وكيل إمارة جازان يرأس اجتماع الاستعدادات للاحتفال باليوم الوطني ال 95    أمير جازان يستقبل مدير الاتصالات السعودية بالمنطقة ويطّلع على تقرير الاستدامة لعام 2024م    وزارة المالية ترحب بتقرير مشاورات المادة الرابعة لصندوق النقد الدولي    أمير جازان يرأس الاجتماع الدوري للجنة الدفاع المدني بالمنطقة    مؤشر الأسهم السعودية يغلق على ارتفاع    ندوة تاريخية تكشف أسرار تحصينات المدينة المنورة    شرطة كامبريدج: اتهام شاب بريطاني بقتل الطالب محمد القاسم    الفرق السعودية تستعد لآسياد البحرين للشباب بمعسكر في كازاخستان    أمير جازان ونائبه يلتقيان مشايخ وأهالي محافظة أحد المسارحة    أمير جازان ونائبه يطّلعان على سير المشروعات التنموية بمحافظة أحد المسارحة    الشؤون الإسلامية في جازان تبدأ تركيب وسائل السلامة في إدارات المساجد بالمحافظات    تحولات لبنان المنتظرة: البداية من جلسة الثلاثاء    تأسيس جمعية المعادن الثمينة والأحجار الكريمة غير الربحية    القيادة تهنئ ممثل الملك في جزر كوك بذكرى يوم الدستور لبلاده    إسقاط 61 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل    دعم الجماهير كان حاسمًا.. ونطمح لحصد المزيد من البطولات    وثيقة تاريخية تكشف تواصل الملك عبدالعزيز مع رجالات الدولة    توقيع اتفاقية لدعم أبحاث الشعاب المرجانية    جددت التزامها باستقرار السوق.."أوبك+": 547 ألف برميل زيادة إنتاج الدول الثماني    اشتراطات جديدة للمختبرات الغذائية لتعزيز الاستثمار    وزير الداخلية وسفير سنغافورة يبحثان الموضوعات المشتركة    تصعيد إسرائيلي.. ورفض فلسطيني قاطع.. عدوان منظم لإعادة احتلال غزة    إحباط تهريب مخدرات في جازان وعسير    استعرضا سبل تبادل الخبرات والتجارب.. وزير العدل ونظيره العراقي يوقعان برنامج تعاون تشريعي    رفقًا بهم… إنهم أمانة الوطن فينا    رئيس هيئة الترفيه يعلن طرح تذاكر مهرجان الكوميديا    مسرحية «طوق» السعودية تنطلق في «فرينج» الدولي    تأهيل وتمكين الطلاب للمنافسة في المحافل العالمية.. المنتخب السعودي يحصد 3 جوائز في أولمبياد المعلوماتية الدولي    تدشين كتاب "حراك وأثر" للكاتبة أمل بنت حمدان وسط حضور لافت في معرض المدينة المنورة للكتاب 2025    مقتل عنصر أمني وسط خروقات لوقف النار.. هجوم مسلح يعيد التوتر للسويداء    غارات جوية تثير موجة غضب في ليبيا    لا تدع أخلاق الناس السيئة تفسد أخلاقك    عدم ترك مسافة بين المركبات أبرز مسببات حوادث المرور    "سعود عبدالحميد" إلى لانس الفرنسي بنظام الإعارة لمدة موسم واحد    نادي الحريق يتصدر تايكوندو المملكة ب87 منافساً    الملك سلمان للإغاثة.. جهود إنسانية حول العالم    حرائق أوروبا تسبب خسائر وتلوثا بيئيا واسعا    استعراض أنشطة التراث أمام سعود بن جلوي    اعتماد أكاديمي كامل لبرنامج نظم المعلومات في جامعة حائل    المدينة المنورة.. صحية مليونية للمرة الثانية    أمير تبوك يطلع على تقرير أعمال فرع وزارة التجارة بالمنطقة    جبل السمراء.. إطلالة بانورامية في حائل    جبال