تنقل لنا كتب التراث ووسائل الإعلام وكذلك الروايات الشفهية الكثير من الأخبار العجيبة التي نتداولها فيما بيننا حول أشخاص طال بهم العمر ووصلوا لأعمار قياسية يصعب التصديق بها في بعض الأحيان؛ وكعادته في انتقاء مواضيع مؤلفاته القيّمة وجد الباحث الأستاذ فائز بن موسى البدارني الحربي ضالته في هذا الموضوع الشيق وأصدر مؤلفاً جميلاً حمل اسم : ( روايات المُسنين وأخبار المعمرين ) سُلطة الرواية وغياب الإثبات حول حقيقة الأعمار، وقد صدر هذا الكتاب في طبعته الأولى هذا العام 1432ه/2011م عن دار فائز البدارني للنشر وتقع في 234 صفحة. وأشار المؤلف في مُقدمته إلى أن المنهج التاريخي يقوم لدينا في الغالب «على التساهل في قبول الأخبار الشفهية دون تمحيص وتحقيق والتسليم بما يقوله المؤرخ أو الراوي دون مراجعة أو تثبت»، ويوضح للقارئ السبب الذي دعاه لتأليف الكتاب قائلاً : «من خلال تعاملي مع المعمرين من الرواة على مدى ثلاثة عقود، فقد اتضح لي عدم صحة المعلومات التي تشاع عن أعمار المسنين، مما جعلني أراجع ما كُتب عن المعمرين في تراثنا الأدبي والتاريخي مراجعة سريعة؛ لاكتشف التشابه الكبير بين مبالغة الأولين والمتأخرين في هذا الموضوع». وقد قسّم الباحث كتابه إلى ثمانية فصول ممتعة هي: ( وقفة مع أخبار المعمرين في تاريخنا الإسلامي )، (متوسط الأعمار: حقائق علمية وطبية )، ( الأعمار القياسية في موسوعة غينيس العالمية )، ( أخبار المعمرين في أعلام الدول المتقدمة خلال عشر سنوات 2001-2010م )، ( أخبار المعمرين السعوديين في وسائل الإعلام المحلية 1420-1430ه مع التعليق عليها )، ( أخبار المعمرين في الدول غير المتقدمة خلال عشر سنوات 2001-2010م مع التعليق عليها )، ( أخبار المعمرين في العالم العربي خلال عشر سنوات 2001-2010م مع التعليق عليها )، ( مواقف شخصية مع المعمرين )، وختم المؤلف كتابه الجميل بخاتمة واستنتاجات تُلخص رأيه في موضوع المعمرين بشكل عام .