وصل إلى العاصمة اليمنية صنعاء في وقت مبكر من فجر أمس الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بعد رحلة علاجية استغرقت أسبوعين قادما من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعاد صالح إلى منزله وليس إلى دار الرئاسة. وقال صالح، في تصريح مقتضب لوسائل الإعلام لدى وصوله مطار صنعاء، إنه عاد ليشارك في مراسم تنصيب الرئيس الجديد عبدربه منصور هادي، واصفا انتخاب رئيس جديد لليمن بأنه يأتي في إطار التبادل السلمي للسلطة التي ارتضاها عن قناعة، وفي إطار المشروع الذي تقدمت به دول مجلس التعاون الخليجي كمخرج من الأزمة الطاحنة التي عصفت بالوطن منذ عام، حسب تعبيره. وأضاف صالح: «ما خلصنا إليه اليوم كنا قد دعَينا اليه منذ وقت مبكر كل الفرقاء السياسيين للمشاركة في السلطة، حينما أعلننا نيتنا إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتجنب الإصابة بحمى أوراق الربيع العربي، وعدم الانجرار خلف المشروعات المُصدَّرة والتقليد الأعمى لما هو حادث في عدد من دول المنطقة، لكن دعواتنا لم تلقَ أي تجاوب». وعبر صالح عن أسفه للأرواح التي أُزهِقَت، والدماء التي أريقت، والإمكانات التي أهدرت خلال الأزمة الطاحنة التي عاشتها اليمن العام الماضي، مرجعا ذلك إلى كبرياء وغرور بعض القوى المتآمرة خارجيا وتلك العناصر التي أسماها بالمأجورة ومدفوعة الثمن في الداخل. وحث صالح كل القوى الوطنية على تجاوز تلك المرحلة بكل تداعياتها، والتوجه لفتح صفحة جديدة والدفع بعملية تثبيت الأمن والاستقرار والحفاظ على اليمن. ودعا صالح دول الجوار والعالم إلى الوقوف بجانب اليمن ودعمه في هذه المرحلة الانتقالية لتجاوز الظروف العصيبة التي تواجهه، وطالب كل المانحين اعتبارا من مؤتمر لندن ونيويورك والرياض وغيرها من التجمعات السياسية والاقتصادية بالوفاء بالتزاماتهم للمساعدة في النهوض باليمن، وامتصاص ظاهرة البطالة وإعادة العمل بالمشروعات التي جمدت خلال العام الماضي بسبب الأحداث التي عاشتها اليمن، وبما يعمل على تجاوز الأزمة وتداعياتها الاقتصادية.