يعتبر فريق الاتفاق عطفا على ما يقدمه من مستويات رائعة هذا الموسم في دوري "زين" من أفضل الفرق فنيا إلى جانب الأهلي والشباب والهلال، ولعل النجاح الاتفاقي لم يكن وليد الصدفة إنما أتى من خلال عمل متواصل وتعاقدات ناجحة لإدارته برئاسة عبدالعزيز الدوسري الذي عمل ولا يزال يعمل على إعداد الفريق وتجهيزه للمنافسة بعد أن مر بكبوات كانت مزعجة لجماهيره، أما مرحلة البناء فقد اكتملت حيث أصبح الفريق مرصعا بالنجوم ولديه الأوراق الرابحة التي يستطيع المدرب استخدامها للوصول إلى المنافسة، وهو ما عمل من أجله المدرب الكرواتي برانكو الذي استثمر الأوراق كافة وعمد إلى توظيفها بشكل فني صحيح. الإيجابيات المتعددة تتجاوز غلطة الكوري معسكر ناجح بدأ الفريق إعداده باكرا وحضر برانكو إلى الدمام قبل العديد من المدربين لمتابعة مرحلة الإعداد بنفسه وعدم الاعتماد على مساعديه، فأنهى مرحلة التجهيز اللياقية وتعرف على اللاعبين قبل إقامة المعسكر الخارجي بتركيا والذي شهد نجاحا لافتا عمد برانكو من خلاله إلى خلق نوع من الانسجام والاعتماد على الجماعية في أدائه و الوصول إلى التشكيلة المثالية التي سيعتمد عليها في الدوري، وركز على الوجوه الجديدة من أجل إيجاد البديل الجاهز، وكان الاتفاق قد لعب مباريات قوية كشفت عن وجهه الحقيقي الذي سيدخل به بطولات الموسم، وبرهنت المباريات التجريبية التي أداها في تركيا أن اللاعبين قد وصلوا إلى الجاهزية المطلوبة بعد ان اكتسبوا الانسجام الذي يطمح له الجهاز الفني وانصهروا في بوتقة الجماعية، وكانت النتائج مشرفة وانعكست على أدائه بدوري "زين" إذ استطاع أن يفوز بجميع لقاءاته مقابل خسارة واحدة وتعادل في خمسة لقاءات جمع خلالها 38 نقطة وضعته ثالث الترتيب خلف الأهلي والشباب. الدوسري: النصر والاتحاد يعيقان تمويل صفقاتنا الضخمة!! أجانب مميزون عمدت إدارة الاتفاق إلى التعامل مع ملف اللاعبين الأجانب بكل واقعية والاستفادة من أخطاء الماضي، فجاء تخطيطها مثاليا من خلال رؤية فنية لما يحتاجه الفريق فتعاقدت باكرا مع المدافعين البرازيلي كارلوس والكوري لي يونج؛ لكن اختيارها للأخير لم يكن موفقا نظرا لإيقافه من اتحاد بلاده بتهمة التورط في التلاعب بالنتائج، لذا لم يستفد منه الاتفاق وشارك في بعض دقائق نال معها البطاقة الحمراء التي أخرجته من المباراة وكانت آخر عهده بالفريق، ليفسخ عقده ويستعاض عنه بالعماني حسن مظفر. أجانب الاتفاق يعدون من الأجانب المميزين بالدوري السعودي؛ نظرا للتفاهم الواضح مع بقية اللاعبين فتيجالي يشكل ثنائيا مثاليا مع يوسف السالم، ولازروني هو ضابط إيقاع الفريق، وقد منحه أداء مختلفا عما كان عليه في المواسم الماضية وهو اليوم في أحسن حالاته وبات فريقا يعمل له ألف حساب من الفرق كافة ودون استثناء. نجاحات برانكو تلفت الأنظار وتيجالي والسالم أفضل ثنائي في «زين» اختيار موفق التعاقد مع المدرب الكرواتي برانكو مثل مكسبا للكرة الاتفاقية نظرا لما يملكه من خبرة، وإمكانيات تدريبية عالية استطاع من خلالها أن يقود الاتفاق إلى النجاحات التي تبحث عنها جماهير الفارس ولعل أهم مايميز المدرب برانكو هو ميله للأداء الهجومي واللعب المفتوح إلى جانب إيمانه بمبدأ إتاحة الفرصة للاعب الأكثر انضباطا وانتظاما ومواظبة وقدرة على البذل والعطاء بصرف النظر عن اسمه ومكانته في خارطة الفريق. جماهير الاتفاق جهود الزياني ما لا يعرفه العديد من النقاد والجماهير، أن المدرب السعودي السابق ونائب رئيس الاتفاق حاليا خليل الزياني هو من طالب بالاعتماد على أولمبي وشباب