المدينة.. أسرار الأرض    «هلال مكة» يفعل مسارات الجلطات القلبية والسكتات الدماغية    رؤية 2030 تكافح السمنة وتعزّز الصحة العامة    15 مهمة لمركز الإحالات الطبية تشمل الإجازات والعجز والإخلاء الطبي    الفيحاء يخسر أمام أم صلال القطري برباعية في أولى ودياته    تأثير الأمل في مسار الحياة    فريق قوة عطاء التطوعي يشارك في مبادرة "اليوم العالمي للرضاعة الطبيعية"    آل الصميلي يحتفلون بزواج الشاب محمد عبدالرحمن صميلي    توقعات بخفض الفائدة وسط تصاعد الحرب التجارية    من حدود الحزم.. أمير جازان يجسد التلاحم بالإنجاز    طرح تذاكر مهرجان الرياض للكوميديا    قربان: المعيار المهني للجوالين يعزز ريادة المملكة في حماية البيئة    مجمع إرادة بالدمام ينفذ مبادرة سقيا كرام    أمير منطقة جازان ونائبه يزوران عضو مجلس الشورى المدخلي    فرع الشؤون الإسلامية بجازان ممثلاً بإدارة المساجد في الريث يتابع أعمال الصيانة والتشغيل في الجوامع والمساجد    المولودون صيفًا أكثر اكتئابًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القرضاوي يرد على افتراءات الشيعة-أنا مفتي العمليات الاستشهادية ضد الصهاينة ولست ناطقا باسم حاخاماتهم
نشر في الوكاد يوم 19 - 09 - 2008

تمسك الإمام القرضاوي بتصريحاته التي شنت من أجلها المراجع الشيعية في لبنان وإيران هجوما عنيفا عليه وقال في بيان أرسله للشروق اليومي إن ما قلته لصحيفة المصري اليوم هو ما قلته بصراحة وأكدته بكل قوة في كل مؤتمرات التقريب التي حضرتها في الرباط وفي دمشق وفي‮ ‬الدوحة&;#8238; ‬وسمعه‮ ‬مني‮ ‬علماء‮ ‬الشيعة
وكتب رسالة في هذا الشأن نشرتها صحيفة الشروق اليومي الجزائرية اول امس : نص الرسالة :.
بسم‮ ‬الله‮ ‬الرحمن‮ ‬الرحيم‮ ‬
شنَّت وكالة أنباء (مهر) الإيرانية شبه الرسمية في 13 من رمضان 1429ه الموافق ل 13 سبتمبر 2008م، هجوما عنيفا على شخصي، تجاوزت فيه كلَّ حدٍّ، وأسفَّت إسفافا بالغا لا يليق بها، بسبب ما نشرته صحيفة (المصري اليوم) من حوار معي تطرَّق إلى الشيعة ومذهبهم، قلتُ فيه: أنا لا أكفرهم، كما فعل بعض الغلاة، وأرى أنهم مسلمون، لكنهم مبتدعون. كما حذَّرت من أمرين خطيرين يقع فيهما كثير من الشيعة، أولهما: سبُّ الصحابة، والآخر: غزو المجتمع السني بنشر المذهب الشيعي فيه، لاسيما أن لديهم ثروة ضخمة يرصدون منها الملايين، بل البلايين، وكوادر مدرَّبة على نشر المذهب، وليس لدى السنة أيَّ حصانة ثقافية ضدَّ هذا الغزو. فنحن علماء السنة لم نسلِّحهم بأيِّ ثقافة واقية، لأننا نهرب عادة من الكلام في هذه القضايا، مع وعينا بها، خوفا من إثارة الفتنة، وسعيا إلى وحدة الأمة.
هذا‮ ‬الكلام‮ ‬أثار‮ ‬الوكالة،‮ ‬فجنَّ‮ ‬جنونها،‮ ‬وخرجت‮ ‬عن‮ ‬رشدها،‮ ‬وطفقت‮ ‬تقذفني‮ ‬بحجارتها‮ ‬عن‮ ‬يمين‮ ‬وشمال‮. ‬
وقد علَّق على موقفي العلامة آية الله محمد حسين فضل الله، فقال كلاما غريبا دهشتُ له، واستغربتُ أن يصدر من مثله. كما علَّق آية الله محمد علي تسخيري، نائبي في رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وقال كلاما أعجب من كلام فضل الله.
