حرب موسكو وكييف انقطاع للكهرباء ودبلوماسية متعثرة    المنتخب السعودي يُدشن تدريباته في معسكر جدة استعدادًا للقاء ساحل العاج    علماء روس يبتكرون عدسة نانوية قادرة على تغيير مستقبل الطب الحديث    الشرع في البيت الأبيض: أولوية سوريا رفع قانون قيصر    مانشستر سيتي يسحق ليفربول بثلاثية في احتفال جوارديولا بمباراته الألف    82 مدرسة تتميز في جازان    مركز العمليات الإعلامي الموحّد للحج يُشارك في مؤتمر ومعرض الحج    هدنة غزة بوادر انفراج تصطدم بمخاوف انتكاس    إعلان نتائج المستحقين لشراء الأراضي السكنية بالرياض وفتح باب الاعتراض حتى 8 ديسمبر    إغلاق مراكز الاقتراع وانتهاء عملية التصويت الخاص في العراق    ريال مدريد يتعادل سلبيا أمام رايو فاييكانو في الدوري الإسباني    نائب أمير مكة المكرمة يفتتح مؤتمر ومعرض الحج 1447ه    وزير الحج: موسم الحج الماضي كان الأفضل خلال 50 عاما    الرياض تدشّن النسخة الافتتاحية من منتدى TOURISE    إنفاذًا لأمر الملك.. تقليد رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستاني وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة    وزير التعليم: وصول مبادرة "سماي" إلى مليون سعودي وسعودية يجسد نجاح الاستثمار في رأس المال البشري وبناء جيل رقمي مبتكر    ورشة عمل لدعم وتطوير الباعة الجائلين بحضور سمو الأميرة نجود بنت هذلول    تهنئة كمبوديا بذكرى الاستقلال    50 عاما مع العلاقات بين المملكة وسريلانكا    (إثراء) يشارك في أسبوع دبي للتصميم 2025 بجناح الخزامى    مكتبة الملك عبدالعزيز العامة توثق ركن الحج والرحلات إلى الحرمين    أمير تبوك يشيد بحصول إمارة المنطقة على المركز الأول على مستوى إمارات المناطق في المملكة في قياس التحول الرقمي    200 سفيرة للسلامة المرورية في الشرقية بجهود لجنة أمهات ضحايا الحوادث    "أشرقت" الشريك الاستراتيجي للنسخة الخامسة من مؤتمر ومعرض الحج 2025    شركة الصندوق الصناعي للاستثمار تعلن عن استثمارٍ استراتيجي في "عاجل"    إنقاذ حياة خمسيني من جلطة دماغية حادة في مستشفي الوجه العام    أمير تبوك يستقبل عضو هيئة كبار العلماء الشيخ يوسف بن سعيد    رئيس وزراء جمهورية النيجر يُغادر جدة    توظيف 147 ألف مواطن ومواطنة في قطاع السياحة    أكثر من 11 ألف أسرة محتضنة في المملكة    ترتيب هدافي دوري روشن بعد الجولة الثامنة    موعد مباراة الأهلي القادمة بعد الخسارة في ديربي جدة    ملتقى الحكومة الرقمية 2025 يؤكد ريادة المملكة في التحول الرقمي عالميًا    انطلاق أعمال مؤتمر ومعرض الحج والعمرة 2025 في جدة بمشاركة 150 دولة.. مساء اليوم    وزير الإعلام سلمان الدوسري يقدّم العزاء للمستشار فهد الجميعة في وفاة والده    مبادرة تصنع أجيالا تفتخر    اختتام فعاليات ملتقى الترجمة الدولي 2025    قوات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل في الجنوب السوري    «المنافذ الجمركية» تسجل 1441 حالة ضبط    83 قضية تجارية يوميا    التسجيل في «ألف ميل»    واتساب يطلق ميزة لوقف الرسائل المزعجة    تفاقم موجات النزوح من الفاشر.. تصاعد المواجهات في كردفان ودارفور    في