يشكل ضعف تسويق المنتجات السمكية في السواحل السعودية واحداً من المعضلات التي تواجه العاملين فيه مما يغري بمضاعفة الاستيراد الخارجي. وبات بالتالي تسويق تلك المنتجات واحداً من الجوانب المهمة التي يبدي المستثمرون في ذلك المجال اهتماما واضحا به في ظل المنافسة التي تظهرها الأسواق الخارجية الأخرى فضلا عن نتيجة للوعي الصحي بأهمية الأغذية البحرية. وفي الوقت الذي تمتلك فيه المملكة سواحل طويلة تعد الأطول في الشرق الأوسط فانه وكواحد من الأمثلة الحية، حيث تحرص الصفحة الزراعية على إتاحة الفرصة للقراء في معرفة المزيد عبر مناطق المملكة المتعددة. فقد تميزت منطقة جازان بوفرة العوامل البيئية الملائمة لنمو وازدهار الثروة السمكية على امتداد مياهها الإقليمية وسواحلها على البحر الأحمر المقدرة بأكثر من 250 كيلو مترا من الشقيق شمالا وحتى الموسم جنوبا والتي يتم صيدها معظم أيام العام وكما هو الحال في جازان فان المناطق الساحلية الأخرى تنعم بخيرات وفيرة. والمعروف أن المملكة تستورد أكثر من 50 % من الأسماك سنوياً. وأن فرص التصدير والمنافسة ترجح كفة الاستزراع في المملكة، وأهمها انخفاض تكاليف الإنتاج، وقرب منافذ التسويق وسهولة المواصلات والنقل، إضافة إلى ذلك خلو المملكة حتى الآن من الكثير من الأمراض التي تعيق التطور في هذا المجال. ومشروعات الاستزراع السمكي وفق المتخصص في ذلك المجال الأستاذ محمد بن جابر السهلي وطبقا لدراسة شاملة سبق ل "الرياض" الإشارة إليها اكتسبت أهمية قصوى خاصة في السنوات الأخيرة وتحظى بإقبال واسع ورواج متميز لما تتمتع به من خواص كثيرة. وبالعودة إلى تلك المنطقة تمثل الثروة السمكية بجازان وفق "واس" مصدر دخل لما يزيد عن 5.000 صياد يمتهنون صيد الأسماك بصفة يومية عبر مختلف وسائل الصيد التقليدية والقوارب البحرية والتي يزيد عددها عن نحو 2.000 قارب صيد متطورة وتقليدية تعمل عبر مواقع الإنزال ومراسي الصيادين المتناثرة على طول سواحل المنطقة.كما تشكل اسماك الحريد الذي اشتهرت به جزيرة فرسان ظاهرة اجتماعية واقتصادية وسياحية فريدة بالمنطقة، حيث تتوافد أسراب الحريد في فترة محددة كل عام وبكميات كبيرة يتم من خلالها الاحتفال بهذه الظاهرة عبر مهرجان الحريد السنوي والذي يشهد إقبالا واسعا. ولذا ومن جهة أخرى جاءت مشاريع الاستزراع السمكي والتي تحظى بالدعم الحكومي من خلال صندوق التنمية الزراعية لضمان توفير مصادر غذائية آمنة من الناحية الصحية ودائمة بعيداً عن العوامل السلبية والصعوبات التي تهدد عمليات الصيد البحري والتي يصعب التحكم فيها. وهنا نعاود التأكيد على امتلاك المملكة المزايا ما يجعلها تقع ضمن دول المقدمة التي تتمتع ببيئة جيدة صالحة للاستزراع السمكي من حيث المناخ ، والموقع ، وتوفر الأراضي ومياه الاستزراع ومصادر الطاقة، ومرافق البنية الأساسية ورأس المال ، والآفاق التسويقية الجيدة ويضاف إلى ذلك توفر الأيدي العاملة. ونظل متشوقون لإنتاج وفير! خاصة وأن ضعف تسويق المنتجات السمكية في السواحل السعودية يغري بمضاعفة الاستيراد الخارجي!