حمّل مصدر عربي في حديثه ل “الشرق” نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وجامعة الدول العربية، مسؤولية أمن وسلامة أرواح أعضاء البعثة العربية، والذين لا يزالون داخل الأراضي السورية، بانتظار التقرير النهائي الذي سيصدر عن اللجنة الوزارية العربية، التي تلتقي اليوم في العاصمة المصرية القاهرة. بينما حثّ أكاديمي سعودي يعمل في تدريس الإعلام السياسي بالرياض، الجامعة العربية بما وصفه ب “رفع الغطاء عن الكيان الأسدي”، ورفض تسمية النظام السوري باسمه، وقال “النظام السوري انتهى، الموجود حالياً في الصورة يجب تسميته الكيان الأسدي” في إشارة إلى استقاء التسمية من تعنت النظام السوري وإصراره على البقاء في السلطة دون مراعاة ما يتم حصده من أرواحٍ بشريةٍ على الأرض. وقال المصدر العربي الذي فضل عدم الإشارة إلى اسمه أو منصبه، إن النظام السوري، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية، تتحملان كامل المسؤولية في الحفاظ على أمن بقية أعضاء البعثة العربية، فيما لو صدر قرار اللجنة الوزارية سواء ببقاء البعثة أو مغادرتها، وهما الحالتان اللتان تُشكلان خطراً على أرواح المراقبين العرب التابعين لبعثة الجامعة العربية. وتكمن الخشية على أرواح البعثة في إمكانية تعرضهم للخطر من جهتان “النظام فيما لو صدر قرار بعسكرة الأزمة السورية، سواءً عن طريق قواتٍ عربية أو دولية، هذا من جانب، ومن جانبٍ آخر أيضاً، خطر المعارضة فيما لو صدر قرار اللجنة الوزارية العربية من القاهرة ببقاء أعمال البعثة على الأراضي السورية”. ومن جهته، طالب أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الملك سعود الدكتور أحمد بن راشد بن سعيد، الجامعة العربية بإعلان فشلها في الأزمة السورية، وأن لا تكون حسب وصفه “غطاءً على الكيان الأسدي” وأن تكون الجامعة على قدر المسؤولية، وتعلن تجميد عضوية الدولة السورية في الجامعة، لوقف حمام الدم وإبادة الشعب السوري وفقاً لما جاء على لسانه. وقال بن سعيد في تصريحاتٍ خاصة بال “الشرق” أدلى بها عبر الهاتف من الرياض أمس “أن أكثر وقتٍ تعرض فيه الشعب السوري للإبادة، وأكثر وقت شهد قتل للإنسانية في سوريا، هو خلال عمل الجامعة العربية، وخلال تأدية فريق البعثة العربية عملها على الأرض في الأراضي السورية، مضيفا “نحن أمام حمام دم لا سبيل لإيقافه إلا برفع الأمر لمجلس الأمن الدولي، والذي يجب عليه هو الآخر بتحمل مسؤوليته الإنسانية، فالتاريخ لن يرحم إن لم يتخذ مجلس الأمن الدولي قراراً صارماً، يدخل حيز التنفيذ دون انتظار ولو لساعة واحدة، فساعة واحدة قد تُكلف إزهاق أرواح في مقابل نظام أيقن أنه بائد ولذا أخذ يتعامل مع الإنسانية ببطشٍ ودون رحمةٍ لا من رقيبٍ ولا من حسيب”. وعلمت “الشرق” أن وفداً يُديره السعودي هادي اليامي نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية التابعة لجامعة الدول العربية ومسؤول ملف المعتقلين وحقوق الإنسان في البعثة، زار أكثر من سجنٍ ومعتقلٍ تابع للنظام السوري في عدة مناطق ومحافظات سورية، وبناء على تلك الجولات الميدانية، قام بإعداد تقريرٍ مُفصّل يحكي الواقع في السجون السورية، سيتم عرضه على مجلس الجامعة اليوم، واللجنة الوزارية العربية في القاهرة. فيم أكد أستاذ الإعلام السياسي بن سعيد، على أهمية اتخاذ جامعة الدول العربية قراراً بشكل عاجل وفاعل بسحب بعثة المراقبين، وهو الأمر الذي اعتبره من باب تدارك الأخطاء الذي يجب أن تقوم به الجامعة، بعد أن فشلت بتنفيذ أبسط بند من بنود البروتوكول الموقع مع الكيان الأسدي – طبقاً لوصفه – وإلا ستكون شريكةً في الإبادة الجماعية اللا إنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري.