انقطاع شامل للكهرباء في إسبانيا والبرتغال يدفع نحو تعزيز خطط الطوارئ

شهدت إسبانيا والبرتغال، مطلع الأسبوع، انقطاعًا واسعًا ومفاجئًا في التيار الكهربائي، أثّر على ملايين السكان في مختلف أنحاء شبه الجزيرة الإيبيرية. ورغم إعادة الخدمة تدريجيًا في اليوم التالي، إلا أن الحادثة أثارت مخاوف حقيقية بشأن مدى جهوزية المجتمعات لمواجهة أزمات مشابهة في المستقبل.
وقالت السلطات إن أسباب الانقطاع لا تزال قيد التحقيق، بينما تسبب توقف التيار الكهربائي في تعطّل واسع لشبكات النقل، بما في ذلك القطارات الكهربائية والمترو، إضافة إلى تعطل إشارات المرور وانقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات في بعض المناطق.
أهمية الاستعداد
والحادثة دفعت عددًا من المؤسسات الحكومية والمنظمات الإغاثية إلى إعادة التأكيد على أهمية الاستعداد لانقطاعات الكهرباء، حتى وإن كانت نادرة الحدوث.
وأوصى الصليب الأحمر بعدم السفر أثناء الانقطاع، وتجنّب استخدام الشموع أو وسائل الإضاءة التي قد تتسبب في حرائق، والاكتفاء بالفوانيس والمصابيح التي تعمل بالبطاريات.
وأشارت التعليمات إلى أهمية فصل الأجهزة الكهربائية عند انقطاع التيار لتفادي أعطال أو حرائق محتملة عند عودة الخدمة، فضلاً عن الحفاظ على سلامة الأغذية عبر تقليل فتح الثلاجات والمجمدات.
تخزين الغذاء
وفي السياق ذاته، دعا الاتحاد الأوروبي المواطنين إلى تخزين كميات كافية من الغذاء والماء تكفي ل72 ساعة على الأقل، إلى جانب تجهيز المنزل بمصابيح وبنوك طاقة وأجهزة راديو تعمل بالبطارية، استعدادًا لأي طارئ. وأكدت مفوضية الأزمات الأوروبية أن «الاستعداد مسؤولية جماعية»، في ظل التحديات المتزايدة مثل النزاعات والتغير المناخي والهجمات الإلكترونية.
وفي كل من إسبانيا والبرتغال، سجلت المحال التجارية زيادة كبيرة في مبيعات أجهزة الراديو والبطاريات والمصابيح، فيما أوصت حكومات محلية بحمل النقود الورقية لتغطية الاحتياجات الأساسية في حال تعطلت أنظمة الدفع الإلكتروني.
وتعد هذه الحادثة إحدى أوسع انقطاعات الكهرباء في أوروبا الغربية خلال الأعوام الأخيرة، وتسببت في تنشيط مراجعات لخطط الطوارئ في كل من مدريد ولشبونة، وسط دعوات لرفع جاهزية شبكات البنية التحتية وتأمين بدائل احتياطية للطاقة.
التخطيط المسبق
ويؤثر انقطاع التيار الكهربائي العام على الجميع، سواء كانوا في المنزل أو في العمل أو أثناء التنقل. كما هو الحال في إسبانيا والبرتغال، يمكن أن تتوقف القطارات الكهربائية والعربات وأنظمة مترو الأنفاق في مساراتها وركابها، في حين يمكن أن تنزل إشارات المرور لتحويل الطرق إلى هدير من الجمود.
بغض النظر عن مكان وجودك عندما تنقطع الطاقة، يجب أن تكون أولويتك الأولى هي الحفاظ على الهدوء والميل إلى احتياجاتك الأكثر إلحاحًا مثل الطعام والماء والمأوى، ووضع خطة لكيفية الوصول إلى مكان آمن والتواصل مع أحبائك.
إعداد منزلي
وقال أرغو كيرب، من مجلس الإنقاذ الإستوني، وهو وكالة حكومية، إن الاستعداد، «سواء كان استعدادًا نفسيًا أو حقيقيًا في حالة حدوث أزمة»، هو عامل رئيسي في إدارة الأحداث التخريبية بنجاح.
مع تزايد المخاوف في جميع أنحاء العالم بشأن عدم الاستقرار الناجم عن النزاع المسلح والخلاف السياسي وتغير المناخ، تعطي العديد من الحكومات الأولوية للتأهب للأزمات بين سكانها.
ففي مارس، حث الاتحاد الأوروبي جميع سكان الكتلة المكونة من 27 دولة البالغ عددها 450 مليون نسمة على تخزين الغذاء والمياه، وغيرها من الضروريات لتستمر 72 ساعة على الأقل، حيث تزيد الحرب والهجمات الإلكترونية وتغير المناخ والمرض من فرص حدوث أزمة.
وفقًا لكيرب: «الاستعداد مسؤولية مشتركة. إنها مسؤولية مشتركة في الأسرة، في بلد ما، ولكنها أيضا مسؤولية مشتركة في أوروبا والعالم».
طرق الاستعداد لانقطاع الكهرباء
1 - تخزين الإمدادات الأساسية
طعام غير قابل للتلف يكفي ل 72 ساعة.
مياه نظيفة «3 لترات للشخص يوميًا للشرب والطهي».
أدوية أساسية حسب الحاجة.
2 - توفير وسائل إضاءة آمنة
مصابيح تعمل بالبطارية أو الشحن اليدوي.
تجنب استخدام الشموع أو فوانيس الغاز بسبب مخاطر الحريق.
3 - الحفاظ على الأجهزة الإلكترونية
فصل الأجهزة الكبيرة مثل الأفران والمواقد لتجنب التلف عند عودة التيار.
الاحتفاظ ببنوك طاقة مشحونة للهواتف والأجهزة الأساسية.
4 - تجهيز وسائل الاتصال البديلة
راديو يعمل بالبطارية أو الكرنك اليدوي لمتابعة الأخبار.
شحن الهواتف مسبقًا عند توقع أزمة.
5 - إبقاء النقود الورقية متوفرة
أجهزة الدفع الإلكتروني قد تتعطل، والنقد يبقى الوسيلة الوحيدة للشراء.
6 - الحفاظ على سلامة الأغذية
عدم فتح الثلاجة أو المجمد إلا للضرورة.
استهلاك الطعام الطازج أولًا، ثم المجمد، وأخيرًا المعلبات.
7 - تجهيز وسائل تدفئة أو تبريد بديلة
بطانيات، أكياس نوم، ملابس دافئة «خاصة في الشتاء».
تهوية جيدة في فصل الصيف.
8 - التقليل من الحركة
تجنب القيادة خلال الانقطاع لتفادي مخاطر الطرق غير المنظمة.
البقاء في المنزل أو في مكان آمن قدر الإمكان.