دائما وحين يكتشف البعض أنني أتعاطى الكتابة أواجه بسؤال أعجز عن الإجابة عنه؛ حيث أُسأل:" أي الكتاب أنت؟ أو عن ماذا تكتبين؟" ومهما كانت إجابتي فإن السؤال الحتمي الذي يتبعه "ماهو موقفك من وضع المرأة في المجتمع؟" وهو سؤال صعب ولأنني لا أستطيع أن أحدد ملامحَ لوضع المرأة الذي يتحدثون عنه لأنه يتغير بتغير آراء التيارات التي يرتفع صوتها معبرة او رافضة أو مطالبة أو متسائلة، كما انني لا أعرف خطوطا عريضة لوضع المرأة من وجهة نظر السائل ولا أستطيع أن أتكلم بدقة عن ذلك لأنني لا أملك المعلومة كاملة، فهناك من يتحدث عن حق المرأة أن تشارك في صنع القرار في الإدارات ومجالات العمل المختلفة وهناك من يتحدث عن حقها في الاستقلال المادي الفعلي – جملة معترضة! اسأل عن معرف أو موافقة ولي أمر- وهناك من يتحدث عن حقها في اتخاذ قراراتها الحياتية بنفسها أو عن حقوق اجتماعية يمكن أن تختفي أو تنسى بسبب تركيبة المجتمع وضغوط العائلة والأمثلة التي يسوقها كل شخص كثيرة وتجعلني أحيانا أضيع أو أتوه أو أصمت تاركة النقاش للآخرين حيث أفضل الإنصات لعلي أسمع رأيا رشيدا خاصة وأنني لست صاحبة رأي فأنا مجرد شخص يجيد التأمل ويرصد ماحوله عله يتعلم أو يفهم أو يعرف. والكل في النقاش يتحدث عن التغيير مابين خائف منه ويخشى من عواقبه ومابين ملحّ يريده أن يحدث الأمس قبل اليوم! مرحلة التغيير التي نمر بها كمجتمع جعلت أمورا كثيرة تطفو على السطح كي نناقشها ونتحدث عنها ونفكر فيها، لكننا أحيانا حين نناقش أمرا يهمنا قد ننفعل قليلا وقد يأخذنا الانفعال بعيدا عن جوهر الموضوع، وقد ننشغل بصف الحجج والبراهين لا لنثبت نقطة بل فقط لنثبت خطأ من يختلف معنا في الرأي. وأحيانا ولأن الحماس يؤثر في تعاملنا مع الأمور التي تهمنا فإننا نستعجل التغيير لأننا نعتقد أنه الحل الأفضل. اظن أننا نتفق على أن المضي للأمام هو أساس كل شيء فكل ما حولنا يتقدم للأمام فالعمر والزمن والحضارة تمشي في اتجاه واحد نحو الغد ونحن متجهون للغد أيضا، وقبل أن أكمل أظن أننا نتفق أن التغيير على المستوى الفردي قد يكون صعبا أحيانا فمابالكم حين نتحدث عن تغيير يمس المجتمع بأطيافه المختلفه أليس كذلك؟