعليميًّا مُخصصًا يتناسب مع قدراتهم. وقد أسهم هذا في تعزيز استقلالية الطالب، ومنحه مساحة لتجربة أساليب تعلم متعددة تُثري تفكيره الحر، وتفتح أمامه آفاقًا للابتكار والإبداع.
أتعتقدون أن ما ذُكر آنفًا يُجسّد كل إسهامات الذكاء الاصطناعي؟
كلا، فله من الإسهامات ما لا يُعد ولا يُحصى، ومن بينها قدرته على إنشاء بيئات محاكاة تفاعلية لحل المشكلات، تمكّن المتعلم من خوض تجارب واقعية دون الحاجة إلى موارد ضخمة. وتُكسب هذه البيئات الطلاب مهارات اتخاذ القرار والتفكير النقدي والإبداعي، مما يجعل التعلم تجربة حية ومُلهمة.
وإذا انتقلنا إلى جانب آخر، فنجد أن الذكاء الاصطناعي سجّل حضورًا لافتًا في ربط التعليم بالعالم الواقعي من خلال طرح وتحليل قضايا مثل التغير المناخي، والتلوث، أو الأزمات الصحية، وتمكين الطلاب من تقديم حلول مقترحة مبنية على بيانات دقيقة. هذا الربط يحوّل الطالب إلى «صانع حلّ» لا مجرّد متلقٍ. ولا يمكن في هذا السياق إغفال دور الذكاء الاصطناعي في تحفيز المشاريع الابتكارية، حيث يوفّر أدوات تدعم الطالب منذ توليد الفكرة، مرورًا بتخطيطها، وصولًا إلى تقييم نتائجها. وتُعدّ هذه العملية بمثابة منصة لتربية روح الريادة، وربط المعرفة النظرية بالتطبيق العملي في تجربة تعليمية متكاملة. غير أن علينا أن نُدرك، على الرغم من كل هذه الإسهامات، أن الذكاء الاصطناعي لا يصنع الإبداع من العدم، فالإنسان يولد وفيه بذرة الإبداع، لكنها تحتاج إلى بيئة محفّزة، وتدريب مستمر، وتشجيع حقيقي؛ حتى تُؤتي ثمارها.
وفي ضوء ما تقدّم، يتبيّن لنا أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تقنية لتحسين جودة التعليم، بل أصبح شريكًا أساسيًّا في تشكيل العقول وتنمية الإبداع وصقل المهارات. ومع كل تطوّر جديد، تتّسع رقعة تأثيره، وتتضاعف مسؤوليتنا كتربويين في توجيهه الوجهة المثلى. فالسؤال الذي يستحق الوقوف عنده ليس: «هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستبدل دور المعلم؟»، بل: «كيف نُوظّف هذا الذكاء لنُخرج أجمل ما في الإنسان من فكر وابتكار؟».
إنها دعوة للتأمل في مستقبل تُبنى فيه المدارس والعقول جنبًا إلى جنب لا على التلقين، بل على الإبداع والتساؤل والتجريب والبحث والتقصي، فالمستقبل لا يُمنح للأذكى فقط، بل لمن يجرؤ على الإبداع فيه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.