بكل أسى وحزن سمعنا وشاهدنا عبر وسائل الإعلام كيف كان الحادث الأليم وما نتج عنه من الوفيات والاصابات، والخسائر المادية. اسأل الله العظيم ان يتغمد المتوفين بواسع رحمته وأن يجبر مصاب ذويهم، وأن يشفي المصابين. وبما أن الحادث يدور حول السائق واحتمال مسؤوليته عن الحادث، وهذا ما تضمنه تصريح المسؤول الأول من الدفاع المدني، حيث قال ان الحادث نتج بعد انقلاب الصهريج بسبب سوء تصرف السائق. أقدم لكم هذه القصة الواقعية مع شركة الغاز وبطلها سائق الشركة وسوء تصرفه والقصة وقعت معي: لقد اتصلت على الشركة قبل أكثر من شهر لتحديد موعد لتعبئة خزان الغاز المنزلي، وبعد ثلاثة أسابيع وفي الصباح الباكر من يوم الخميس الموافق 25/1/1433ه رأيت سيارة الشركة بجوار المنزل ولما أخبرته باسمي قال لي السائق إن اسمي غير موجود في القائمة التي لديه وواصل انشغاله بالهاتف الجوال وفي نفس اليوم وقبل الظهر بأقل من عشرين دقيقة وردني اتصال من السائق المكلف بهذه المهمة آسيوي الجنسية (باكستاني) وطلب معرفة المنزل واتفقنا على أن يعاود الاتصال عند وصوله إلى المعلم الواضح في الحي ولكن إن كان وصوله وقت إقامة الصلاة يكون الاتصال عند انتهاء الصلاة ولكن لم يعجبه هذا المقترح حيث وردني اتصالان متتاليان اثناء إقامة الصلاة وفور انتهاء الصلاة اتصلت عليه وقطع هو الاتصال بعد أول نغمة فقلت في نفسي ما شاء الله هو يصلي في أحد مساجد الحي ولكن الاتصال الثاني (هنا الشاهد من القصة) أجابني بغضب ووقاحة أنه غادر الحي دون رجعة له لأنني لم أرد على اتصاله. انتهت القصة والتي تؤكد وجود خلل في النظام المتبع لدى الشركة في بيع وتوزيع الغاز، فأين سببه هل من السائق فقط أم الشركة التي تعطي كل سائق قائمة وعليه الانتهاء من تقديم الخدمة لمن في القائمة؟ أعود مرة أخرى للحادث الأليم والأرواح التي عادت إلى بارئها، والمصابين والخسائر المادية التي خلفها هذا الحادث المؤلم. فالأمر ليس بالسهولة التي صرح بها سعادة مدير عام الشركة في اللقاء الذي أجراه مقدم نشرة الأخبار في القناة الأولى مساء يوم الحادث، حيث قال إن هناك حوادث مماثلة في كثير من البلدان وقد يكون حادثاً مرورياً.. إلى آخر مما ذكر سعادته. أنا أوجه نداء إلى جميع المسؤولين في الجهات المعنية وإلى من يهمه مصلحة هذا الوطن، أن عليهم البحث والتفتيش لمعرفة الأسباب التي أوجدت هذا الخلل والقصور، ثم وضع الحلول العملية والأنظمة والشروط الواجب اتباعها من قبل أي شركة تنقل مواد خطرة بين المدن وداخلها، ووضع الجزاءات الصارمة لمن يخالفها. ولعل من المناسب دراسة إمكانية ايجاد بدائل تقلل من تجوال تلك الشاحنات في مدينة مترامية الأطراف، والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال، وتأسيس شركة أخرى تساند الشركة القائمة. أسأل الله العلي العظيم السلامة للجميع من كل مكروه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. *أخصائي تطوير إداري وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد