شكّلت الدورة الثانية من المجالس البلدية إقبالاً أقل من الناخبين مقارنة بالدورة الأولى؛ مما أعاد السؤال الأبرز عن مدى قناعة المواطن بما قدّمه القائمون على هذه المجالس؟، وخدمتهم لأحياء مجالسهم؟، وماذا عن تواجدهم في الأحياء وتلّمسهم لحاجة الأهالي؟، وكيفية التواصل معهم؟، وهل دفعت التجربة الانتخابية المواطنين للتعامل بإيجابية مع مشاكلهم منذ اختيار المرشح، وحتى انتخابه وتسنمه العمل، ومن ثم تقييم النتائج؟. تحقيق "الرياض" يجيب على هذه التساؤلات. صلاحيات أكبر في البداية، أكد الأستاذ "خالد عبدالرحمن الفاخري" - عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان - على أن دور أعضاء المجالس البلدية يرتكز على الجانب التنموي، من خلال ترّكز مهمتهم الرئيسة على تطوير وتنمية البُنية الأساسية للمنطقة المُمثلة، من أجل تطوير مرافقها وجعل الأحياء بيئة جيدة للسكن، رافضاً وضع مستوى أداء كافة المجالس البلدية في مستوى واحد، حيث إن البعض قدم أداءً رائعاً، مقروناً بانجازات جيدة، ومقترحات ودراسات لتطوير المرافق العامة، والقضاء على المظاهر السلبية، وفي المقابل توجد مجالس لم تقدم شيئاً يذكر. خالد الفاخري وأضاف أن أعضاء المجالس المنتخبين في أحياء راقية، لا تعاني أحياؤهم مثل ما تعاني منه الأحياء القديمة، مما يجعل قياس الأداء غير دقيق بالنظر إلى المتاح وغير الموجود في كل حي، مشدداً على ضرورة منح الأعضاء صلاحيات أكثر؛ ليتمكنوا من أداء أدوارهم على أكمل وجه، دون اقتصار عملهم على تقديم الاقتراحات، مطالباً بمنحهم مبالغ مقتطعة للمساهمة في الإصلاح المباشر لبُنية أحيائهم، كتشييد الأرصفة وتشجيرها، وإنارة الشوارع وإصلاح تمديدات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، إلى جانب إعطائهم جزءا من السُلطة الممكنة لهم في ضبط المخالفين وإحالتهم إلى جهات التحقيق. وأشار إلى أن فتح باب الانتخاب والترشح يعني أن لدى المواطن مشاكل دفعته لاختيار من يستطيع حلها، لذا من حق المواطن أن تُهيئ له الدولة جهةً اشرافية رقابية تقيمية مستقلة تعمل على تقييم أداء المنتخبين ونسبة تحقيقهم للوعود التي اعتمدوا عليها حملاتهم الانتخابية. م. عيسى العيسى تفعيل وتواصل وأوضح "د. ثنيان بن عبدالله بن نويعم" - عضو المجلس البلدي المنتخب عن الدائرة السابعة المشتملة على بلديات الشفا والسلي والعزيزية والحائر - آلية استقبال شكاوى المواطنين، وذلك عبر البريد الإلكتروني ورقم الهاتف، إلى جانب تخصيص يوم لاستقبال المواطنين في المجلس البلدي لتلقي شكاويهم ومقترحاتهم المختصة بالمجلس البلدي، مبيناً أن المجلس أنشأ لجنة "التواصل مع المواطنين"، ويرتكز عملها على وضع الخطط والوسائل الجديدة والمتناغمة مع التقنيات المعاصرة، للتسهيل على الفرد الوصول إلى عضو المجلس ومناقشته في أي أمر يتطلب حلاً أو مقترحاً يحتاج إلى تبنّي ومتابعة. وأضاف أن شكاوى المواطنين تتركز حول موضوعات الطرق والاختناقات المرورية والتقاطعات والمشروعات المتأخرة، إضافة إلى المطالبات بتسريع إجراءات المعاملات واختصار الإجراءات، ذاكراً أن لديهم آلية محددة لاستقبال الشكاوى والتعامل معها، حيث إنها إذا كانت قائمة يتم الوقوف عليها بالاستعانة برفقة مواطنين من سكان