النادي، وإيقاف التعاقدات الكثيرة التي كان يقوم بها الاتفاق في كل موسم دون أن يحقق منها فائدة تذكر سوى إرهاق ميزانية النادي، ومع نهاية الموسم الماضي قدم الزياني رؤية للإدارة من خلال اجتماعها إلى المدرب، وبدأ العمل بها هذا الموسم فجاءت النتائج إيجابية ومطمئنة حتى قادت الفريق للمنافسة، وهذا لم يكن غريبا على الزياني، الذي سبق أن حقق للاتفاق والقادسية والمنتخب السعودي العديد من البطولات. برانكو الاختبار الحقيقي كشفت مباراة هجر الأخيرة في الجولة ال 17 من الدوري الوجه الحقيقي للاتفاق، إذ إن هذه المباراة قبل مرحلة التوقف كان الفريق بحاجة إلى نقاطها الثلاث، لمواصلة ركضه نحو الصدارة ومطاردة الأهلي والشباب اللذين يسبقانه بأربع نقاط للأول واثنتين عن الثاني، وفوزه الأخير على هجر زاد من حظوظه خصوصا وأن هجر نجح في إيقافه بالدور الأول عندما تعادل معه في الدمام. وتنتظر الاتفاق بعد مرحلة التوقف المقبلة مباريات قوية ومصيرية؛ ستكشف مدى صموده على المنافسة ومواصلة عروضه الجيدة؛ إذ سيلعب مباريات من العيار الثقيل، يبدؤها باستقبال النصر في الجولة 19 ثم يحل ضيفا على الفتح قبل أن يستقبل المتصدر (الأهلي) في قمة الجولة 21، فالشباب في الجولة 24 وأخيرا الهلال في آخر مواجهات الفريقين بدوري "زين"، وهذه اللقاءات ستعطينا حكما واضحا عن مستوى الاتفاق وتقديم كشف حساب واضح نهاية الدوري. تيجالي **أولى خطوات التصحيح وعلى الرغم من أن التوقعات كانت تشير إلى أن الاتفاق سيستمر على الأسماء ذاتها التي كانت متواجدة في الموسم الماضي، إلا أنه ضخ دماء جديدة إلى جانب الأجانب ومجموعة الخبرة التي كانت تمثل مصدر القوة. وتأتي هذه الخطوة ضمن فلسفة خاصة للإدارة التي يكشف عنها رئيس النادي عبدالعزيز الدوسري بالقول: "ثقتنا في عناصرنا الأجانب استدعت عدم الاستغناء عنهم فهم يشكلون مع العناصر المحلية قوة ضاربة يعلمها الجميع، ولم يكن عدم الاستغناء عنهم والاستعاضة بغيرهم لأزمة مالية يمر بها النادي، لدينا حقوق عند ناديي النصر والاتحاد ومستحقات الإعانة من دوري المحترفين وبدل النقل، تجعلنا نستطيع تمويل أضخم الصفقات، كما أن محترفينا ناجحون ويقدمون أفضل المستويات فلماذا نغيرهم؟!". لا زاروني أضاف قوة في وسط الفريق وزاد: "من هذا المنطلق كانت خطتنا في مجلس الإدارة أن نجدد الثقة كاملة فيهم وقمنا بضم العماني حسن مظفر في خانة المحترف الآسيوي بديلا للكوري لي يونج وهو لاعب معروف وسبق له اللعب معنا، ويستطيع التأقلم بسرعة مع لاعبي الاتفاق، مظفر يعرف طريقة المجموعة بعد أن لعب في الموسم الماضي". وأكد الدوسري أن سياسة إدارة النادي تعتمد بصورة واضحة على دعم الفريق الأول من خلال المراحل السنية، التي قدمت أبرز اللاعبين للدوري السعودي لذلك برزت فكرة منحهم الفرصة كاملة وتجديد الثقة بهم، وأشاد بالمدرب برانكو الذي وصفه بالكفاءة الفنية العالية، التي جعلته من أبرز المدربين في السعودية وقال: "برانكو أسهم في الاستقرار الذي يعيشه الفريق واعتبر النتائج الحالية دليل نجاحه". بشير . . اللغز المحير؟. شهد الموسم الماضي أفول نجم المهاجم صالح بشير الذي تعرض للإصابة قبل موسمين واستمر غيابه فترة قاربت خمسة شهور، ولم يعد للمشاركة إلا في بداية هذا الموسم، لكنه لم يقدم المستوى المعروف وظل حبيسا لمقاعد البدلاء، وعدم اقتناع المدربين الذين دربوا الفريق بجعله المهاجم الرئيس، وظل يشارك في جزء من بعض المباريات بديلا لتيجالي أو يوسف السالم، غير أن هذه المشاركات المتفرقة لم تكتب له نجاحا ليعود كما كان. وكان بشير