المرحلة ال 11 من الدوري الإيطالي.. نابولي ضيفاً على بولونيا.. وروما وإنتر في مواجهة أودينيزي ولاتسيو    واشنطن تراقب توزيع المساعدات    إحالة طليقة السقا للمحاكمة ب«تهمة السرقة»    السجن لبريطاني مفتون ب«أفلام التجسس»    قصص الرياضيين العظماء.. حين تتحوّل السيرة إلى مدرسة    هنأت رئيس أذربيجان بذكرى يومي «النصر» و«العلم».. القيادة تعزي أمير الكويت في وفاة صباح جابر    سمو ولي العهد يعزّي ولي عهد دولة الكويت في وفاة الشيخ صباح جابر فهد المالك الصباح    تحت رعاية الملك ونيابةً عن ولي العهد.. أمير الرياض يحضر دورة ألعاب التضامن الإسلامي    285 مليار دولار استثمارات أوروبية بدول «التعاون»    الإطاحة ب«لص» نام أثناء السرقة    المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    ديوانية الأطباء تكرم القحطاني    الشؤون الإسلامية في جازان تنفّذ أكثر من (40) ألف جولة رقابية على الجوامع والمساجد خلال شهر ربيع الثاني 1447ه    «أمن الحج والعمرة».. الإنسانية بكل اللغات    محافظ القطيف يدشّن مبادرة «سكرك بأمان» للتوعية بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القرضاوي يرد على افتراءات الشيعة-أنا مفتي العمليات الاستشهادية ضد الصهاينة ولست ناطقا باسم حاخاماتهم
نشر في الوكاد يوم 19 - 09 - 2008

تمسك الإمام القرضاوي بتصريحاته التي شنت من أجلها المراجع الشيعية في لبنان وإيران هجوما عنيفا عليه وقال في بيان أرسله للشروق اليومي إن ما قلته لصحيفة المصري اليوم هو ما قلته بصراحة وأكدته بكل قوة في كل مؤتمرات التقريب التي حضرتها في الرباط وفي دمشق وفي‮ ‬الدوحة&;#8238; ‬وسمعه‮ ‬مني‮ ‬علماء‮ ‬الشيعة
وكتب رسالة في هذا الشأن نشرتها صحيفة الشروق اليومي الجزائرية اول امس : نص الرسالة :.
بسم‮ ‬الله‮ ‬الرحمن‮ ‬الرحيم‮ ‬
شنَّت وكالة أنباء (مهر) الإيرانية شبه الرسمية في 13 من رمضان 1429ه الموافق ل 13 سبتمبر 2008م، هجوما عنيفا على شخصي، تجاوزت فيه كلَّ حدٍّ، وأسفَّت إسفافا بالغا لا يليق بها، بسبب ما نشرته صحيفة (المصري اليوم) من حوار معي تطرَّق إلى الشيعة ومذهبهم، قلتُ فيه: أنا لا أكفرهم، كما فعل بعض الغلاة، وأرى أنهم مسلمون، لكنهم مبتدعون. كما حذَّرت من أمرين خطيرين يقع فيهما كثير من الشيعة، أولهما: سبُّ الصحابة، والآخر: غزو المجتمع السني بنشر المذهب الشيعي فيه، لاسيما أن لديهم ثروة ضخمة يرصدون منها الملايين، بل البلايين، وكوادر مدرَّبة على نشر المذهب، وليس لدى السنة أيَّ حصانة ثقافية ضدَّ هذا الغزو. فنحن علماء السنة لم نسلِّحهم بأيِّ ثقافة واقية، لأننا نهرب عادة من الكلام في هذه القضايا، مع وعينا بها، خوفا من إثارة الفتنة، وسعيا إلى وحدة الأمة.
هذا‮ ‬الكلام‮ ‬أثار‮ ‬الوكالة،‮ ‬فجنَّ‮ ‬جنونها،‮ ‬وخرجت‮ ‬عن‮ ‬رشدها،‮ ‬وطفقت‮ ‬تقذفني‮ ‬بحجارتها‮ ‬عن‮ ‬يمين‮ ‬وشمال‮. ‬
وقد علَّق على موقفي العلامة آية الله محمد حسين فضل الله، فقال كلاما غريبا دهشتُ له، واستغربتُ أن يصدر من مثله. كما علَّق آية الله محمد علي تسخيري، نائبي في رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وقال كلاما أعجب من كلام فضل الله.
• موقفي‮ ‬من‮ ‬الشيعة‮ ‬ومذهبهم‮:‬
وأودُّ هنا قبل أن أردَّ على ما قاله هؤلاء جميعا، أن أبيِّن موقفي من قضية الشيعة الإمامية ومذهبهم ومواقفهم، متحرِّيا الحق، ومبتغيا وجه الله، مؤمنا بأن الله أخذ الميثاق على العلماء ليبيِّنن للناس الحقَّ ولا يكتمونه. وقد بينته من قبل في كتابي (مبادئ في الحوار‮ ‬والتقريب‮ ‬بين‮ ‬المذاهب‮ ‬والفرق‮ ‬الإسلامية&#8238‬،‮ ‬وأصله‮ ‬بحث‮ ‬قدمته‮ ‬لمؤتمر‮ ‬التقريب‮ ‬الذي‮ ‬عُقد‮ ‬في‮ (‬مملكة‮ ‬البحرين&#8238. ‬وما‮ ‬أقوله‮ ‬اليوم‮ ‬تأكيد‮ ‬له‮. ‬
• أولا‮:‬‭ ‬
أنا أؤمن أولا بوحدة الأمة الإسلامية بكلِّ فِرَقها وطوائفها ومذاهبها، فهي تؤمن بكتاب واحد، وبرسول واحد، وتتَّجه إلى قِبلة واحدة. وما بين فِرَقها من خلاف لا يُخرِج فرقة منها عن كونها جزءا من الأمة، والحديث الذي يُعتمد عليه في تقسيم الفرق يجعل الجميع من الأمة،‮ "‬ستفترق‮ ‬أمتي‮...". ‬إلا‮ ‬مَن‮ ‬انشقَّ‮ ‬من‮ ‬هذه‮ ‬الفرق‮ ‬عن‮ ‬الإسلام‮ ‬تماما،‮ ‬وبصورة‮ ‬قطعية‮. ‬
• ثانيا‮: ‬
هناك فرقة واحدة من الفرق الثلاث والسبعين التي جاء بها الحديث هي وحدها (الناجية)، وكلُّ الفرق هالكة أو ضالة، وكلُّ فرقة تعتقد في نفسها أنها هي الناجية، والباقي على ضلال. ونحن أهل السنة نوقن بأننا وحدنا الفرقة الناجية، وكلُّ الفرق الأخرى وقعت في البدع والضلالات، وعلى هذا الأساس قلتُ عن الشيعة: إنهم مبتدعون لا كفار، وهذا مُجمَع عليه بين أهل السنة، ولو لم أقل هذا لكنتُ متناقضا، لأن الحقَّ لا يتعدَّد، والحمد لله، فحوالي تسعة أعشار الأمة الإسلامية من أهل السنة، ومن حقهم أن يقولوا عنا ما يعتقدون فينا.
