أشجع الشعراء سأل يومًا عبدالملك بن مروان: من أشجع الناس شعرًا؟ فقيل عمرو بن معد يكرب. فقال: كيف وهو الذي يقول: فجاشت إلى النفس أول مرة فردت على مكروهها فاستقرت قالوا: فعمرو بن الإطنابة. فقال: كيف وهو الذي يقول: وقولي كلما جشأت وجاشت مكانك تحمدي أو تستريحي قالوا: فعامر ابن الطفيل. قال: كيف وهو الذي يقول: أقول لنفس لا يجاد بمثلها: أقلى مراحا إنني غير مدبر قالوا: فمن أشجعهم عند أمير المؤمنين؟ قال: أربعة، عباس بن مرداس السلمي، وقيس بن الخطيم الأوسى، وعنترة بن شداد العبسي، ورجل بني مزينة. أما عباس فلقوله: أشد على الكتيبة لا أبالى أفيهما كان حتفى أم سواها وأما قيس بن الخطيم فلقوله: وإني لدى الحرب العوان موكل بتقديم نفس لا أريد بقاءها وأما عنترة بن شداد فلقوله: إذ تتقون بي الأسنة لم أخم عنها ولكن قد تضايق مقدمي وأما المزني فلقوله: دعوت بني قحافة فاستجابوا فقلت: ردوا فقد طاب الورود