تبرز القيمة الحقيقية للإنسان حينما يكتشف نفسه.. لا يكفي أن يكون لنا اسم ورسم وطول وحجم وملامح، ونحن نجهل هذا الكائن الرقيق الذي يسكن داخلنا.. نصغي لصوته.. باكياً حزيناً في حين.. فرحاً ضاحكاً طروباً، وقتما يعتدل مزاجه وتتنسم أوداجه.. نحترم إنسانيته وبشريته، ولا نسلبه حريته لنسوقه خلف رأينا بالمشعاب! (الجار قبل الدار) هو الخيار الذي يحرص عليه كل من ينشد السكينة ويبحث عن راحة البال! ولا يعرف أهمية هذا الخيار إلا من رحل مُكرها عن الدار.. وشط به المزار.. فصاح مع إبراهيم حبيب: «دار الهوى دار.. متى نشوفك يا حلو، نفرش لك الدار»! وغير بعيدة موقعة (ساكن قصادي وبحبه) وجار (نجاة) اللي كانت صغيرة: «ساكن قصادي وبحبه وأتمنى أقابله وفضلت استنى الأيام في معاد ما يسهر ومعاد ما يرجع كل خطوة أرسم أحلام تكبر في قلبي والقلب يطمع»! أسوقها قصتها - قصة الأمس - من باب تخصيص الفائدة لا تعميمها حتى لا ينبري لي، أنا وأصدقائي هنا، سدنة الوقار الزائف، فيحرقون أشرعة سفن النوخذة ويفتكون بعشاق الورد، ويشطبون بجرة قلم أناشيد الأمطار والمزون ويخمدون أنفاس ترانيم وجدان الإنسان.. يأتون على رأس جيش جرار، يهب كالإعصار، يقتلع الأشجار ويجفف البحار والأنهار! كنت حاسة أن حبه كل ماده كان بيكبر أبقى عايزه لو يكون لي قلب غير قلبي الصغيَّر فضلت آمالي مع الليالي تقرّب حبيبي اللي ساكن قصادي وبحبه! وقد يعود النازح المبارح في الوقت الضائع، ينشد وروده بعد أن جفَّت السواقي، فلا يجد إلا الهشيم! * آخر السطور: سعيكم مشكور يا جاري.. يا للي دارك جنب داري.. جيت في الزحمة تعايد؟ دي جبال الكحل تفنيها المراود!