• ثالثا‮: ‬
إن موقفي هذا هو موقف كلِّ عالم سنيٍّ معتدل بالنسبة إلى الشيعة الإمامية الاثنا عشرية، أما غير المعتدلين فهم يصرِّحون بتكفيرهم؛ لموقفهم من القرآن، ومن السنة، ومن الصحابة، ومن تقديس الأئمة، والقول بعصمتهم، وأنهم يعلمون من الغيب ما لا يعلمه الأنبياء. وقد رددت على‮ ‬الذين‮ ‬كفروهم،‮ ‬في‮ ‬كتابي‮ (‬مبادئ‮ ‬في‮ ‬الحوار‮ ‬والتقريب&#8238.‬
ولكني أخالفهم في أصل مذهبهم وأرى أنه غير صحيح، وهو: أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى لعلي بالخلافة من بعده، وأن الصحابة كتموا هذا، وخانوا رسولهم، وجحدوا عليا حقَّه، وأنهم تآمروا جميعا على ذلك. والعجب أن عليًّا لم يعلن ذلك على الملأ ويقاتل عن حقِّه. بل بايع أبا بكر وعمر وعثمان، وكان لهم معينا ومشيرا. فكيف لم يواجههم بالحقيقة؟ وكيف لم يجاهر بحقه؟ وكيف تنازل ابنه الحسن عن خلافته المنصوص عليها لمعاوية؟ وكيف يمدحه النبي صلى الله عليه وسلم بفعله ذلك، وأن الله أصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين؟
وللشيعة‮ ‬بدع‮ ‬عملية‮ ‬مثل‮: ‬تجديد‮ ‬مأساة‮ ‬الحسين‮ ‬كل‮ ‬عام‮ ‬بلطم‮ ‬الوجوه،‮ ‬وضرب‮ ‬الصدور‮ ‬إلى‮ ‬حدِّ‮ ‬سفك‮ ‬الدم،‮ ‬وقد‮ ‬مضى‮ ‬على‮ ‬المصيبة‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬ثلاثة‮ ‬عشر‮ ‬قرنا؟‮ ‬ولماذا‮ ‬لم‮ ‬يعمل‮ ‬ذلك‮ ‬في‮ ‬قتل‮ ‬والده،‮ ‬وهو‮ ‬أفضل‮ ‬منه؟‮ ‬
ومن‮ ‬ذلك‮ ‬الشركيات‮ ‬عند‮ ‬المزارات‮ ‬والمقابر‮ ‬التي‮ ‬دُفن‮ ‬فيها‮ ‬آل‮ ‬البيت،‮ ‬والاستعانة‮ ‬بهم‮ ‬ودعاؤهم‮ ‬من‮ ‬دون‮ ‬الله‮. ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬قد‮ ‬يوجد‮ ‬لدى‮ ‬بعض‮ ‬أهل‮ ‬السنة،‮ ‬ولكن‮ ‬علماءهم‮ ‬ينكرون‮ ‬عليهم‮ ‬ويشددون‮ ‬النكير‮. ‬
من‮ ‬أجل‮ ‬ذلك‮ ‬نصفهم‮ ‬بالابتداع،‮ ‬ولا‮ ‬نحكم‮ ‬عليهم‮ ‬بالكفر‮ ‬البواح،‮ ‬أو‮ ‬الكفر‮ ‬الأكبر،‮ ‬المُخرِج‮ ‬من‮ ‬الملَّة‮. ‬
وأنا من الذين يقاومون موجة التكفير من قديم، وقد نشرتُ رسالتي (ظاهرة الغلو في التكفير)، مشدِّدا النكير على هذا الغلو، ونؤكِّد أن كلَّ مَن نطق بالشهادتين والتزم بمقتضاهما: دخل في الإسلام بيقين، ولا يخرج منه إلا بيقين. أي بما يقطع بأنه كفر لا شك فيه.
