تباينت آراء مثقفين وأكاديميين حول أسعار الكتب في معرض الرياض الدولي للكتاب الذي أختتم فعالياته يوم أمس الجمعة، واستحقاقه لاسم «الدولي»، إلا أنهم اتفقوا على أهميته، وجذبه للزوار، وحسن تنظيمه. وأبدى هؤلاء ل»الشرق» ارتياحاً من الحضور الكثيف إلى المعرض، من جميع مناطق المملكة، ما دفع بعضا منهم إلى أن يقول إن الشعب السعودي أكبر الشعوب العربية قراءة. في حين قال بعض منهم إن أسعار الكتب في المعرض مخفضة، وتحدث آخرون أن الأسعار مبالغ فيها، ولا يوجد رقابة عليها من قبل إدارة المعرض. مركز النشر العربي سلطان سعد القحطاني وقال الروائي الدكتور سلطان القحطاني إن المعرض يستحق أن يسمى «دولياً فعلاً» لأن كل الناشرين والرواد يحسبون حساب المعرض في كل عام، وأصبحت الرياض مركز النشر، بدليل أن نائب اتحاد الناشرين من الرياض، معتبراً المعرض سوقا دوليا وثقافيا للكتاب. وأضاف أن المعرض جيد من حيث التنظيم، وهناك اهتمام من المنظمين والناشرين، لافتاً إلى أن 90 % من الناشرين سبق وأن شاركوا في دورات المعرض الماضية، فهم يعرفونه، وفي كل عام يطورون، ويعرفون ما الكتاب الذي يمكن أن يفسح، وما الذي يمكن أن يمنع، مؤكداً أن هذه العوامل مجتمعة أعطت المعرض دفعة لأن يكون معرضاً رائداً في العالم العربي. وأشار القحطاني إلى أنه لاحظ مراعاة في أسعار بعض الكتب المعروضة، مؤكداً أن المعرض تظاهرة ثقافية، وليس سوقا يعرض سلعاً بأسعار حسب العرض والطلب، مشدداً على ضرورة أن تكون أسعار الكتب في مثل هذه التظاهرة مناسبة، وتكون في متناول الجميع، وألا تزيد عما هي عليه، في الأصل، بل تقل. وأوضح أن هذه التظاهرة تنقسم إلى قسمين، أحدهما رسمي، ويتلخص فيما يدور في البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض، والآخر – وهو الأهم – ما يدور في ردهات الفندق (مقر سكن الضيوف)، وردهات المعرض، مِن تعرف على الكتاب والأدباء والزائرين وآراء الآخرين. مبشر بالخير وأكد الشاعر عبدالرحمن الموكلي أن المعرض جميل بصورة عامة، ويبشر بتفاعلات على كل المستويات الثقافية والاجتماعية، معتبراً أن دخول الأسرة، بمختلف أفرادها، والتجمع من كافة مناطق المملكة بين المثقفين والأدباء في حد ذاته ظاهرة حضارية بكل معنى الكلمة. واختلف الموكلي مع القحطاني فيما يخص أسعار الكتاب، موضحاً أنه لاحظ غلاء أسعارها في المعرض، وقال «أشعر بأنها غالية جداً» ولا توجد عليها رقابة من إدارة المعرض. حاجة إلى العالمية يوسف المحيميد من جانبه، أوضح الروائي يوسف المحيميد أن المعرض «كالعادة جميل، ومغرٍ للجميع» والحضور يختلف تماماً عن الحضور في أي معرض عربي، مشيراً إلى أن ما شاهده في معرض الدارالبيضاء (كان هناك قبل شهرين)، لا يقارن بحضور معرض الرياض، إذ لاحظ خلو الممرات من الزوار في المغرب، أما عن الرياض، فالحضور كثيف. وقال «ربما طموحنا أكبر مما يحدث، ونريده أن يكون معرضاً دولياً بامتياز، ليس مجرد أن هناك ضيف شرف أجنبيا يمنحه هذه الصفة العالمية والدولية، ونتمنى أن تتوافر أيضاً دور نشر عالمية ومعروفة، حتى ولو كانت في صالة صغيرة مستقلة». شعب يقرأ حمد الباهلي أما الكاتب حمد الباهلي فرأى أن شعب المملكة أكبر الشعوب العربية، ودول الخليج تحديداً قراءة، وأن رؤية الناس في المعرض، وكمية المبيعات مبشرة بالخير، موضحاً أن الموقف من الكتاب والرغبة في اقتنائه أمر إيجابي، ويكفي أن يقرأ شيئاً مما يشترى، وهذا أمر لطيف يوحي بالثقة للناس الذين يعتقدون بمستقبل الكلمة، ومستقبل التنوير في البلد، مؤكداً أن على كل إنسان مهتم بالتنوير أن يفرح بهذه العناوين الجريئة من الكتب وكمية المبيعات. ازدحام الزوار أمام بوابة المعرض (الشرق)