تطالعنا وسائل الاعلام كل فترة وأخرى بعناوين رئيسية تتحدث عن حملات تنفذها جهات حكومية متعددة على غرار: المرور ينظم حملة لرصد مخالفات التظليل, والدفاع المدني يبدأ حملة شاملة لردم الآبار, وأمانة المنطقة تنفذ حملة على المطاعم والمطابخ, والبلدية تدشن حملة لإزالة مخلفات البناء. لا أدري لماذا نعشق العمل بأسلوب الحملات هذه, وما سر تعلق المسؤولين بها؟! لماذا نجعل الأخطاء والمخالفات تتراكم وتتعاظم حتى يستعصي حلها ومواجهتها حتى بمثل هذه الحملات, والتي يتضاعف فيها الجهد المالي والبشري, وكذلك اشغال لجهات حكومية أخرى يستدعي الحال مشاركتها في مثل هذه الحملات؟! لنا في تجمعات الاثيوبيين وحالات الشغب التي أحدثوها قبل أشهر خير مثال على مآل الأحداث والحالات عندما لا يتعامل معها بشكل آني وفوري. إنني أرى أنه ربما كان وراء ذلك تراكم ظاهرة سلبية مع قصور في التعامل معها على مستوى العمل اليومي المطلوب والذي أنيط بجهة مسؤولة تجاه ظاهرة معينة مما أدى في كثير من الأحيان إلى خلق موجة من الاستياء لدى الرأي العام, كما في حالة سقوط الطفلة لمى في إحدى الآبار المهجورة في منطقة تبوك, والتي بدأ الدفاع المدني بعدها, أقول بعدها, تنفيذ حملات لردم هذه الآبار !! ومما يزيد الطين بلة أن الوضع يعود إلى سابق عهده بعد انتهاء أجل هذه الحملات. كما أن اللافت للنظر أيضاً أن مخالفي الأنظمة والمخالفين وممن تصدر عنهم التجاوزات والمخالفات يواجهون مثل هذه الحملات بشيء من عدم الرضا, وتأتي الاستجابة منهم بعد جهد وعناء, ظناً منهم أنها, أي المخالفات والتجاوزات, حق مكتسب لهم, أباحه لهم سكوت الأجهزة الحكومية طيلة الفترة السابقة للحملات!! لو كنا نتحدث عن سلوك فردي لوجدنا لأنفسنا العذر, ولكننا أمام مؤسسات وكيانات ضخمة, لها هياكل إدارية وكوادر وظيفية واعتمادات مالية, وقبل ذلك أنظمة تستند عليها في عملها. ختاماً أتمنى ألا يكون نظام العمل بالحملات من خصوصياتنا المحلية!!