• موقفي‮ ‬من‮ ‬الشيعة‮ ‬ومذهبهم‮:‬
وأودُّ هنا قبل أن أردَّ على ما قاله هؤلاء جميعا، أن أبيِّن موقفي من قضية الشيعة الإمامية ومذهبهم ومواقفهم، متحرِّيا الحق، ومبتغيا وجه الله، مؤمنا بأن الله أخذ الميثاق على العلماء ليبيِّنن للناس الحقَّ ولا يكتمونه. وقد بينته من قبل في كتابي (مبادئ في الحوار‮ ‬والتقريب‮ ‬بين‮ ‬المذاهب‮ ‬والفرق‮ ‬الإسلامية&#8238‬،‮ ‬وأصله‮ ‬بحث‮ ‬قدمته‮ ‬لمؤتمر‮ ‬التقريب‮ ‬الذي‮ ‬عُقد‮ ‬في‮ (‬مملكة‮ ‬البحرين&#8238. ‬وما‮ ‬أقوله‮ ‬اليوم‮ ‬تأكيد‮ ‬له‮. ‬
• أولا‮:‬‭ ‬
أنا أؤمن أولا بوحدة الأمة الإسلامية بكلِّ فِرَقها وطوائفها ومذاهبها، فهي تؤمن بكتاب واحد، وبرسول واحد، وتتَّجه إلى قِبلة واحدة. وما بين فِرَقها من خلاف لا يُخرِج فرقة منها عن كونها جزءا من الأمة، والحديث الذي يُعتمد عليه في تقسيم الفرق يجعل الجميع من الأمة،‮ "‬ستفترق‮ ‬أمتي‮...". ‬إلا‮ ‬مَن‮ ‬انشقَّ‮ ‬من‮ ‬هذه‮ ‬الفرق‮ ‬عن‮ ‬الإسلام‮ ‬تماما،‮ ‬وبصورة‮ ‬قطعية‮. ‬
• ثانيا‮: ‬
هناك فرقة واحدة من الفرق الثلاث والسبعين التي جاء بها الحديث هي وحدها (الناجية)، وكلُّ الفرق هالكة أو ضالة، وكلُّ فرقة تعتقد في نفسها أنها هي الناجية، والباقي على ضلال. ونحن أهل السنة نوقن بأننا وحدنا الفرقة الناجية، وكلُّ الفرق الأخرى وقعت في البدع والضلالات، وعلى هذا الأساس قلتُ عن الشيعة: إنهم مبتدعون لا كفار، وهذا مُجمَع عليه بين أهل السنة، ولو لم أقل هذا لكنتُ متناقضا، لأن الحقَّ لا يتعدَّد، والحمد لله، فحوالي تسعة أعشار الأمة الإسلامية من أهل السنة، ومن حقهم أن يقولوا عنا ما يعتقدون فينا.