• رابعا‮:‬أن الاختلاف في فروع الدين، ومسائل العمل، وأحكام العبادات والمعاملات، لا حرج فيه، وأصول الدين هنا تسع الجميع، وما بيننا وبين الشيعة من الخلاف هنا ليس أكبر مما بين المذاهب السنية بعضها وبعض. ولهذا نقلوا عن شيخنا الشيخ شلتوت شيخ الأزهر رحمه الله: أنه أفتى بجواز‮ ‬التعبُّد‮ ‬بالمذهب‮ ‬الجعفري؛‮ ‬لأن‮ ‬التعبُّد‮ ‬يتعلَّق‮ ‬بالفروع‮ ‬والأحكام‮ ‬العملية،‮ ‬وما‮ ‬يخالفوننا‮ ‬فيه‮ ‬في‮ ‬الصلاة‮ ‬والصيام‮ ‬وغيرهما‮ ‬يمكن‮ ‬تحمُّله‮ ‬والتسامح‮ ‬فيه‮. ‬
• خامسا‮: ‬أن ما قلتُه لصحيفة (المصري اليوم) هو ما قلتُه بكلِّ صراحة وأكَّدتُه بكلِّ قوَّة، في كلِّ مؤتمرات التقريب التي حضرتُها: في الرباط، وفي البحرين، وفي دمشق، وفي الدوحة، وسمعه مني علماء الشيعة، وعلقوا عليه، وصارحتُ به آيات الله حينما زرتُ إيران منذ نحو عشر سنوات‮: ‬أن‮ ‬هناك‮ ‬خطوطا‮ ‬حمراء‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬ترعى‮ ‬ولا‮ ‬تتجاوز،‮ ‬منها‮: ‬سب‮ ‬الصحابة،‮ ‬ومنها‮: ‬نشر‮ ‬المذهب‮ ‬في‮ ‬البلاد‮ ‬السنية‮ ‬الخالصة‮. ‬وقد‮ ‬وافقني‮ ‬علماء‮ ‬الشيعة‮ ‬جميعا‮ ‬على‮ ‬ذلك‮. ‬
• سادسا‮: ‬إنني رغم تحفُّظي على موقف الشيعة من اختراق المجتمعات السنية، وقفتُ مع إيران بقوَّة في حقِّها في امتلاك الطاقة النووية السلمية، وأنكرتُ بشدَّة التهديدات الأمريكية لها، وقلتُ: إننا سنقف ضد أمريكا إذا اعتدت على إيران، وإن إيران جزء من دار الإسلام، لا يجوز التفريط فيها، وشريعتنا توجب علينا أن ندافع عنها إذا دخلها أو هدَّدها أجنبي. وقد نوَّهَتْ بموقفي كلُّ أجهزة الإعلام الإيرانية، واتصل بي عدد من المسؤولين شاكرين ومقدِّرين. وأنا لم أقف هذا الموقف مجاملة، ولكني قلتُ ما يجب أن يقوله المسلم في نصرة أخيه المسلم.
• الرد‮ ‬على‮ ‬وكالة‮ ‬أنباء‮ (‬مهر&#8238 ‬الإيرانية&;#8238;:‬• 1- زعمت وكالة الأنباء: أني أردِّد ما يقوله حاخامات اليهود، وأني أتحدَّث نيابة عنهم، وقالت: إن كلامي يصبُّ في مصلحة الصهاينة والحاخامات! وجهلت الوكالة التائهة ما أعلنه اليهود أنفسهم أن أخطر الناس عليهم في قضية فلسطين هم علماء الدين، وأن أخطر علماء الدين هو القرضاوي! وطالما حرَّضوا عليَّ، وعلى اغتيالي، ومازال اللوبي الصهيوني في كلِّ مكان يقف ضدِّي، ويؤلِّب علي الحكومات المختلفة، لتمنعني من دخول أرضها، فلا غرو أن مُنعت من أمريكا وبريطانيا وعدد من البلاد الأوربية؛ لأني عدو إسرائيل، ومفتي العمليات الاستشهادية.