نغمة محببة في شفاه الجمهور الاتفاقي، ومطلبا لهم في أول مواسمه مع (فارس الدهناء) حين نافس بقوة على لقب الهداف ولكن تراجع مستواه في الموسم السابق حتى أن البعض طالب بإعارته لفريق آخر حتى يعود نجما. ويسعى بشير إلى أن يعوض جماهير الاتفاق إخفاقات الموسم الماضي بعد اكتمال شفائه من الإصابة التي أثرت كثيراً في مستواه وقدراته الهجومية، ورغم عودته للمشاركة في الموسم الثاني بعد الإصابة لكنه حتى الجولة ال 17 لم ينجح في العودة ولا يزال بعيدا عن مستواه، وبقي خيار برانكو الثالث بين المهاجمين فهل ينجح بشير في العودة لمستواه وعزف أجمل الألحان فيما تبقى من مشاركات الفريق المحلية والآسيوية؟. وجوه غابت تغيب عن المشاركة مع الاتفاق هذا الموسم بعض العناصر التي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالنادي مثل المدافع راشد الرهيب الذي انتقل للاتحاد، ولاعب الوسط عبدالرحمن القحطاني الذي انتقل للنصر، وحسين النجعي ووليد الرجا للتعاون، والحارس بندر البطي الذي تم تنسيقه لعدم انضباطه، وفي المقابل لم يدخل للكشوفات الاتفاقية سوى سعد ذياب ومحمد السفري وسلطان البرقان مع تصعيد خمسة لاعبين من الأولمبي. المنافسة هدفنا وأكد المدرب الكرواتي برانكو أنه جاء إلى الدمام وهو لا يعلم شيئا عن المنافسات السعودية، بيد أن تواجده وعمله لتغيير وسلخ جلد الفريق، بهدف بناء هوية تجمع بين الخبرة وقوة وطموح الشباب، وصولا للمنافسة وتقديم صورة مختلفة عن واقع الاتفاق في المواسم الماضية. وعن الأسباب التي جعلته ينجح ويحقق نتائج رائعة قال: "روح اللاعبين وسعيهم لتحقيق هدفهم بالمنافسة، وتوفير الإدارة الدعم المطلوب والوقوف إلى جانب الفريق في كل صغيرة وكبيرة، ولا ننسى ظهور الأجانب بمستوى متميز وقوة المهاجمين الذين نملكهم والتي منحتنا التفوق وكتبت لنا منهجا متصاعدا في الدوري، وطموحنا دائما المنافسة بقوة على بطولة الدوري، وبقية المسابقات الأخرى". الآسيوية . . الطموح الأكبر؟. تنتظر الفريق مشاركة مهمة بالملحق الآسيوي المؤهل لدوري أبطال آسيا فهل ينجح (الكوماندوز) في أول خطوة آسيوية ليؤكد تفوقه كما فعل في مشاركته الأولى في 2009؛ خصوصا وأن مواقف الاتفاق مشرفة في مشاركاته الخارجية، إذ سبق أن حقق بطولة الأندية العربية مرتين والخليجية ثلاث مرات، وحاله اليوم أفضل مما كان عليه إبان مشاركته في المرة الأولى. استقرار مثير الاستقرار الإداري على صعيد إدارة النادي والفريق في السنتين الماضيتين كان له أثره الإيجابي على مسيرة الاتفاق دون تأثير لعدم وجود أي مشاكل، ومرد ذلك نجاح إدارة الكرة في عملها وتعاملها مع اللاعبين دون تمييز بين نجم وآخر، وزاد من هذا النجاح مثالية رئيس النادي عبدالعزيز الدوسري الذي يتولى الإشراف العام على الفريق ومتابعته ووضع الحوافز والمكافآت للاعبين، وهو ما كان له إيجابي على تطورهم وبحثهم الدائم عن التفوق، فأوجد تجانسا وتفاهما ترجمه الأداء العام داخل الملعب، وأكدته النتائج الإيجابية التي منحته المركز الثالث. فاصلة أخيرة رغم المستويات الرائعة التي يقدمها الاتفاق، ظلت جماهيره عازفة عن الحضور والمساندة، ولم ينسجم حضورها مع مايقدمه وباتت الجماهير الاتفاقية علامة سلبية واضحة بين جماهير الفرق الأخرى المتنافسة على بطولة الدوري؛ بل حتى فرق المؤخرة فاقت حضورها بمراحل، والسؤال الذي يطرح نفسه ألم يعجب جماهير الاتفاق أداء ونتائج ثالث الدوري حتى تقول كلمتها، وماذا تريد هذه الجماهير حتى تعود للمدرجات وتؤازر فريقها لتضع بصمتها في عودته المنتظرة لمنصات التتويج؟!.