• ثالثا‮: ‬
إن موقفي هذا هو موقف كلِّ عالم سنيٍّ معتدل بالنسبة إلى الشيعة الإمامية الاثنا عشرية، أما غير المعتدلين فهم يصرِّحون بتكفيرهم؛ لموقفهم من القرآن، ومن السنة، ومن الصحابة، ومن تقديس الأئمة، والقول بعصمتهم، وأنهم يعلمون من الغيب ما لا يعلمه الأنبياء. وقد رددت على‮ ‬الذين‮ ‬كفروهم،‮ ‬في‮ ‬كتابي‮ (‬مبادئ‮ ‬في‮ ‬الحوار‮ ‬والتقريب&#8238.‬
ولكني أخالفهم في أصل مذهبهم وأرى أنه غير صحيح، وهو: أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى لعلي بالخلافة من بعده، وأن الصحابة كتموا هذا، وخانوا رسولهم، وجحدوا عليا حقَّه، وأنهم تآمروا جميعا على ذلك. والعجب أن عليًّا لم يعلن ذلك على الملأ ويقاتل عن حقِّه. بل بايع أبا بكر وعمر وعثمان، وكان لهم معينا ومشيرا. فكيف لم يواجههم بالحقيقة؟ وكيف لم يجاهر بحقه؟ وكيف تنازل ابنه الحسن عن خلافته المنصوص عليها لمعاوية؟ وكيف يمدحه النبي صلى الله عليه وسلم بفعله ذلك، وأن الله أصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين؟
وللشيعة‮ ‬بدع‮ ‬عملية‮ ‬مثل‮: ‬تجديد‮ ‬مأساة‮ ‬الحسين‮ ‬كل‮ ‬عام‮ ‬بلطم‮ ‬الوجوه،‮ ‬وضرب‮ ‬الصدور‮ ‬إلى‮ ‬حدِّ‮ ‬سفك‮ ‬الدم،‮ ‬وقد‮ ‬مضى‮ ‬على‮ ‬المصيبة‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬ثلاثة‮ ‬عشر‮ ‬قرنا؟‮ ‬ولماذا‮ ‬لم‮ ‬يعمل‮ ‬ذلك‮ ‬في‮ ‬قتل‮ ‬والده،‮ ‬وهو‮ ‬أفضل‮ ‬منه؟‮ ‬
ومن‮ ‬ذلك‮ ‬الشركيات‮ ‬عند‮ ‬المزارات‮ ‬والمقابر‮ ‬التي‮ ‬دُفن‮ ‬فيها‮ ‬آل‮ ‬البيت،‮ ‬والاستعانة‮ ‬بهم‮ ‬ودعاؤهم‮ ‬من‮ ‬دون‮ ‬الله‮. ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬قد‮ ‬يوجد‮ ‬لدى‮ ‬بعض‮ ‬أهل‮ ‬السنة،‮ ‬ولكن‮ ‬علماءهم‮ ‬ينكرون‮ ‬عليهم‮ ‬ويشددون‮ ‬النكير‮. ‬
من‮ ‬أجل‮ ‬ذلك‮ ‬نصفهم‮ ‬بالابتداع،‮ ‬ولا‮ ‬نحكم‮ ‬عليهم‮ ‬بالكفر‮ ‬البواح،‮ ‬أو‮ ‬الكفر‮ ‬الأكبر،‮ ‬المُخرِج‮ ‬من‮ ‬الملَّة‮. ‬
وأنا من الذين يقاومون موجة التكفير من قديم، وقد نشرتُ رسالتي (ظاهرة الغلو في التكفير)، مشدِّدا النكير على هذا الغلو، ونؤكِّد أن كلَّ مَن نطق بالشهادتين والتزم بمقتضاهما: دخل في الإسلام بيقين، ولا يخرج منه إلا بيقين. أي بما يقطع بأنه كفر لا شك فيه.
