كلنا بلا شك سمعنا عن المزايا المدهشة للأعشاب في المعالجة من الأمراض والوقاية منها غير أن التوابل لها أيضا خصائص وميزات طبية لاتقل عن الأعشاب. وعادة مايتم استخلاص التوابل بمختلف أنواعها من سيقان وحبوب ولب او جذور شجيرات بينما يتم إعداد الأعشاب من الأوراق. وبشكل عام فإن التوابل يمكن أن تحسن من صحتك من خلال تقليل اعتمادك على الدهون والأملاح والسكريات لإضفاء نكهة على طعامك، غير أن توابل معينة قد أظهرت أيضا مقدرة وخاصية في محاربة أمراض معينة. وحتى يمكن الاستفادة من المواد اللاذعة الموجودة في قارورات توابل مطبخك يتعين أن تجعلها جزءا دائما من طعامك حسبما يقول د.تاكايوكي شيبماتو من جامعة كاليفورنيا والذي ينصح بعدم الانتظار حتى الإصابة بالمرض ثم يشرع المرء في تناول التوابل بطريقة منتظمة. وتحتوي التوابل مثل الأعشاب على مواد كيماوية علاجية حيث ان الأدوية المستخلصة من كليهما فاعلة ومضمونة العواقب. وتوصل بروفيسور بول شيرمان من جامعة كورنيل إلى حقيقة طبية مفادها بان التوابل تبطئ من نمو وتكاثر اكثر من 75 في المائة من كل جراثيم الأغذية مما يجعلها مضادا حيويا طبيعيا ولذلك فإنه يتعين عليك البدء فورا في إعطاء توابلك بعض الاهتمام حيث يمكنها أن تمنحك الصحة والعافية خاصة وان التوابل ذات الفوائد العظيمة اقل تكلفة بكثير من العقاقير الطبية، ويبدو هذا الأمر رائعا أليس كذلك؟ وتعمل القرفة على منع نوعين من مرض السكري من خلال إبقاء مستوى السكر في الدم منخفضا كما تسيطر القرفة أيضا على مستوى الكوليسترول و الترايغليسيريد وهو مركب عضوي دهني وكلاهما سببان رئيسان للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. ومن السهل تناول القرفة إذ يكفي إضافة نصف ملعقة منها في طعام إفطارك أو وضعها في فنجان القهوة. أما الهيل فإنه من التوابل التي يتم استخدامها بكثرة في الطهي الهندي حيث إنه يساعد في عملية الهضم وطرد الغازات فاستخدمه في أطباق طعامك المقلية أو المحمرة. وهنالك الكمون الذي يكثر استخدامه أيضا بين الهنود وعند سكان شمال أفريقيا والمكسيك حيث يحتوي على مواد برهنت على مقدرتها في مكافحة السرطان وقد أظهرت دراسة حديثة بان آثارها تكون فاعلة في معالجة سرطان البروستاتا عند خلطها بزيت الزيتون وعليك بتناولها مثل القرفة ويمكن أيضا أضافتها إلى شرائح اللحم والفلفل الحار. أما الفلفل الأحمر فإنه يحتوي على مادة مضادة للالتهاب تساعد على تخفيف الألم ومهدئ لالتهابات المفاصل كما يخفض من مستوى الكوليسترول. ويكافح الزنجبيل الغثيان ودوار البحر وقد أظهرت دراسة حديثة في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس بانه يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل ويمكن استخدامه في الطعام سواء كان خاما أو في شكل مسحوق غير أن الكبسولات منه تعطي تركيزا اكثر. ويعتبر الكركم والذي يعطي مسحوق الكاري لونه الأصفر مضاداً حيوياً للالتهابات ويعطل نمو الخلايا السرطانية في القولون والبروستاتا ويستحسن استخدامه في الطعام المطبوخ ولا ينصح باكله نيئا او في حالته الخام. وبخلاف معظم الأطعمة الأخرى فإن التوابل تكون اكثر فعالية في نكتها وفي خاصيتها الطبية عند تجفيفها اكثر من كونها طازجة حيث ان التجفيف يركز عناصرها ولا يسمح بضياع إلا القليل للغاية منها. وعليه فإنه يمكنك الاحتفاظ بتوابلك قوية المفعول بحفظها في حاويات زجاجية في منطقة باردة وبعيدة عن الإضاءة فضلا عن تجنب التوابل القديمة والتي مضى عليها عام أو اكثر لان ذلك يجعلها تفقد كثيرا من قوتها في مكافحة الامراض.