إنني أحارب اليهود والصهاينة منذ الخامسة عشر من عمري، أي من حوالي سبعين سنة، قبل أن يُولد هؤلاء الذين يهاجمونني. ولقد انتسبت منذ شبابي المبكِّر إلى جماعة يعتبرها الصهاينة العدو الأول لهم، هي جماعة الإخوان المسلمين التي قدَّمت الشهداء، ولازالت من أجل فلسطين.‮ ‬
أما‮ ‬الماسونية،‮ ‬فكتاباتي‮ ‬ضدَّها‮ ‬في‮ ‬غاية‮ ‬الوضوح،‮ ‬ولاسيما‮ ‬فتواي‮ ‬عن‮ (‬الماسونية&#8238 ‬في‮ ‬كتابي‮ (‬فتاوى‮ ‬معاصرة&#8238.‬
2- وزعمت الوكالة: أن المذهب الشيعي يلقى تجاوبا لدى الشباب العربي الذي بهره انتصار حزب الله على اليهود في لبنان، وكذلك الشعوب المسلمة الواقعة تحت الظلم والاضطهاد، واعتبرت الوكالة ذلك معجزة من معجزات آل البيت؛ لأن الشعوب وجدت ضالَّتها في هذا المذهب، حيث قدَّم‮ ‬الشيعة‮ ‬نموذجا‮ ‬رائعا‮ ‬للحكم‮ ‬الإسلامي،‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬متوافرا‮ ‬بعد‮ ‬حكم‮ ‬النبي‮ ‬صلى‮ ‬الله‮ ‬عليه‮ ‬وسلم،‮ ‬وحكم‮ ‬الإمام‮ ‬علي‮ ‬رضي‮ ‬الله‮ ‬عنه‮. ‬
وهذا الكلام مردود عليه، فالفرد الإيراني كغيره في بلادنا الإسلامية، لم يطعم من جوع، ولم يأمن من خوف. ولاسيما أهل السنة الذين لايزالوان يعانون التضييق عليهم. وكلام الوكالة فيه طعن في عهد أبي بكر وعمر، وقد قدَّما نموذجا رائعا للحكم العادل والشورى، بخلاف حكم علي‮ ‬الذي‮ ‬شُغل‮ ‬بالحروب‮ ‬الداخلية،‮ ‬ولم‮ ‬يتمكَّن‮ ‬من‮ ‬تحقيق‮ ‬منهجه‮ ‬في‮ ‬العدالة‮ ‬والتنمية،‮ ‬كما‮ ‬كان‮ ‬يحب‮. ‬
3‭- ‬المهم‮ ‬أن‮ ‬الوكالة‮ ‬اعترفت‮ ‬بتنامي‮ ‬المد‮ ‬الشيعي‮ ‬الذي‮ ‬اعتبرته‮ (‬معجزة&#8238 ‬لآل‮ ‬البيت‮! ‬وهو‮ ‬ردٌّ‮ ‬على‮ ‬الشيخ‮ ‬فضل‮ ‬الله‮ ‬والتسخيري‮ ‬وغيرهما‮ ‬الذين‮ ‬ينكرون‮ ‬ذلك‮. ‬
4- زعمت الوكالة أني لم أتحدَّث عن بطولات أبناء الشيعة في جنوب لبنان (2006م). وهو زعم كاذب أو جاهل، فقد ناصرت حزب الله، ودافعت عنه، ورددت على فتوى العالم السعودي الكبير الشيخ بن جبرين، في حلقة كاملة من حلقات برنامجي (الشريعة والحياة) في قناة الجزيرة، وقد نُقلت‮ ‬الحلقة‮ ‬من‮ ‬القاهرة،‮ ‬حيث‮ ‬كنتُ‮ ‬في‮ ‬الإجازة‮.
‬
5- تحدَّثت الوكالة بشماتة عن هزائم العرب، ولاسيما هزيمة 1967م، وعن حكام العرب، وجنرالات العرب، وكأني مسؤول عنهم! وقد قاومتُ استبداد الحكام وطغيانهم، ودخلتُ من أجل ذلك السجون والمعتقلات، وحوكمتُ أمام المحاكم العسكرية، وحُرمتُ من الوظائف الحكومية، وأنا أول دفعتي‮. ‬