• رابعا‮:‬أن الاختلاف في فروع الدين، ومسائل العمل، وأحكام العبادات والمعاملات، لا حرج فيه، وأصول الدين هنا تسع الجميع، وما بيننا وبين الشيعة من الخلاف هنا ليس أكبر مما بين المذاهب السنية بعضها وبعض. ولهذا نقلوا عن شيخنا الشيخ شلتوت شيخ الأزهر رحمه الله: أنه أفتى بجواز‮ ‬التعبُّد‮ ‬بالمذهب‮ ‬الجعفري؛‮ ‬لأن‮ ‬التعبُّد‮ ‬يتعلَّق‮ ‬بالفروع‮ ‬والأحكام‮ ‬العملية،‮ ‬وما‮ ‬يخالفوننا‮ ‬فيه‮ ‬في‮ ‬الصلاة‮ ‬والصيام‮ ‬وغيرهما‮ ‬يمكن‮ ‬تحمُّله‮ ‬والتسامح‮ ‬فيه‮. ‬
• خامسا‮: ‬أن ما قلتُه لصحيفة (المصري اليوم) هو ما قلتُه بكلِّ صراحة وأكَّدتُه بكلِّ قوَّة، في كلِّ مؤتمرات التقريب التي حضرتُها: في الرباط، وفي البحرين، وفي دمشق، وفي الدوحة، وسمعه مني علماء الشيعة، وعلقوا عليه، وصارحتُ به آيات الله حينما زرتُ إيران منذ نحو عشر سنوات‮: ‬أن‮ ‬هناك‮ ‬خطوطا‮ ‬حمراء‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬ترعى‮ ‬ولا‮ ‬تتجاوز،‮ ‬منها‮: ‬سب‮ ‬الصحابة،‮ ‬ومنها‮: ‬نشر‮ ‬المذهب‮ ‬في‮ ‬البلاد‮ ‬السنية‮ ‬الخالصة‮. ‬وقد‮ ‬وافقني‮ ‬علماء‮ ‬الشيعة‮ ‬جميعا‮ ‬على‮ ‬ذلك‮. ‬
• سادسا‮: ‬إنني رغم تحفُّظي على موقف الشيعة من اختراق المجتمعات السنية، وقفتُ مع إيران بقوَّة في حقِّها في امتلاك الطاقة النووية السلمية، وأنكرتُ بشدَّة التهديدات الأمريكية لها، وقلتُ: إننا سنقف ضد أمريكا إذا اعتدت على إيران، وإن إيران جزء من دار الإسلام، لا يجوز التفريط فيها، وشريعتنا توجب علينا أن ندافع عنها إذا دخلها أو هدَّدها أجنبي. وقد نوَّهَتْ بموقفي كلُّ أجهزة الإعلام الإيرانية، واتصل بي عدد من المسؤولين شاكرين ومقدِّرين. وأنا لم أقف هذا الموقف مجاملة، ولكني قلتُ ما يجب أن يقوله المسلم في نصرة أخيه المسلم.
• الرد‮ ‬على‮ ‬وكالة‮ ‬أنباء‮ (‬مهر&#8238 ‬الإيرانية&;#8238;:‬• 1- زعمت وكالة الأنباء: أني أردِّد ما يقوله حاخامات اليهود، وأني أتحدَّث نيابة عنهم، وقالت: إن كلامي يصبُّ في مصلحة الصهاينة والحاخامات! وجهلت الوكالة التائهة ما أعلنه اليهود أنفسهم أن أخطر الناس عليهم في قضية فلسطين هم علماء الدين، وأن أخطر علماء الدين هو القرضاوي! وطالما حرَّضوا عليَّ، وعلى اغتيالي، ومازال اللوبي الصهيوني في كلِّ مكان يقف ضدِّي، ويؤلِّب علي الحكومات المختلفة، لتمنعني من دخول أرضها، فلا غرو أن مُنعت من أمريكا وبريطانيا وعدد من البلاد الأوربية؛ لأني عدو إسرائيل، ومفتي العمليات الاستشهادية.
