كشفت وزارة الدفاع الأمريكية في اعتراف جديد لها يوم الثلاثاء بخصوص الجثث التي لم يتم التعامل معها بطريقة لائقة بعد هجمات11 سبتمبر في مشرحة بقاعدة دوفر الجوية، أن قسماً كبيراً من جثث الذين ماتوا في الهجمات تم حرقها والتخلص منها برميها في مكب نفايات. وأظهر تقرير وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» عدة مشكلات أخرى بخصوص المشرحة المستجوبة -مشتملة على عمليات نصب واحتيال ووضع الجثث في غير محلها- خلال العقد الماضي. وذكر الاعتراف الجديد بأن «أقساما عديدة من الجثث» التي تم استرجاعها من البنتاغون وشاكسفيل تم رميها في مكب نفايات وذلك في الصفحات الأخيرة من التقرير الذي صدر يوم الثلاثاء بعد تحقيق قاده الجنرال المتقاعد جون.بي.ابي زيد. وذكر التقرير أن الجثث المشكوك فيها في 11 سبتمبر «لا يمكن التعرف عليها أو فحصها» لأنها كانت مفتتة ومتفحمة بحيث لا تسمح بعمل فحص للحمض النووي، وتم خلط الجثث مع نفايات بايوكيميائية في مشرحة دوفر، ومن ثم سلمت لمقاول قام بحرقها ورميها في مكب النفايات. كما استشهد التقرير بمذكرات من الجيش والقاعدة الجوية من شهري يوليو وأغسطس في 2002 تأمر بحرق عدد غير محدد من جثث هجمات البنتاغون. وقال «ابي زيد» في مؤتمر صحفي بعد ظهر يوم الثلاثاء إنه لا يعلم تفاصيل كثيرة لما حدث لجثث ضحايا 11 سبتمبر ورد على أحد الصحفيين بذلك الخصوص قائلا «لم نمض وقتا طويلا ومجهودا وطاقة كبيرة في البحث عما تتحدث عنه، تلك لم تكن مهمتنا ومسؤوليتنا هي التطلع للأمام»، ورفض «ابي زيد» الكشف عن المذكرات والوثائق قائلا «لا يوجد لدي أي سلطة للكشف عن أي شيء». وفي وقت لاحق من يوم الأربعاء، صدر بيان عن البيت الأبيض ذكر فيه أنهم «قلقون جدا» بخصوص مكب النفايات، و»التعامل غير اللائق مع الجثث في مشرحة دوفر». كما ذكر البيان أن الرئيس أوباما اطلع على تقرير «ابي زيد»، وأنه «يدعم جهود البنتاغون بشدة لعمل أي تغييرات هيكلية نظامية يحتاجونها، كي لا تحدث مثل تلك الحوادث أبدا مرة أخرى». وذكر التقرير أن الجثث التي لم يتم التعرف عليها من خطف طائرة رحلة يونايتد ايرلاينز 93 التي تحطمت في بلدة شاكسفيل في بنسلفانيا قد تم التعامل معها بنفس تلك الطريقة. ولكن الطبيب الشرعي في بنسلفانيا الذي أشرف على بقايا جثث الهجمات الإرهابية قال إنه لا توجد أي أجزاء من جثث ضحايا شاكسفيل تم إرسالها لقاعدة دوفر أو لمكب نفايات. وقال الطبيب الشرعي والاس ميلر في تقارير إخبارية يوم الثلاثاء إن جميع بقايا الجثث التي لم يتم التعرف عليها من بلدة شاكسفيل دفنت في ثلاثة توابيت في 12 سبتمبر في موقع تذكاري لرحلة يونايتد ايرلاينز 93 كجزء من الذكرى العاشرة لاختطاف الطائرة. ويضغط أعضاء في الكونغرس الأمريكي على البنتاغون لعرض تفاصيل أكثر بخصوص التعامل مع بقايا جثث ضحايا 11 سبتمبر.