على الطراز المعماري الإغريقي، يقف شامخا وملفتا في العاصمة الأمريكيةواشنطن، مبنى النصب التذكاري للرئيس الأمريكي السادس عشر إبراهام لنكولن، والذي يستقبل سنوياً قرابة الستة ملايين زائر، على مدار 24 ساعة يومياً. يعد البعض الرئيس لنكولن أهم رئيس أمريكي على الإطلاق، وقد تولى الرئاسة بالفترة ما بين 1861م إلى 1865م، وقاد الحرب الأهلية، التي انتصر بها، ويعود إليه الفضل في بقاء اتحاد الولاياتالأمريكية في تلك الفترة. يتكون المبنى من 36 عمودا ضخما تمثل عدد الولايات إبان عهد لنكولن. والتي ازدادت 12 ولاية فيما بعد. يصل ارتفاع الأعمدة إلى 10 أمتار. وفي وسط المبنى ينتصب تمثال ضخم للرئيس إبراهام لنكولن، يبلغ ارتفاعه قرابة 6 أمتار، تعلوه عبارة منحوتة تبين أن هذا النصب أقيم تخليداً لذكراه، لأنه أنقذ الاتحاد من التفكك. وتضم القاعة الرئيسية جداريتين لخطابين من أشهر خطابات لنكولن، والذي عرف بخطبه الملهمة والحاسمة. وعلى الجدار الجنوبي نحتت خطبة لنكولن المتعلقة بإلغاء الرق وتحرير العبيد في الولايات الجنوبية إبان الحرب الأهلية الأمريكية. وعلى الجدار الشمالي نحت الخطاب الذي ألقاه بمناسبة تنصيبه لفترة رئاسية ثانية. والتي اغتيل قبل إتمامها. قبل دخول المبنى، في فنائه الخارجي، ستجد عبارة (عندي حلم / I have a dream) والتي نطق بها الناشط السياسي والقس مارتن لوثر كنج، منحوتة على الأرض، في ذات النقطة التي وقف عليها كنج في 28 من شهر أغسطس سنة 1963م أمام 250 ألف متظاهر، ليلقي خطابه التاريخي حول إنهاء التمييز العنصري في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد تم نحت العبارة عند مدخل النصب التذكاري سنة 2003م. إبراهام لنكولن لا يمل زائروه ويضم قبو المبنى مجموعة من الصور لإبراهام لنكولن، وبعض خطاباته وعباراته الشهيرة منحوته كجداريات، بالإضافة إلى عرض تلفزيوني، ومجموعة من الصور، تبين أهم المظاهرات المطالبة بالحقوق المدنية. وتحولت ساحة النصب التذكاري إلى منطقة للتظاهرات في العاصمة الأمريكية.ومن أهم تلك التظاهرات التي قامت في الساحة بعد مظاهرات حركة الحقوق المدنية، المظاهرات المناهضة لحرب فيتنام، ثم حركة المطالبة بحقوق المرأة سنة 1970م. . أما آخر المظاهرات الحاشدة هناك، فكانت في 2010م، في ذكرى خطاب مارتن لوثر كنج، عندما ألقى كل من سارة بالين وجلين بيك وغيرهم من نشطاء حزب الشاي "تي بارتي" خطاباتهم أمام عشرات الآلاف من مؤيدي الحركة، تحت لافتة "استعادة المجد". الجدير بالذكر أنه تم توثيق مراحل بناء النصب التذكاري، من خلال مجموعة من الصور المحفوظة في قبو المبنى، واستغرق البناء قرابة الثماني سنوات(1914 و 1922م).
