العبارة أعلاه مثل شعبي دارج فى بعض مناطق نجد وكامل القول هو : الشرهه ماهيب على اللى يزرع بالطايه .. الشرهه على اللي يديّنه ( يقرضه ) . ومن يزرع بالسطح فهو يفتقر إلى الحكمة ، لذا فهو غير موثوق ولا يستحق القرض . والطَّاية السَّطْحُ الذي يُنامُ عليه ، وهي فُصحى ( لسان العرب ) . وجئتُ أحمل هذه العبارة فى ذهني من كثرة ما سمعتُ وقرأتُ عن الأزمة المالية العالمية ومؤتمر مجموعة العشرين وإفلاس مجموعات مصرفية عملاقة ، وشركات تأمين مشهورة ، وكل يدلي برأيه عن أسباب الأزمة وتدهور الحالة . ومن طريف ما وصلنى بواسطة بريدي الإلكترونى نصّ بالإنجليزية يقول : إن رؤية كارل ماركس ( الشيوعية ونظرية تدخّل الدولة ) قد صدقت . فهذه البنوك أقرضت أموال مودعين لأناس عجزوا عن التسديد. فأفلست البنوك مما دفع الدولة إلى التدخل ، أو التأميم . ويشبه خبراء الاقتصاد والمال اقتصاد بعض المصارف ومؤسسات الرهن العقارى ب "رجل ميت يمشي" وسط الأزمة المالية التي عصفت بمعظم الاقتصادات سواء الصغيرة أوالكبيرة ، لكن الكارثة الحقيقية تكمن في أن هذا الرجل الميت يمشي. فهناك مصرف سويسري واحد وهو يو بي إس (UBS) خسر 45 مليار دولار جراء أزمة الرهن العقاري الأمريكي صيف العام الماضي والله يستر من القادم إذا ماعلمنا أن تلك المحنة طالت مرافق عالمية ذات صلة بالعلم والتعليم ؛ فقد قالت اليونسكو في تقريرٍ أصدرته في الرابع مِن مارس الماضي إنَّ 22 دولة مِن أكثر الدول فقراً ستحتاج إلى 7 مليارات دولار لتطبيق أهداف الألفية الثالثة للأمم المتحدة في مجال التعليم فقط . و " اللى زرعوا بالطايه " هم فى رأيي الذين انخدعوا أمام بريق الثروة الموعودة .