إنني أحارب اليهود والصهاينة منذ الخامسة عشر من عمري، أي من حوالي سبعين سنة، قبل أن يُولد هؤلاء الذين يهاجمونني. ولقد انتسبت منذ شبابي المبكِّر إلى جماعة يعتبرها الصهاينة العدو الأول لهم، هي جماعة الإخوان المسلمين التي قدَّمت الشهداء، ولازالت من أجل فلسطين.‮ ‬
أما‮ ‬الماسونية،‮ ‬فكتاباتي‮ ‬ضدَّها‮ ‬في‮ ‬غاية‮ ‬الوضوح،‮ ‬ولاسيما‮ ‬فتواي‮ ‬عن‮ (‬الماسونية&#8238 ‬في‮ ‬كتابي‮ (‬فتاوى‮ ‬معاصرة&#8238.‬
2- وزعمت الوكالة: أن المذهب الشيعي يلقى تجاوبا لدى الشباب العربي الذي بهره انتصار حزب الله على اليهود في لبنان، وكذلك الشعوب المسلمة الواقعة تحت الظلم والاضطهاد، واعتبرت الوكالة ذلك معجزة من معجزات آل البيت؛ لأن الشعوب وجدت ضالَّتها في هذا المذهب، حيث قدَّم‮ ‬الشيعة‮ ‬نموذجا‮ ‬رائعا‮ ‬للحكم‮ ‬الإسلامي،‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬متوافرا‮ ‬بعد‮ ‬حكم‮ ‬النبي‮ ‬صلى‮ ‬الله‮ ‬عليه‮ ‬وسلم،‮ ‬وحكم‮ ‬الإمام‮ ‬علي‮ ‬رضي‮ ‬الله‮ ‬عنه‮. ‬
وهذا الكلام مردود عليه، فالفرد الإيراني كغيره في بلادنا الإسلامية، لم يطعم من جوع، ولم يأمن من خوف. ولاسيما أهل السنة الذين لايزالوان يعانون التضييق عليهم. وكلام الوكالة فيه طعن في عهد أبي بكر وعمر، وقد قدَّما نموذجا رائعا للحكم العادل والشورى، بخلاف حكم علي‮ ‬الذي‮ ‬شُغل‮ ‬بالحروب‮ ‬الداخلية،‮ ‬ولم‮ ‬يتمكَّن‮ ‬من‮ ‬تحقيق‮ ‬منهجه‮ ‬في‮ ‬العدالة‮ ‬والتنمية،‮ ‬كما‮ ‬كان‮ ‬يحب‮. ‬
3‭- ‬المهم‮ ‬أن‮ ‬الوكالة‮ ‬اعترفت‮ ‬بتنامي‮ ‬المد‮ ‬الشيعي‮ ‬الذي‮ ‬اعتبرته‮ (‬معجزة&#8238 ‬لآل‮ ‬البيت‮! ‬وهو‮ ‬ردٌّ‮ ‬على‮ ‬الشيخ‮ ‬فضل‮ ‬الله‮ ‬والتسخيري‮ ‬وغيرهما‮ ‬الذين‮ ‬ينكرون‮ ‬ذلك‮. ‬
4- زعمت الوكالة أني لم أتحدَّث عن بطولات أبناء الشيعة في جنوب لبنان (2006م). وهو زعم كاذب أو جاهل، فقد ناصرت حزب الله، ودافعت عنه، ورددت على فتوى العالم السعودي الكبير الشيخ بن جبرين، في حلقة كاملة من حلقات برنامجي (الشريعة والحياة) في قناة الجزيرة، وقد نُقلت‮ ‬الحلقة‮ ‬من‮ ‬القاهرة،‮ ‬حيث‮ ‬كنتُ‮ ‬في‮ ‬الإجازة‮.
‬
5- تحدَّثت الوكالة بشماتة عن هزائم العرب، ولاسيما هزيمة 1967م، وعن حكام العرب، وجنرالات العرب، وكأني مسؤول عنهم! وقد قاومتُ استبداد الحكام وطغيانهم، ودخلتُ من أجل ذلك السجون والمعتقلات، وحوكمتُ أمام المحاكم العسكرية، وحُرمتُ من الوظائف الحكومية، وأنا أول دفعتي‮. ‬
