يعد التلاقي الثقافي عبر "ضيف الشرف" ومن خلال إقامة الأسابيع الثقافية المتبادلة بين بلداننا العربية، واستضافة المفكرين والمثقفين والكُتاب وأصحاب التجارب الإبداعية، له أبعاده المعرفية والثقافية التي من شأنها تلاقح التجارب الثقافية الحاضرة، التي يتم من خلالها استشراف الآفاق الممكنة في إطار إقامة المزيد من الشراكات الثقافية على مستوى المؤسسات الأكاديمية أو البحثية أو الثقافية، لوضع التصورات المشتركة لمراحل من الخطط الثقافية الطموحة في ظل ما يشهده العالم من تحولات وتغيرات باتت العولمة لاعبا رئيسا في توجيهها، وأصبحت الثقافة "مكونا" محوريا ومرتكزا رئيسا لها.. مما يسهم بدوره في بلورة وإقامة شراكات مبنية على مشاريع ثقافية منطلقها تلاقي التجارب الثقافية وتلاقحها والإفادة من بعضها البعض. يقول وزير الثقافة المغربي محمد الأمين واصفا استضافة المغرب في معرض الرياض الولي للكتاب في هذه الدورة: إن استضافة معرض الرياض الدولي للكتاب للثقافة المغربية في هذا المحفل الثقافي، دليل على قوة وعمق العلاقات الثنائية والأخوية الراسخة بين بلدينا تحت القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأخيه جلالة الملك محمد السادس، مما يجعل التعاون الثقافي القائم بين المملكتين الشقيقتين، في تنامٍ مستمر وفي مستوى رقي للعلاقات السياسية والاقتصادية بينهما على الدوام، تماشياً مع إرادة وحرص عاهلي البلدين الرامية إلى تعميق وتوسيع هذه الروابط الأخوية العريقة من خلال تفعيل اتفاقيات التعاون الثقافي الراهنة والمستقبلية بين البلدين.. مما ينعكس بدوره على تطوير العلاقات الثقافية بين الجانبين. إن الاحتفاء بالمغرب "ضيف الشرف" العربي الأول في هذه الدورة يتيح مزيدا من تلاقي التجارب الثقافية عبر مسارات أدبية ومعرفية وعلمية وإبداعية مختلفة، الأمر الذي ينعكس بدوره على التجربة الكتابية التي تقف وراء محافل الكتاب العربي، والرقي بها في مجالات صناعة الكتاب، وتعزيزا لحركة دعم الفنون، ونهوضا بالجوانب الإبداعية بين البلدين، وتثمينا لحماية إرثنا وتراثنا العربي المشترك. إنما يصحب الاحتفال بالكتاب عبر معارضه العربية، وما يتم من فعاليات ثقافية في حضرة الكتاب، عبر مشاركات ضيوف الشرف، إلى جانب ما يعرضونه من تجاربهم الثقافية، عبر جناح "ضيف الشرف" ومن خلال الفعاليات المصاحبة على هامش كل دورة من دورة إلى أخرى عبر استضافة الدول الشقيقة والعربية والصديقة العالمية، من شأنه أن يقدم تصورات قادرة على الإسهام في استشراف خطط مشتركة مدروسة لتطوير شبكات القراءة العمومية والتعريف بأدواتها المعاصرة في مجالات القراءة والبحث والتأليف والنشر، وتطوير أداء المؤسسات والجهات المعنية بها من وزارات ثقافية وإعلامية ومكتبات عامة، ومؤسسات ثقافية وأدبية ليتم من خلالها تقريب الخدمة الثقافية عبر التجارب الرائدة في هذا المجال، وتفعيل أدوات وخطط التنمية المعرفية الثقافية في البلدان العربية خاصة.. والإفادة من التجارب العالمية والدخول معها في مشاريع حضارية ثقافية بصفة عامة في البرنامج الثقافي ممثلا في الندوات الموضوعاتية التي ستنعقد ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض، بمشاركة ثلة من الأسماء الفكرية والإبداعية والأدبية المغربية، مما يضيف إلى برنامج المعرض ويضفي عليه حوارا ثقافيا سعوديا مغربيا، يصف واقعنا الثقافي المشترك، ويستشرف بمشاركة مفكريه مستقبل العديد من قضايانا العربية المشتركة، واستشراف تطلع البلدين تجاه مستقبلهما في ظل المتغيرات العالمية والعربية، التي تعد الثقافة فيها حجر الزاوية، ومرتكز الهوية.