إن كان من مكسب آخر يُضاف إلى تأهل ممثلي الوطن الهلال والشباب إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا 2010، فهو المكسب المتمثل باكتشاف العديد من الحالات الشاذة لبعض المنتمين لأندية أخرى، ساندوا الفرق المقابلة للفرق السعودية. وحين أقول إن اكتشاف مثل هذه الحالات الفردية، يعد مكسباً، فهذا لأن الوقوف بقوة وبحزم تجاه هؤلاء وفي وقت باكر، سيكون كافياً حتى لا تتزايد الحالات، ولكي لا تتحول تلك الممارسات المرفوضة إلى ظاهرة لا يمكن السيطرة عليها. قبل أسبوع واحد كان الحديث عن وقوف بعض الجماهير المنتمية للنصر أو الاتحاد ضد الهلال أو الشباب، في مشهد مسيء، ولا يعكس حقيقة الجماهير السعودية بمختلف انتماءاتها، سواء عبر تعبيرها عبر المنتديات والمواقع المتخصصة عن أمنياتها بخروج ممثلي الوطن، كان مثار استياء واستغراب جل المتابعين والنقاد الغيورين، الذين حاولوا عبر أطروحاتهم تحجيم هذه الحالات وكبح جماحها كي لا تتحول إلى ظاهرة. مؤسفة جداً تلك التصرفات، فحين يذهب مشجع محسوب على النصر لمنتديات الغرافة القطري ليتحدث عن الهلال ويحفز جماهير الغرافة، ويسهب بشرح طريقة اللعب الهلالية حسب نظرته "الضيقة"، والأكثر إيلاماً هو أن يذهب آخرون للملعب لتشجيع فريق آخر ضد من وضعت عليهما الجماهير السعودية كل آمالها من أجل إعادة هيبة الكرة السعودية، أو أن تهتف ثلة من الجماهير الاتحادية باسم الغرافة القطري في مباراة الاتحاد أمام الرائد بعد أن تلقت الأنباء عن تقدم الغرافة بأربعة أهداف نظيفة. هذه الحالات تعكس ما تعيشه الجماهير من وقوف تحت ضغط المتعصبين، حتى باتوا لا يعترفون إلا بفرقهم، بل وبعضهم يقدم خسارة منافسه على فوز فريقه، وآخرون يعتقدون أن الوقوف مع ممثلي الوطن ليس مقياساً للوطنية، والتشجيع ضدهم لايعني التخلي عن الوطنية. ثمة من قد يعتقد أننا نزايد على الوطنية، وأنا هنا لست بصدد تقييم الانتماء للوطن الذي هو أصلاً من المسلمات المفروغ منها، ولكن هذه التصرفات غير المحسوبة، تسيء للوطن، وتشوه سمعتنا لدى الآخرين. لا يمكن أن نترك الجانب المضيء والمشرق لجماهير الفرق الأخرى، وإن كنت قد أشرت إلى تصرفات "مقززة"، لجماهير تنتمي للنصر أو الاتحاد ولا تمثلها أو غيرها من الأندية، فإنه لا بد من الإشارة إلى المنظر الرائع في مباراة الهلال والغرافة، واللقطة التلفزيونية المبهجة، عندما عانق مشجع يرتدي شعار الاتحاد أحد مشجعي الهلال بعد تسجيل الهلال هدفه الثاني، وتواجد محبين نصراويين في أرض الملعب، وهي الصورة التي تدفعنا لنتعشم بالجماهير السعودية، بالوقوف مع ممثلي الوطن وعدم الالتفات لتصرفات فردية لن تخدش صورة الجماهير السعودية وجماهير النصر والاتحاد التي تنتظر فرقها بجانب الهلال والشباب مشاركة آسيوية أخرى ستدفع أنصار الهلال والشباب للوقوف معهم، حتى وإن حاول البعض تأجيج التعصب وشحن الجماهير دون أن يجدوا من يردعهم أو يقول لهم "كفاكم تشويهاً لسمعة الوطن".