إنَّ من أنواع التغير الاجتماعي التي قد تُصيب أي مجتمع (التغير الخطي المستقيم)، وهذا التغير له جانبان إما أن يكون «تقدمياً» وهذا ما نلاحظه على بعض الدول المتخلفة عندما تتطور لتنافس بعض الدول النامية أو المتقدمة، وقد يكون التغير «تراجعياً» وهذا ما يحصل عندما تكون دولة في حالة رخاء وازدهار ثم تصاب بحالة من الفوضى والانهيار. ففي السابق بعض الطلاب كانوا يرسبون في بعض المواد الصعبة مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء والنحو والصرف، ويعود ذلك الرسوب لعدة أسباب مثل صعوبة المنهج العلمي، أو عدم قدرة الطالب على التعامل مع المعادلات الرياضية التي تعتمد على (الفهم) بشكلٍ صحيح، مقارنةً بالمواد الأدبية التي تعتمد على (الحفظ)، أو عدم تمكن بعض المعلمين من إيصال المعلومة كما يجب للطلاب، وما إلى ذلك من الأسباب التي تؤدي إلى رسوب الطالب. أما في وقتنا الحالي فقد تغير الوضع تماماً، ومن ذلك: لفتَ انتباهي في هذه الأيام أحد الطلاب وهو جالس في المدرسة لديه اختبار «دور ثاني»، فسألته: لديك اختبار في أي مادة؟ فقال: في القرآن الكريم!!. ما الذي حلَّ بنا؟ كيف لنا أن نتقدم ونتطور ولدينا بعض الطلاب يرسبون في أهم المواد الدراسية (القرآن الكريم). نحن نردد عبارة: عزتنا تكمُن في الإسلام. صحيح، ولكن.. ليس قولاً فقط، بل ينبغي أن تكون قولاً وفعلاً، بتطبيق ما جاء في القرآن الكريم وسنة محمد صلى الله عليه وسلم. فالوحي حينما أُنزِلَ على محمد صلى الله عليه وسلم لم يُطلب منه قراءة مادة علمية أو مادة أدبية بل أُمِرَ أن يقرأ القرآن الكريم، كما جاء في قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}. وعندما نقرأ في سيرة بعض علماء المسلمين نجد أن الإمام أبا أحمد الغزالي يقول: (ينبغي على طالب العلم أن يركز على تعلم أهم العلوم، وأهم العلوم وأشرفها هو الدين). كما أنَّ محمد بن سحنون كان يجعل طلابه يقرأون القرآن الكريم ثم يحفظونه بالإعراب، ولا ينتقل الطالب من سورة إلى سورة أخرى حتى يتقن الطالب السورة الأولى. إنَّ (وزارة التعليم) بحاجة إلى مراجعة حساباتها في (البدء بالأهم فالمهم) في المناهج الدراسية التي تُعطى للطلاب والطالبات، ليس من أجل الحاضر فقط، بل من أجل الحاضر والمستقبل معاً، فهم من سيقع على عاتقهم حمل راية الإسلام ونشره والدفاع عنه في قادم السنين. كما أننا بحاجة ماسة إلى تكاتف الجهود بين (الأسرة والمدرسة) نحو خدمة مصلحة الطلاب والطالبات، فالمعلم عندما يلاحظ تقصير الطالب في القرآن الكريم ينبغي عليه أن يوعي الطالب بأهمية القرآن الكريم ويبلغ ولي أمر الطالب بذلك، كما أنه يجب على ولي أمر الطالب أن يتعاون مع المعلم لحل مشكلة تقصير ابنه في القرآن الكريم.