ونسيت الوكالة أن مصر دخلت أربع حروب من أجل فلسطين، وأنها في إحداها قد حقَّقت نصرا معروفا على دولة الصهاينة، برغم ما كان يسندها من المدد الأمريكي. وذلك في حرب العاشر من رمضان سنة 1393ه (6 أكتوبر 1973م)، وكذلك بطولات الإخوة في فلسطين في حماس والجهاد وكتائب الأقصى‮ ‬وغيرهم‮. ‬
6‭- ‬أسوأ‮ ‬ما‮ ‬انحدرت‮ ‬إليه‮ ‬الوكالة‮: ‬زعمها‮ ‬أني‮ ‬أتحدَّث‮ ‬بلغة‮ ‬تتَّسم‮ ‬بالنفاق‮ ‬والدجل،‮ ‬وهو‮ ‬إسفاف‮ ‬يليق‮ ‬بمَن‮ ‬صدر‮ ‬عنه،‮ ‬وقد‮ ‬قال‮ ‬شاعرنا‮ ‬العربي‮: ‬
وحسبكمو‮ ‬هذا‮ ‬التفاوت‮ ‬بيننا وكل‮ ‬إناء‮ ‬بالذي‮ ‬فيه‮ ‬ينضح‮! ‬
والذين عرفوني بالمعاشرة أو بقراءة تاريخي، عرفوني منذ مقتبل شبابي شاهرا سيف الحقِّ في وجه كلِّ باطل، وأني لم أنافق ملكا ولا رئيسا ولا أميرا، وأني أقول الحقَّ ولا أخاف في الله لومة لائم. ولو كنتُ أبيع في سوق النفاق، لنافقتُ إيران التي تقدر أن تُعطي الملايين،‮ ‬والتي‮ ‬تشتري‮ ‬ولاء‮ ‬كثيرين‮ ‬بمالها،‮ ‬ولكني‮ ‬لا‮ ‬أُشترى‮ ‬بكنوز‮ ‬الأرض،‮ ‬فقد‮ ‬اشتراني‮ ‬الله‮ ‬سبحانه‮ ‬وبعتُ‮ ‬له‮. ‬وقد‮ ‬اقترحوا‮ ‬علي‮ ‬منذ‮ ‬سنوات‮ ‬أن‮ ‬يعطوني‮ ‬جائزة‮ ‬لبعض‮ ‬علماء‮ ‬السنة،‮ ‬فاعتذرت‮ ‬إليهم‮. ‬
وقالت الوكالة الكاذبة المزيِّفة: كان الأحرى بالشيخ القرضاوي أن يتحدَّث عن خطر المدِّ الصهيوني، الذي أوشك أن يقترب من بيت القرضاوي نفسه، حيث إن أبناءه الذين يقطنون في أحياء لندن، انصهروا تماما بالثقافة الأنجلوسكسونية، وابتعدوا عن الثقافة الإسلامية!
ولا أدري كيف يجترئ هؤلاء الناس على الكذب الصُراح، فليس أحد من أولادي يسكن في لندن، بل يعملون بالتدريس في جامعة قطر، أو في سفارة قطر بالقاهرة، ومن بناتي ثلاث حصلن على الدكتوراه من إنجلترا، وكلهن في قطر منذ سنين. وهن متمسكات بثقافتهن الإسلامية، وهُويَّتهن الإسلامية،‮ ‬إلا‮ ‬إذا‮ ‬كانت‮ ‬الوكالة‮ ‬تعتبر‮ ‬تخصُّصاتهن‮ ‬العلمية‮ ‬خروجا‮ ‬عن‮ ‬الدين،‮ ‬وعن‮ ‬الثقافة‮ ‬الإسلامية‮. ‬
أما خطر المد الصهيوني، فلستُ في حاجة إلى أن أتعلَّمه من السيد حسن زاده - خبير الشؤون الدولية بالوكالة - فمنذ الخامسة عشرة من عمري، وأنا أقاوم هذا الخطر بشعري ونثري، وخطبي وكتبي، ولي كتابان في ذلك هما: (درس النكبة الثانية)، و(القدس قضية كل مسلم). غير فتاوى ومحاضرات‮ ‬وخطب‮ ‬شتَّى‮. ‬
ولو‮ ‬فتح‮ ‬الراديو‮ ‬يوم‮ ‬الجمعة‮ ‬في‮ ‬الأيام‮ ‬التي‮ ‬أخطب‮ ‬فيها،‮ ‬واستمع‮ ‬إلى‮ ‬فضائية‮ ‬قطر،‮ ‬لعرف‮ ‬حقيقة‮ ‬موقفي‮ ‬من‮ ‬المدِّ‮ ‬الصهيوني‮. ‬فلستُ‮ ‬ممن‮ ‬يزايد‮ ‬عليه‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬المجال‮. ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.