هؤلاء يعيشون أطول منك

حول العالم

الأعمار بيد الله.. هذا شيء مؤكد.. ولكن بدراسة الفوارق التي تميز المعمرين عن عامة الناس، والشعوب التي تعيش أطول من غيرها خرج العلماء بمعلومات مهمة من شأنها رفع متوسط أعمار من يتبعها.
أضف لهذا؛ هناك دراسات وملاحظات متفرقة تشي بأسباب عيش البعض لأعمار متقدمة مقارنة ببقية البشر في نفس الظروف والبيئة..
فعلى سبيل المثال أشارت دراسة أمريكية حديثة إلى أن المرحين يعيشون عمراً أقل من الجادين.. فالأفراد ممن غلب عليهم طابع المحافظة والصرامة تمتعوا بصحة أفضل وعمراً أطول من المرحين ممن لا يأخذون الأمور بجدية كبيرة. وقد ظهرت هذه الملاحظة كجزء من دراسة شاملة قامت بها جامعة كاليفورنيا لمعرفة "دور العوامل النفسية في صحة الإنسان" ؛ فمنذ سبعين عاماً تم اختيار 1500 طفل روقبت خلالها توجهاتهم النفسية وطبيعتهم الشخصية وعلاقة ذلك بالصحة التي تمتعوا بها بين عامي 1921 و 1991.. ويعتقد الدكتور فريدمان أحد المشرفين على الدراسة أن السبب قد يعود ببساطة الى أن غير الجادين - كما يشير وصفهم - في الاهتمام بصحتهم؛ فهم يدخنون بشراهة ويسرفون في الأكل ويسهرون لوقت متأخر ولايتقيدون بنصائح الأطباء ولايهتمون بأمراضهم حتى مرحلة متأخرة.
أيضاً نفس الدراسة السابقة أثبتت وجود عاملين نفسيين مهمين لهما علاقة بطول العمر.. الأول أن أصحاب الضمائر الحية يعيشون عمراً أطول من الانتهازيين ومعدومي الضمير.. والعامل الثاني أهمية الاستقرار العائلي والعيش مع الوالدين (في سن الطفولة) مقابل العيش في ظل والدين مطلقين أو كثيري التشاجر.. فالدراسة تظهر أن متوسط عمر الانتهازيين كان77 عاماً مقابل 82 عاماً لأصحاب المثل والمبادئ العليا. كما أن من عاشوا مع والدين مطلقين عانوا من مشاكل نفسية وصحية جعلت متوسط أعمارهم لايتجاوزال76عاماً مقابل 80 عاماً لمن عاشوا لأسرة مستقرة !
وفي هذا العام أكدت دراسة بريطانية المعلومة الشعبية القائلة بأن المتزوجين يعيشون فترة أطول من المطلقين.. فقد وجدت الدراسة التى قام بها معهد علم النفس بمانشستر أن الطلاق يؤثر نفسياً وجسدياً على المطلقين وأبناء المطلقين بدرجة واضحة. فقد تبين مثلا أن أمراض القلب والكآبة والوسواس القهري تبلغ لدى المطلقين ضعف نسبتها لدى المتزوجين.. كما أثبتت الدراسة (التي استعانت بإحصائيات الوفاة من جميع المناطق البريطانية) أن حالات الانتحار وحوادث السير والقتل الخطأ ترتفع لدى المطلقين بشكل أكبر من المتزوجين. والاعتقاد الراجح هنا أن للزواج تأثيراً غير مباشر على إطالة العمر؛ فالزواج (غير تلبيته للاحتياجات الجنسية) يوفر عناصر إيجابية كثيرة مثل الاستقرار النفسي والعاطفي، والحرص على السلامة والصحة، والتفرغ للطموح ورفع المستوى، والأمل بالبقاء ورؤية تفوق الأبناء.
أما بخصوص ارتفاع أعمار النساء مقارنة بالرجال (وهذا أمر ملاحظ في جميع الشعوب) فهناك دراسة فرنسيه تدعي ان الهرمونات الذكرية تلعب دوراً رئيسياً في إرهاق أجسام الرجال وتسريع وصولهم لسن الشيخوخة. وقد لاقت هذه الدراسة تأييد معهد الشيخوخة في أمريكا وأضاف إليها أن هرمون التستيرون الذكري (الذي طالبت هيلاري كلينتون بتعبئته في قنابل يدوية) لا يتمتع بخاصية الحماية الصحية التي يوفرها هرمون الاستروجين لدى النساء!!
وكل هذا سيدي الكريم مالم يسرق عمرك في لحظة سيارة طائشة أو شاب مفحط أو مكيف يسقط من السماء!