قلب واحد .. لا يسعنا جميعا !!

علامات

هل يمكن أن يعشق الإنسان في وقت واحد أكثر من شخص؟!
هل الحب مادة قابلة للتكيف مع رغباتنا .. نسيره كيفما نشاء بالاتجاه الذي نريده ونتمناه .. حسب أهوائنا وأمزجتنا .. وهل القلب مساحة فارغة نملؤها بما نريد من مشاعر وأحاسيس .. ونحركها كيفما نشاء بمفردات وعبارات .. أم أننا مخيرون فيما يتعلق بعاطفتنا تحركنا مشاعر نجهلها وأحاسيس غامضة لا نفهمها .. وتقودنا في متاهات الحب ودهاليزه .. كل يوم بخبرة جديدة ومعلومات تختلف تماما عن كل ما تعلمناه؟!
هل امرأة واحدة تكفي في الحب .. وهل رجل واحد ممكن أن يملأ القلب طوال السنين .. هل نستطيع أن نتحكم بمشاعرنا الى درجة تمكننا من رفض أي طارئ .. أو صد أي مجهول قد يشاغب على جدران القلب .. هل نستطيع أن نتحكم بمشاعرنا الى درجة الدقة في أن لا نقبل بأي حب آخر؟!
ما أغرب هذا الشعور الغريب .. وما أغرب كل ما يتصل به من مشاعر.
وحسب التعريف الأدبي فالحب هو شعور بالانجذاب والاعجاب نحو شخص ما ، ويصنف على أنه كيمياء متبادلة بين طرفين ، ويقال علميا إن الجسم يفرز هرمون الأوكسيتوسين ، المعروف بهرمون المحبين ، أثناء لقائهما .. ومعروف علميا أن للحب عدة مراحل يبدأ بالهوى وينتهي بالهيام مرورا بالصبوة والشغف والوجد والكلف والعشق والجوى والشوق والوصب والاستكانة والود والخلة والغرام .. وللحب أنواع وتعريفات كثيرة وعديدة ولا تنتهي .. وله مواجع وذكريات في نفوسنا جميعا بلا استثناء .. لذلك فلا أكذبَ ولا أقسى ممن يدعي أنه لم يتعرض للحب يوما ... لا ذاق السعادة ولا عرف شعورا لا يمكن أن يصفه إلا من انتشى بنشوته واستلذ برحيقه.
لكن السؤال يظل عالقا بلا إجابة .. هل تكفي تجربة واحدة في الحب .. أم أننا ممكن أن نحب أكثر من مرة .. أو قد نحب أكثر من شخص في آن واحد؟ وأظن أن القلوب تختلف في مساحاتها وقدرتها على الاستيعاب كاختلاف العقول والقدرات والامكانات .. هل صدق شاعرنا حين قال :
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحب إلا للحبيب الأول
أم بالغ في مكانة الحب الأول في حياتنا؟ هناك من نجدهم في حالة حب دائم لا ينتهي .. وهناك من يخافون الحب ويخشونه خوفا من ويلاته وحسراته.. ويؤمنون بالحكمة القائلة (اجعل قلبك كالقبر يدخله واحد ، ولا تجعله كالبئر يشرب منه من يشاء) .
أيهما أكثر قدرة على استيعاب الحب وتعدده .. الرجل أم المرأة .. وايهما أكثر قدرة على الوفاء والاخلاص لحب واحد يتجدد ولا يتغير .. يتطور ولا ينتهي .. يتعمق ولا يتبدل .. هل امرأة واحدة تكفي للحب .. وهل هناك رجل واحد فقط قادر على التجدد في فضاء هذا الحب ؟!
أسئلة كثيرة ومبعثرة تحتاج الى إجابات دقيقة .. قد نتوقف عندها مرة اخرى ..
ودمتم سالمين.