لم تعد الانتفاضة ضد الصهاينة مقتصرة على الشعب الفلسطيني البطل، ها هي تمتد إلى عمق الكيان الصهيوني، إنهم اليهود من أصل إثيوبي الملقبون ب «الفلاشة»، صدقوني إنها انتقاضة سقط فيها جرحى من الجانبين، قد يقول البعض إن الأمر عادي هناك سكان قاموا باحتجاج غير «مرخص» له، مما استفز الشرطة فكانت المواجهة بين الطرفين، قد يبدو هذا من حيث الشكل عادياً، لكن الحقيقة هي أن الكيان الصهيوني مفكّك من الداخل تنخره عدة أمراض أهمها التمييز العنصري. إن أخطر إجراء لصالح الكيان الصهيوني قامت به الأممالمتحدة في القرن الماضي، هو إزالة هذا الكيان من لائحة الدول التي تنهج سياسة التمييز العنصري، فكانت هدية لا يستحقها الصهاينة ساهمت في إطالة عمر هذه الدولة المارقة. لقد كانت دولة جنوب إفريقيا إبان فترة الحكم العنصري محاصرة بتهمة التمييز العنصري، ومورست عليها ضغوط رهيبة من طرف المجتمع الدولي، وطبق عليها حصار صارم وفي كل المجالات «حصار اقتصادي ودبلوماسي و رياضي..»، إلى أن رضخت لمطالب الشعب في الحرية والمساواة بين السكان الأفارقة السود الأصليين والأجانب البيض ذوي الأصول الأوروبية. ونحن نتساءل اليوم لماذا يستثنى الكيان الصهيوني من هذه الإجراءات والعقوبات؟ أليست هذه تصرفات عنصرية من طرف المجتمع الدولي؟ لقد دوخنا الإعلام الغربي «المتصهين» بمقولة: «إسرائيل واحة الديمقراطية في صحراء عربية قاحلة»؛ يمكننا الاتفاق مع الشطر الثاني من المقولة «صحراء قاحلة»، فالشعوب العربية كانت تعيش فترة جدب وقحط من حيث احترام كرامة المواطن وحقوقه، لكن اليوم وبعد الربيع الديمقراطي يمكن أن تتحسن ظروف العيش، أما مقولة إسرائيل «واحة الديمقراطية» ففيها نظر، وخاصة بعد انتفاضة اليهود «الفلاشة» الثانية ضد سياسة التمييز العنصري، فالانتفاضة الأولى كانت على إثر اكتشاف تعامل المستشفيات الصهيونية مع دماء الفلاشة، بعد دعوة الشعب الصهيوني لاحتقان الدم وتزويد بنك الدم الخاص بالجيش الصهيوني تحسباً للحروب المقبلة، فاستجاب اليهود الفلاشة لهذا النداء وقدموا دماءهم «رخيصة» دعماً للجيش الصهيوني، لكن المفاجأة المذلة كانت عندما علموا بطريقة تصرف المستشفيات الصهيونية مع دماء اليهود «السود»، ببساطة كانت بالوعات المجاري مقراً ومستودعاً لهذه الدماء الإفريقية «الزكية»، فكانت الانتفاضة الأولى. ثم جاءت الانتفاضة الثانية على إثر اعتداء شرطة الكيان على أحد المواطنين من اليهود الإثيوبيين. إن الصهاينة يعدون أنفسهم أكرم الخلق والبشرية لم تخلق إلا لخدمتهم، لقد تصرفوا مع السفير التركي بطريقة غير لبقة تكشف عن نفسية مريضة، والسبب يرجع للمواجهة التاريخية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في ملتقى «دافوس» بسويسرا، مع زعيم الكيان الإرهابي العجوز «شمعون بيريز»، حيث كان كلام الرئيس التركي قاسياً وحازماً لم يتوقعه الإرهابي «بيريز». فكان رد فعل الكيان بالطريقة التالية: « فقد تم استدعاء السفير التركي من طرف رئيس الوزراء الصهيوني وبعض وزرائه.. فكان كرسي السفير التركي صغيراً وقصير القوائم بشكل مثير، وكانت كراسي الصهاينة كبيرة وعالية بشكل لافت، مما أدى إلى استنكار عارم وحاد من طرف الشعب التركي على إهانة سفير بلدهم. إن حقيقة هذا الكيان هي العنصرية منذ الأزل، فهم قليلو الأدب مع أنبيائهم، كذبوهم وقتلوهم بل تعدت وقاحتهم كل الحدود الممكنة حتى بلغت حد نعت الله بنعوت لا تليق بجلاله، وهناك من المغاربة من يطمع في صداقتهم وودهم، بل أصبح يخدم مشروعهم التطبيعي ويروج له وسط أبناء جلدته، إن من يجرب المجرب كما قيل فعقله مخرب، إن مجتمعهم ممزق وعنصري هناك صراع بين «السفرديم» يهود شرقيين و«الإشكناز» يهود غربيين، وهناك صراع بين «الفلاشة» (يهود سود) واليهود البيض، وأما عن السكان الأصليين سواء فلسطينيي 48 أو فلسطينيي غزة والضفة فحدث ولا حرج «الحصار والجدار والقتل الممنهج». – أبا المعطي أش ظهر ليك ف الميز العنصري ديال الصهاينة؟ – شوف أولدي، راه خلقنا ربي بحال بحال ولكن البشر خايب!!!!