انحصرت المنافسة والتحدي بل المطاردة في دوري (عبداللطيف جميل) هذا الموسم بين قطبي العاصمة النصر والهلال، إذ خطفا الأنظار وحدهما والبقية مازالوا خارج الخدمة، ولا شك أن الأرقام هي من يؤكد هذا الشيء ولعلها اللغة الحاسمة والفيصل في إنهاء أي نقاش، إذ يمتلك متصدر الدوري النصر 48 نقطة والوصيف الهلال في جعبته 42 نقطة بفارق 14 نقطة عن بين الوصيف والثالث، وبالتالي من الصعب خسارة أحدهما أربع مباريات ليتم اللحاق بهما؛ وهو ما يؤكد أن الاحتدام بات محصوراً فقط بين الهلال والنصر، الأمر الذي سيجعل من الجولات المقبلة على صفيحٍ ساخن ولا تقبل أنصاف الحلول أو المجازفة، بل سيُقاتل كل منهما على عدم التفريط في أي نقطة حتى ختام الدوري على اعتبار أنه تبقت ثماني جولات ليُحسم الأمر ويذهب الذهب لمن استحقه وقدمَ له المهر المطلوب!. المشاهد الرياضي هو الرابح الأكبر كونه على موعد مع الإثارة والندية التي غابت طويلاً عن منافساتنا، خصوصاً وهي تجمع فريقين هما الأعلى بالأرقام كشعبية وجماهيرية في كرة القدم السعودية، إذ لم نعهد غياب عدد من الأندية عن المشهد الحاسم والمنافسة كالشباب والاتحاد والأهلي وهو سبب حصر السباق بين قطبي العاصمة كونهما يغردان خارج السرب من حيث التألق والبقية مازالوا يغطون في سبات عميق ولا توحي نتائجهم أو رغبتهم اللحاق بالمتصدر والوصيف وكأن الأمر سُلم وانتهى!. النصر والهلال مبارياتهما المقبلة لا تقبل أنصاف الحلول فالتفريط يعني اتساع البون خصوصاً من الجانب الهلالي كونه يبحث عن تقليص الست نقاط التي تبعده عن النصر وتأهله للصدارة؛ فالنصر سيتعامل مع باقي لقاءاته كخروج مغلوب كما هو متوقع ليوسع الفارق ويغرد وحيداً عن منافسه، أما الهلال يجب أن يتدارك نفسه وهو ما حصل بالفعل إذ رمم بعض صفوفه في صفقات جديدة عله يتدارك الوضع، فالفارق بسيط وربما يتعثر المتصدر وتتبدل الأمور وهو ما يأملهُ أنصاره ويرفضه عشاق النصر ويرونه مستحيلاً في ظل تصاعد مستويات فريقهم، ولكن كرة القدم أم المفاجآت وليس هناك مستحيل فيها فمن يعطيها تعطيه ومن يخذلها تُدير ظهرها له!. أسئلة عدة تبحث عن إجابات، أين النصر طيلة الأعوام الماضية من مشهد المنافسة؛ وبعد أن عاد هل أدرك مسيروه وشرفيوه أن ذلك ليس بالشيء المستحيل فها هو النصر يعود ويضرب بقوة، فهل يستمر ذلك لسنوات مقبلة لنستمتع أكثر وأكثر بدورينا كون المنافسة ستكون عنواناً لهذا الدوري؟. السؤال الآخر، أين تحركات الهلال بداية الموسم وليس في منتصفه؛ فدائماً الصفقات في منتصف الموسم تتأرجح من حيث النجاح، على اعتبار عامل الاستقرار والانسجام أهم عوامل بناء هوية أي فريق؛ فليس من المنطق أن يئن الهلال من خط الدفاع ولا يتم تداركه إلا منتصف الموسم وبعد أن فقد الفريق نقاطاً هو أحق بها!. احتدام المنافسة مؤشر إيجابي ليس لدورينا من حيث المتعة داخل الميدان فحسب؛ وإنما من الجانب الاستثماري فعودة المنافسة وقوة الدوري تعني (التسويق) له ولأنديته من حيث تهافت الشركات للفوز برعاية الأندية التي لم تجد من يرعاها لسبب أو لآخر وهو ما سينعكس على قوتها مجدداً بعد أن تجد من يضخ لها الدعم. قبل الختام؛ نحن على موعد (ناري) عندما يلاقي النصر الهلال في الجولة ال23، لن يكون "دربي" فقط للتاريخ بل سيحمل ندية وإثارة لم تعهد من قبل وأراهن على أن ذلك الدربي سيحظى برقم حضور جماهيري سيسجل الأعلى في تاريخ اللقاءات التي جمعت قطبي العاصمة.