سمو الأمير محمد بن سلمان يعي جيداً أن «التغيير حتمي، بينما المعاناة اختيارية»، لذا فضَّل لأجيال المستقبل التغيير والتطور على المعاناة التي ينتجها الخوف من التغير ومقاومته. إن المتابع لقيادة سموه للتغيير يلاحظ جلياً أنه يدرٍّس قيادة التغيير بشكل عملي وبقدر عالٍ جداً من الاحترافية، وإليكم فقط بعض تلك الملاحظات التي شهدتها حتى تاريخه: أولاً، لا يوجد تغيير حقيقي ومستدام من دون رؤية. لذا فإن سموه قام بالعمل على إيجاد رؤية طموح تواكب متطلبات المستقبل من جهة، وواقعية قابلة للتطبيق من جهة أخرى. ثانياً، الشيء الوحيد الذي يجب على القائد التواصل بشأنه بدرجة زائدة، هو الرؤية. إن التواصل الزائد بشأن الرؤية من شأنه أن يصنع فهما والتزاما ودعما لتلك الرؤية. عندما شاهدت محاور الرؤية معلقة على مداخل بعض المدارس الخاصة والشركات، أدركت حينها أن التواصل بشأن رؤية التحول الوطني قد آتى ثماره. وعندما يتحدث كل الناس كبارا وصغاراً عن التغيير القادم، وضرورة الاستعداد له فلك أن تعرف بأن الرسالة قد وصلت. ثالثاً، إشراك من يسمَّون ب «عملاء التغيير» في صنع خطة التحول. عملاء التغيير هم الأشخاص الذين سيقومون بتنفيذ خطة التحول بدءا من تغيير أنفسهم ومن ثم العمل على تغيير وتطوير العاملين معهم والأنظمة والإجراءات. هؤلاء هم الوزراء وكبار المسؤولين، ليس فقط من الوزارات والمؤسسات، ولكن أيضاً من القطاع الخاص والمجتمع المدني. هؤلاء هم شركاء التغيير الذين أدرك سموه أهمية مشاركتهم في صنع الخطة، من مبدأ أنه «بدون إشراك لا يوجد التزام» (No involvement, no commitment). وكانت تلك المشاركة من خلال عشرات ورش العمل التي جمعت «شركاء الوطن» تحت سقف واحد ولأول مرة في تاريخ العمل الحكومي في المملكة. رابعا، التزام سموه بتحويل الرؤية إلى واقع وإثبات ذلك عملياً، من خلال زيارات سموه واجتماعاته مع كبرى الشركات الأمريكية، وخلال شهر رمضان المبارك. وسموه بذلك يوجه رسالة عملية للجميع بأن شهر الصوم شهر عمل وليس مدعاة للتأجيل والكسل. كما يؤسس سموه قدوة للآخرين كقائد يحتذى به، فكل زيارة واجتماع حضره سموه، مرتبط بشكل مباشر بعناصر رؤية التحول الوطني. لذا فإن المطلوب منا نحن أيضاً أن نقتدي بالقيادة، ونتأكد من أن جميع ما نقوم به بشكل يومي مرتبط ويصب في تحقيق تلك الرؤية، وألا تكون تلك الرؤية بالنسبة لنا مجرد حبر على ورق.