الحي، ثم يثبّت الموضوع ويحال للجهة المعنية للشكوى، وتتم متابعتها من قبل أمانة المجلس وأعضائه وفقاً لقاعدة بيانات مخصصة، حتى يتم تنفيذها، ومن ثم إفادة المواطن بما تم حيال شكواه أو مقترحه. واستبعد تعارض عمل عضو المجلس البلدي مع أمانات المُدن، حيث إنهما فريق عمل متعاضد، وعلاقة العمل بينهما تشاركية، مشيداً بما عايشه خلال الفترة الماضية تجاه الدور الرقابي للمجلس وفقاً للوسائل المتاحة، وانسجاماً مع الشفافية المتاحة من قبل إدارات الأمانات عند الرغبة في الحصول على معلومة أو إفادة، مما جعل التخطيط للعمل سلساً بحثاً للفائدة الأكبر للمواطن. وأضاف أن الدور التواصلي منوط بالمواطن بحيث يكون لديه خيارات متعددة وسهلة لقنوات ووسائل تواصل مع المجلس البلدي، بما يتيح له تحديد مشكلته، بشرط أن لا تتعارض مع مصلحة المواطنين الآخرين أو الصالح العام. فهيد السبيعي علاقة تكاملية وبيّن "فهد بن متعب السبيعي" - عضو المجلس البلدي - أن دوره يكمن في متابعة شكاوى المواطنين، بعد أن تُسلّم إلى لجنة "التواصل مع المواطنين"، ومن ثم إرسالها إلى الجهة المختصة بانتظار تلقي الإفادة ومتابعتها وإفادة المشتكي المتاح له التواصل مع المجلس عبر البريد الإلكتروني، مبيناً أن العلاقة بين عضو المجلس البلدي وأمانات المدن علاقة تكاملية باعتبارهم جهة تنفيذية والمجلس جهة مراقبة ومتابعة. ودعا من يقدم شكوى إلى المجلس البلدي أن يحتفظ بالأوراق المتعلقة بمشكلته؛ حتى تسّهل له التواصل مع عضو المجلس، ذاكراً أن أهم المشاكل المطروحة تكمن في النقل وزحام الطرقات، واتخذت تجاهها عدداً من التوصيات، إلى جانب تزايد المصانع في جنوبالرياض، مما سبب تلوثاً بيئياً أدى إلى مشكلات صحية ونفسية للسكانين في وسط وجنوبالرياض، موضحاً أن بعض المصانع أبعدت، ولا زال يحذوهم الأمل في البقية. تطوير مستقبلي وأوضح "م. عيسى بن سليمان العيسى" - عضو المجلس البلدي في الدائرة الرابعة بمدينة الرياض ورئيس لجنة تطوير الخدمات والمشاريع البلدية - أن طرق التواصل مع المواطنين عديدة، وستم التركيز مستقبلاً على التواصل التقني، إلى جانب تصميم استبانات لاستطلاع آراء السكان تجاه الخدمات المقدمة لهم من قبل الأمانة والبلديات، إضافة إلى تحديد الأولويات المرغوب التركيز عليها، مبيناً أنه سيتم تحديد يوم للالتقاء بأهالي الأحياء والاستماع إليهم. د. ثنيان النويعم وكشف أن أبرز الشكاوى الواردة إليهم عن كثرة الحفريات، وقلّة الإنارة، ومخالفات المطاعم، والزحام والنقل، ويتم التعامل معها بإحالتها للجهات المسؤولة، ثم متابعة سير الشكوى، واعداً بالعمل مستقبلاً على تطوير الإجراءات بالتنسيق مع الأمانات والبلديات، إضافة إلى إيجاد آلية عمل لمتابعة الخدمات المقدمة من البلديات، ومتابعة سير تنفيذها وفقاً للجدول الزمني ونادى سكان الأحياء أن يتسمون بالإيجابية عند وجود ملاحظة أو شكوى أو اقتراح، وذلك من خلال التواصل مع المجلس عبر الموقع الالكتروني، إلى جانب الاتصال على مركز الطورئ (940)؛ كونه أحد المصادر لمعرفة حجم ونوع الشكاوى، فضلاً عن الإتصال بعضو المجلس وطرح الموضوع عليه مسامعه مباشرة، مشدداً أن المواطن هو عين الرقيب على أداء البلديات، وله دور كبير في تطوير الخدمات المقدمة إليه.