إسرائيل تحسم معركة «المتضامنين في اللد» في المطارات الأوروبية

اعتقلت ورحلت 6 أجانب متعاطفين مع الفلسطينيين

كما اعتادت ان تفعل في كل حروبها السابقة، حسمت اسرائيل المواجهة التي كانت مقررة في مطار اللد، مع "المتضامنين الدوليين مع غزة" امس الجمعة، على اراض اخرى، ودون ان تضطر الى تكرار جريمتها التي ارتكبتها بحق "اسطول الحرية 1" في 31 ايار/ مايو 2010.
فتحت غطاء الضجة الاعلامية وحالة الهستيريا المفتعلة وما رافقها من تعزيزات عسكرية وامنية في مطار اللد منذ ايام، كانت حكومة تل ابيب تعمل على احباط خطوة منظمات التضامن مع الشعب الفلسطيني، مع الدول "الصديقة" لها وسلمتها "قائمة سوداء "بمئات المتضامنين لمنعهم من مغادرة مطارات هذه الدول.
وأعلنت الشرطة الاسرائيلية أن شركات الطيران الدولية منعت حتى ظهر الجمعة نحو 200 متضامن أجنبي مع الفلسطينيين، من اصل 340 اسما تضمنتهم قوائم اسرائيل السوداء، من ركوب طائرات متجهة الى اسرائيل.
بدوره اعلن وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي يتسحاق أهارونوفيتش الذي قام بزيارة لمطار اللد ( بن غوريون) ابعاد ستة متضامنين اجانب وصلوا المطار، فيما اعلن عن استمرار حالة التاهب في المطار يوم.
وكانت الضغوط الاسرائيلية على اليونان اثمرت في منع "اسطول الحرية 2" من الابحار لفك الحصارعن قطاع غزة المحاصر، فيما قامت بالسيطرة على عدد من سفن الاسطول بعد تعقبها في عرض البحر.
من جانبه، اعتبر رئيس الكنيست رؤوفين ريفلين في حديث للاذاعة الاسرائيلية ان الجهات الاسرائيلية قامت بتضخيم مسألة الرحلات الجوية الاحتجاجية للمتضامنين الاجانب مع الفلسطينيين، مدعيا ان هذا التضخيم يعود الى "التجربة المريرة التي كانت قد تعرضت لها في احداث مماثلة سابقة".
كما وصف عضو الكنيست عن حزب "كاديما" نحمان شاي الاستعدادات الاسرائيلية للرحلات الجوية بهيستيرية مشيدا في الوقت ذاته بالجهود الدبلوماسية التي بذلتها الجهات الحكومية الاسرائيلية لمنع الرحلات الجوية والبحرية .
فلسطينيا قوبلت الاجراءات التي فرضتها سلطة المطارات في عدد من الدول بالغضب والتنديد. وقال النائب مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية ان اسرائيل تصدر الاحتلال وقمع حرية الحركة من فلسطين الى العالم، مؤكدا ان الفلسطينيين والمتضامنين يردون على ذلك بالمقاومة الشعبية السلمية.
واشارت البرغوثي في بيان له الى ان شركات الطيران الفرنسية منعت مئات المتضامنين من السفر عبر المطارات الفرنسية، فيما منعت السلطات في المانيا طائرة تابعة لشركة لوفتهانزا من الاقلاع بذريعة وجود متضامنين دوليين عليها، ما يشكل مخالفة لقوانين الملاحة الجوية وقوانين الطيران بناء على اوامر من اسرائيل.
واكد ان العديد من المتضامنين منعوا ايضا من الصعود الى الطائرات في جنيف وان تظاهرة نظمت ردا على ذلك في مطار جنيف احتجاجا على منع المتضامنين من الوصول الى فلسطين.
من جانبه، اعتبر عضو الكنيست العربي جمال زحالقة ما تقوم به أوروبا عار عليها بمنعها نشطاء سلام من التضامن مع الشعب الفلسطيني، مؤكدا ان ذلك لم يكن ليتم لولا التواطؤ الأوروبي والصمت العربي.
ووصف زحالقة في حديث للقناة الإسرائيلية الثانية، ظهر امس، السياسة الإسرائيلية في هذا الشأن بأنها شريرة وغبية، لافتا الى أن هدف النشطاء لم يكن التظاهر في المطار أو الاستفزاز وإنما المشاركة في مسيرات ونشاطات سلمية ضد الاحتلال والاستيطان،
واشار زحالقة الى وصول نحو تسعين من نشطاء السلام إلى الأراضي الفلسطينية عبر مطار اللد، خلال اليومين الماضيين.