ونسيت الوكالة أن مصر دخلت أربع حروب من أجل فلسطين، وأنها في إحداها قد حقَّقت نصرا معروفا على دولة الصهاينة، برغم ما كان يسندها من المدد الأمريكي. وذلك في حرب العاشر من رمضان سنة 1393ه (6 أكتوبر 1973م)، وكذلك بطولات الإخوة في فلسطين في حماس والجهاد وكتائب الأقصى‮ ‬وغيرهم‮. ‬
6‭- ‬أسوأ‮ ‬ما‮ ‬انحدرت‮ ‬إليه‮ ‬الوكالة‮: ‬زعمها‮ ‬أني‮ ‬أتحدَّث‮ ‬بلغة‮ ‬تتَّسم‮ ‬بالنفاق‮ ‬والدجل،‮ ‬وهو‮ ‬إسفاف‮ ‬يليق‮ ‬بمَن‮ ‬صدر‮ ‬عنه،‮ ‬وقد‮ ‬قال‮ ‬شاعرنا‮ ‬العربي‮: ‬
وحسبكمو‮ ‬هذا‮ ‬التفاوت‮ ‬بيننا وكل‮ ‬إناء‮ ‬بالذي‮ ‬فيه‮ ‬ينضح‮! ‬
والذين عرفوني بالمعاشرة أو بقراءة تاريخي، عرفوني منذ مقتبل شبابي شاهرا سيف الحقِّ في وجه كلِّ باطل، وأني لم أنافق ملكا ولا رئيسا ولا أميرا، وأني أقول الحقَّ ولا أخاف في الله لومة لائم. ولو كنتُ أبيع في سوق النفاق، لنافقتُ إيران التي تقدر أن تُعطي الملايين،‮ ‬والتي‮ ‬تشتري‮ ‬ولاء‮ ‬كثيرين‮ ‬بمالها،‮ ‬ولكني‮ ‬لا‮ ‬أُشترى‮ ‬بكنوز‮ ‬الأرض،‮ ‬فقد‮ ‬اشتراني‮ ‬الله‮ ‬سبحانه‮ ‬وبعتُ‮ ‬له‮. ‬وقد‮ ‬اقترحوا‮ ‬علي‮ ‬منذ‮ ‬سنوات‮ ‬أن‮ ‬يعطوني‮ ‬جائزة‮ ‬لبعض‮ ‬علماء‮ ‬السنة،‮ ‬فاعتذرت‮ ‬إليهم‮. ‬
وقالت الوكالة الكاذبة المزيِّفة: كان الأحرى بالشيخ القرضاوي أن يتحدَّث عن خطر المدِّ الصهيوني، الذي أوشك أن يقترب من بيت القرضاوي نفسه، حيث إن أبناءه الذين يقطنون في أحياء لندن، انصهروا تماما بالثقافة الأنجلوسكسونية، وابتعدوا عن الثقافة الإسلامية!
ولا أدري كيف يجترئ هؤلاء الناس على الكذب الصُراح، فليس أحد من أولادي يسكن في لندن، بل يعملون بالتدريس في جامعة قطر، أو في سفارة قطر بالقاهرة، ومن بناتي ثلاث حصلن على الدكتوراه من إنجلترا، وكلهن في قطر منذ سنين. وهن متمسكات بثقافتهن الإسلامية، وهُويَّتهن الإسلامية،‮ ‬إلا‮ ‬إذا‮ ‬كانت‮ ‬الوكالة‮ ‬تعتبر‮ ‬تخصُّصاتهن‮ ‬العلمية‮ ‬خروجا‮ ‬عن‮ ‬الدين،‮ ‬وعن‮ ‬الثقافة‮ ‬الإسلامية‮. ‬
أما خطر المد الصهيوني، فلستُ في حاجة إلى أن أتعلَّمه من السيد حسن زاده - خبير الشؤون الدولية بالوكالة - فمنذ الخامسة عشرة من عمري، وأنا أقاوم هذا الخطر بشعري ونثري، وخطبي وكتبي، ولي كتابان في ذلك هما: (درس النكبة الثانية)، و(القدس قضية كل مسلم). غير فتاوى ومحاضرات‮ ‬وخطب‮ ‬شتَّى‮. ‬
ولو‮ ‬فتح‮ ‬الراديو‮ ‬يوم‮ ‬الجمعة‮ ‬في‮ ‬الأيام‮ ‬التي‮ ‬أخطب‮ ‬فيها،‮ ‬واستمع‮ ‬إلى‮ ‬فضائية‮ ‬قطر،‮ ‬لعرف‮ ‬حقيقة‮ ‬موقفي‮ ‬من‮ ‬المدِّ‮ ‬الصهيوني‮. ‬فلستُ‮ ‬ممن‮ ‬يزايد‮ ‬عليه‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬المجال‮. ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.