سارت تظاهرات في عدد من المناطق السورية امس في جمعة "التدخل العسكري الفوري من العرب والمسلمين قبل العالم"، بحسب ما أفاد ناشطون. وسجل العدد الاكبر من التظاهرات في مدينة حلب ومحافظتها التي بدأت تتصاعد فيها منذ اسابيع وتيرة الاحتجاجات بعد ان كانت في منأى نسبياً عن هذا الحراك. فقد سار آلاف الاشخاص في تظاهرات في أحياء عديدة من مدينة حلب هاتفين، بحسب ما افاد متحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي، وكالة فرانس برس "الشعب يريد التدخل العسكري" و"الشعب يريد اسقاط النظام" و"الشعب يريد تسليح الجيش الحر". وحاولت قوات الأمن تفريق بعض التظاهرات عبر اطلاق الرصاص، ما تسبب بوقوع اصابات. كما اطلقت القوى الأمنية قنابل مسيلة للدموع على المتظاهرين في حي المرجة، فرد هؤلاء برشقها بالحجارة وحصلت اشتباكات بالايدي. وسارت تظاهرات مماثلة في ريف حلب، في بلدات وقرى السفيرة وعندان ومارع وحريكان واعزاز التي تنتشر فيها القوات النظامية، بالاضافة الى مدينتي الباب ومنبج. واوضح الحلبي ان التظاهرات "تخرج في اعزاز وتتفرق قبل وصول الجيش اليها". في القامشلي ، سارت تظاهرة في عامودا، بحسب ما ذكرت صفحة "الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011" على موقع فيسبوك الالكتروني. وعلق الناشطون على الشريط "عامودا ثورة الحرية مقسمة على النصر مهما طال الزمن". كما افادت شبكة "شام" المعارضة على موقع "فيسبوك" ان تظاهرات خرجت في قريتي عزالدين وتيرمعلة في محافظة حمص للمطالبة "بالتدخل العسكري"، وهتفت "لادلب الجريحة". في دمشق، افاد عضو مجلس قيادة الثورة ديب الدمشقي عن تظاهرات في احياء الميدان والتضامن والحجر الاسود وكفرسوسة والقدم، "رغم الانتشار الامني الكثيف". وفي شريط فيديو عن تظاهرة حي الميدان، بدأ مئات الاشخاص في مسجد زين العابدين في الميدان يرددون هتافات ضد بشار الاسد ووالده الراحل حافظ الاسد. وكانت صفحة "الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011" دعت على موقع فيسبوك الى التظاهر اليوم تحت عنوان "التدخل العسكري الفوري من العرب والمسلمين قبل كل العالم"، محددة الاهداف ب"حظر الطيران"، واقامة "منطقة عازلة". وفجر امس، قتل مواطن خلال اشتباكات في حي الكنامات في دير الزور، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. واضاف المرصد في بيان ان "القوات النظامية تنفذ حملة اعتقالات في حي الجورة ومنطقة الطب" في دير الزور. الى ذلك وقعت اشتباكات ليل الخميس الجمعة بين القوات النظامية وعناصر من الجيش السوري الحر في ريف دمشق، بحسب ما افاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان وكالة فرانس برس. وقال المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق احمد الخطيب ان كتيبة "الفرقان" المنضوية في صفوف الجيش السوري الحر "اشتبكت ليلا مع القوات النظامية بين بلدتي عرطوز والمعضمية في ريف دمشق". واضاف ان "العمليات التي يقوم بها الجيش الحر من مهاجمة الدوريات واستهداف الارتال العسكرية لا تتوقف على مدار الساعة في ريف دمشق". وقال الخطيب ردا على سؤال "هناك مناطق واسعة في ريف دمشق خارج سيطرة النظام لا سيما في المناطق التي عانت من تهميش النظام على مدى عقود"، مضيفا "المنشقون يعتمدون حرب العصابات وهم يتنقلون بسهولة لان اعداد المجموعات تكون صغيرة والاسلحة بحوزتهم خفيفة". وعلى غرار ما يؤكده ناشطون في مناطق عدة من سوريا، قال الخطيب ان "قوات النظام تسيطر على مداخل المدن وتقيم الحواجز فيها، لكنها تتجنب الدخول الى الاحياء". واشار الى تصاعد نشاط الجيش الحر في الاونة الاخيرة في قلب العاصمة. الى ذلك واصلت القوات النظامية هجومها العسكري على محافظة ادلب الشمالية مما دفع 1000 لاجئ الى عبور الحدود التركية مع دخول الانتفاضة الدامية ضد حكمه عامها الثاني دون ان يلوح في الافق حل سياسي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا ان 45 مدنيا قتلوا في محافظة ادلب من بينهم 23 عثر على جثثهم وقد قيدت أيديهم خلف ظهورهم بالاضافة الى خمسة جنود منشقين.