اليوم الأربعاء يدشن الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظة الله – جامعة غير مألوفة لدينا ، وهي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول شمال جدة، وهو يوم يواكب ويتزامن مع اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، جامعة تركز على الدراسات العليا وتخرج من إطار الجامعات التقليدية لدينا والتي أصبحت نسخة مكررة، ولا تقدم الحاجة الكاملة للوطن وسوق العمل، أصبح لدينا الآن عشرون جامعة، بعد أن كانت سبع ونفاخر بها، ماذا عن عشرين جامعة الآن وموعودون خلال كل ربع سنة بجامعة جديدة، وهذا سبق هائل وكبير في عهد ملك المستقبل وباني حضارة مرتقبة قادمة لتاريخ المملكة وهو الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لم يسبق أن حدث في تاريخ المملكة أن دشنت جامعة سنفخر بها مستقبلا ونتوقع لها ذلك متى استمرت المنهجية "العلمية" الحقيقية، فهي لا تتصل بمنهجية علمية كما هي الجامعات التقلدية، ولا يوجد لها مثيل بمنطقة الشرق الأوسط، ويجب أن نفخر بها متى حققت أهدافها فلا يكفي البناء والتشييد ومن يدير هذه الجامعة هم نخبة علماء تم جلبهم بأسعار مكلفة جدا، فيجب أن يكون تطلعنا إلى إنجازات تتحقق على أرض الواقع، في المملكة لدينا معاناة كبيرة من التعليم العام سواء بالابتدائي أو المتوسط أو الثانوي وحتى الجامعي ونتطلع أن تكون جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بداية "مرحلة" جديدة للتخلص من المنهجية المتبعة لدينا في التعليم الذي يظهر ويخرج سنويا قدرات لا تملك الكفاءة العالية في 90% منها، وهناك خلل كبير سواء بالتخطيط أو المناهج الحفظ والتلقين أو المعلم والمعلمة نفسيهما أو حتى الوزارة بكاملها، فلدينا من العثرات التعليمية العامة حاليا ما أظهر لدينا التعليم الأهلي لكي تصل نسبته إلى 30% من التعليم العام. نحتاج إلى تغيير كامل منهجية التعليم لدينا فلتكون جامعة الملك عبدالله هي القائد والقدوة في منهج تغيير التعليم لدينا الذي يخرج لدينا بطالة تتكدس رغم حاجة بلادنا لكل جهد مواطن للعمل والبناء، يجب أن نعترف أن التعليم العام لدينا لا يحقق الطموحات لدولة تواجة تحديات كبرى، فلا قاعدة اقتصادية توفر مصادر دخل أخرى لدينا يمكن الاعتماد عليها عدى النفط، فماذا يبقى لنا؟ سيبقى التعليم الجيد والتخطيط الجيد وقراءة المستقبل هذه هي الكلمات ليست سرا ولكن هذه حقيقة ما نحتاج، مستوى الإنفاق على التعليم لدينا عال جدا سواء من الحكومة أو الأفراد، لكن الإنفاق الحكومي يذهب رواتب، والأسر تنفق تريد وظيفة لأبنائها، ولكن من سيعمل كل صب كل الجهود للوطن وتطويرة، اليابان والهند والصين وسنغافورة وكوريا الجنوبية دول لا تملك موارد نفطية هائلة ولا معادن، تملك العلم التقني الذي تحتاجة كل شعوب الأرض تملك التخطيط الجيد والمستقبلي البناء، تملك توظيف الموارد توظيفا صحيحا يضع كل دولار ينفق يحقق عائد ثلاثة دولارات أخرى، نحتاج أن نضع جامعة الملك عبدالله أن تكون حجراً أول لا أخيراً في تنمية بلادنا وتصحيح التعليم وبناء اقتصادي تتنوع فيها مصادر الدخل أن نكون باحثين ونقدم البحوث والعلم لا مستهلكين للتقنية باستيرادها معلبة ومغلفة، نريد أن نصبح فاعلين لبلادنا وللعالم بسلاح العلم والأبحاث والتطوير، لا بمصادر طبيعية لم يكن لنا دور بوجودها أو تصنيعها.