فكر «عزيز» يعجل بنهايته مع الهلال

لم نأتِ بجديد عندما نركب الموجة ونؤكد أن لاعب وسط الهلال خالد عزيز من أسوأ اللاعبين الذين مروا على الملاعب السعودية من ناحية مسلكية أثرت عليه وأحرجت فريقه ووضعته في مواقف صعبة في أكثر من مناسبة، ولم تقف تجاوزاته في محيط ناديه الذي تحمله كثيراً واستنفد معه الحلول كافة، وإنما وصلت إلى المنتخب السعودي والكل يتذكر هروبه الشهير من معسكر "الأخضر" في الرياض وكيف أنه خدع الجهاز الإداري بطريقة تنم عن جهل مركب وسلوك غير حضاري، وقد استهل مسلسل الانقطاع غير المبرر مع ناديه قبل مباريات حساسة أمام النصر والاتحاد ومباريات أخرى، الأمر الذي رسم الكثير من علامات الاستفهام، وهل اللاعب لا يعي مصلحته ومصلحة فريقه وضرورة الالتزام بمواعيد التدريبات والمعسكرات؟، وهل هناك من يدعمه ويشجعه على هذا المسلك ويحثه على أن يستمر في هوايته المفضلة في الغياب والسفر، والغريب أن هذا الهروب لا يحدث إلا في مباريات في غاية الأهمية، وربما كانت إدارات الهلال أكثر تسامحاً معه على أمل أن يعدل من سلوكه ولكنه سرعان ما يضّيع الكثير من الفرص ويعود إلى مسلسل الغياب الغريب، وفي هذه الحالة لم يتأثر الفريق بالقدر الذي تأثر فيه اللاعب الذي أصبح لا يتسلم مرتبه مع نهاية كل شهر كاملاً بسبب الحسومات الدائمة.
أما مقولة أن الجهاز الإداري يسعى إلى تطفيشه تارة وعدم التعامل معه بالطريقة المناسبة تارة أخرى فهذه مقولة يراد بها الوقوف مع اللاعب بطريقة خاطئة الأمر الذي شجعه على ممارسة هوايته في الغياب عن التدريبات وإحراج فريقه في المباريات الرسمية لذلك لم يجافي الحقيقة عضو شرف الهلال الأمير نواف بن محمد عندما قال عبر برنامج الجولة في قناة "لاين سبورت": "إن المشكلة في عقلية خالد عزيز"، وكأنه يؤكد أن جميع وسائل العلاج التي من الممكن أن تعيد اللاعب إلى جادة الصواب قد استنفدت، وربما يكون العلاج الوحيد هو تركه مع مراقبة حضوره والتعامل معه وفق نظام الاحتراف مع عدم الاعتماد عليه في المباريات كلاعب أساسي أو حتى احتياطي، ومع الأسف أن الذين "وهقوا" اللاعب ليس حرصاً على مصلحته إنما لإلحاق الضرر بناديه وتركه يعيش مستقبلاً غامضاً عندما يهجر الكرة، وبالفعل مكنهم عزيز من الضحك عليه دون أن يدرك أن عمر اللاعب المحترف قصير جداً وأنه نادراً ما يتجاوز الأعوام العشرة ولابد خلالها أن يضع له بصمة في الملعب ومن ثم تأمين مستقبله، ولعل التجربة الفريدة للمهاجم السابق سامي الجابر ولاعبي الوسط نواف التمياط ومحمد الشلهوب ولاعبين آخرين في الهلال وأندية أخرى في الاحتراف خير مثال على أن فكر اللاعب هو من يحدد كل شيء، فإما تقديم نفسه بصورة المنضبط والملتزم والمثالي مع الإعلام والجماهير وشرائح الوسط الرياضي كافة وتشييد منزلة رفيعة أثناء تواجده بالملاعب أو بعد الاعتزال، أو ضياع مستقبله، ويبدو بأن عزيز يسير في الاتجاه الأخير لذلك وضع له نهجاً خاصاً في الغيابات وعدم الالتزام في التدريبات حتى أصبح هذا المسلسل أشبه بالمسلسلات المكسيكية و"درب الزلق" والمتضرر في نهاية الأمر هو عزيز ولا غيره، أما ناديه فهو ولد قبل أن يولد ونال أهم البطولات بدون هذا اللاعب!