انتزع الكاتب صالح الحمادي في مقاله بجريدة «الشرق» في 1434/5/25 ه، دهشة كثير من قرائه ومتابعيه حينما عنون مقاله بمصطلح متعسف جاء في غير مربطه، ووجهة التعسف أن كثيرين لم يألفوا استساغة مدلوله كونه جاء كعنوان غير منسجم -من وجهة نظر- مع موضوعه في المعنى والمبنى. ومما عمق الاندهاش كون القراء لم يألفوا من الكاتب الكريم مثل هذا التنافر بين الموضوع ومصطلح العنوان. ناهيك عن إمعانه في تحبيبه للمصطلح والإغراء باعتمار عمامته والقناعة بتوطين مدلوله كمصطلح متعسف في غير مربطه. وأكد بأن ثمرته استنبتت في تربة مخصبة بالوطنية والقيم الإنسانية ونسب متانة استوائه على سوقه لتلك البيئة المتألقة في مرابع قبيلة مكتنزة بالمكارم المميزة بالروح الإنسانية الكريمة راغباً في حفز الآخرين للتمثل بأخلاق هذه الجماعة المتفردة بتميز الأخلاق وسجاحتها مضيفاً لها فضل التخلق بفكر ومضمون المصطلح المقترح (العلمانية القبلية) أو هكذا أراد. وبهذا الجهد المتوالي وإلى هذا الحد من الحفز والترغيب فقد شغف القراء فخراً بهذه الصفات وهشت لها الأسماع وحق لهم ذلك لسابق قناعتهم بحقيقة ما ذهب إليه من وصف جميل لأخلاق وعادات وسلوكيات أبناء هذا الجزء من بلادنا العزيزة الواسعة.بيد أن القراء على الورق والشبكة جزعت من مفردة (علمانية) وغبش عليها متعة الرؤية، بل كاد أن يشدها النفور لولا سالف حسن ظنها بنقاء حماسة الكاتب وصدق وطنيته التي أقصت عنه كل حدس يغاير واقعه رغم اختياره لمصطلح تشعبت الاتجاهات في حصر تعريفه على مستويات فكرية معينة ناهيك عن اختلاف البقية من المتلقين والمتابعين، على الرغم من محاولات بعض المعلقين في تقريب مدلول المصطلح وإسقاطه على المعنى العام من باب الاجتهاد وتقدير المجهود.وعليه فإن العطف يستلزم استرداد تصويب الغاية بما ينقي الصورة من الغبش ويبعدها عن مظان وتفسيرات المتأولين العكسية ويمنح الفكرة خالص النقاء كنقاء غاية الكاتب الكريم -كما نحسبه- وبذلك يزول الامتعاض وتستقر الصورة كما يراد لها لا يؤثر على نقائها كثرة التأويلات والانشغال بالتفسير لمدلول مصطلح كهذا لا يتحملها موضوع محبب للنفس كالذي تناوله الكاتب الكريم. على أنه ليس بدعاً أن تكون قبيلة يام قدوة يقتدى بها كل من يروم تليد المجد وطريفه الذي يحفل به تاريخها، وكذا كل قبائل المملكة ولله الحمد بعيداً عما قد يجره تعدد التأويلات والخوض فيها إلى التأثير السلبي على مفاهيم وحدة المجتمع العامة وتجانسه في صلاته وروابطه. وأياً ما كان الحال: سنظل أسرة يتحد أفرادها على غاية سامية وهدف نبيل مهما تعددت الأطراف وتشعبت الفروع في ظل قيادة حكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-.