" نصف العالم العربي لا يقرأ أو يكتب وقدرتنا على المنافسة معدومة ... " محمد البرادعي – وكالة الطاقة الدولية . في لقاء مع أحد " كبار " المستثمرين والمتعاملين بالسوق يرى أن إعلان هيئة سوق المال بوقف الاكتتابات لمدة 3 أو 4 سنوات سيكون هو حلاً مهماً وإستراتيجياً لحل أزمة السوق السعودي ، هذه وجهة نظره التي لا أتفق معها بالطبع ، باعتبار أنه يرى مصلحة شخصية خاصة به ، وهذا حقه بالطبع ولا أحد يختلف عليه ككل فرد يبحث عن ما يهمه ، ولكن كيف يكون وقف الاكتتابات هو حلاً لأزمة السوق ، و توجد أموال للشركات خارج المملكة وخسرت ثلثيها حتى الآن وإعلانات الشركات واضحة عن خسائرها ناهيك عن أزمة البنوك ، وأزمة قطاع البتروكيماويات وانخفاض الأسعار والنمو العالمي ، المشكلة ليست اكتتابات أبداً ، وأدرك أن هناك صعوبة وليست أزمة في السيولة , وأدرك أن حجم السيولة في البنوك مرتفع مقارنة مع أي فترة سابقة ولكنها أزمة ثقة ، الآن تتوقف الاكتتابات وهو برأيي قرار خاطئ من هيئة سوق المال إن كان هناك إيقاف من قبلها حتى تتعافى الأسواق ، فقد تكون الشركات محجمة عن الذهاب لطرح أسهمها بقيمة عشرة ريالات أو بعلاوة اصدار لن يقبل بها كما حدث مع لعلاوات الإصدار السابقة التي كانت مبالغاً بها ونجد أسعارها اليوم منخفضة بما يقارب 70 و 60 % ، حين تطرح شركات للاكتتاب الآن ستكون بسعرها الحقيقي وسيكون مغرية جداً بسعر 10 ريالات وأقل ، لكن لن تقدم الشركات على طرح أسهمها بهذه المستويات فهي ضامنة حقوقها وأموالها بأن لا تطرح عن الأسعار المعقولة والمقبولة والقيم الحقيقية ، وكأن ثبات الأسعار المبالغ بها وغير المستحقة والمتغير هو القيمة الحقيقة منطق مقلوب أن لا تطرح الشركات أسهمها بهذه المستويات فهي تريد نصيبها كما حدث بشركات التأمين سعر اكتتاب 10 ريالات وتصل إلى 50 و 100 و 150 ريالاً ، والمبرر مضارب وأسهم قليلة وقطع لا أكثر ، ولك أن تنسى وتؤجر العقل قليلا , ثم يقول لك خسرت نصف أو ثلثي رأس مالي ؟ قراءات ومنطق مقلوب لدينا كما يحدث الآن بوقف الآكتتابات وهروب الشركات من طرح أسهمها فكأن العقل والمنطق يقول إن تكون بأسعار غير منطقية ومقبولة . أشجع جداً وأحفز هيئة سوق المال إن كان لديها أي شركة جاهزة للاكتتاب أن تطرحها بالسوق كما أعرف أن قطاع الاتصالات الثابتة يفترض أنها تطرح ولكن أي هي ؟ وغيرها من الشركات ، وإن كانت الشركات تتهرب الآن فهي قد تكون لها مبرراتها ولكن كم ستنتظر فهي تريد السيولة لكي تبدأ مشاريعها وعملها وأي تأخير هو خسارة لها وفقد فرص ، حين تطرح الشركات " الجيدة " وأشدد على الجيدة فقط ستنجح فالدولة لديها صناديق ضخمة وهناك مغطي اكتتاب ، وجمهور لديه الكاش لا شك بها وبالأرقام . أتمنى أن يكون الثابت هو المتغير والمتغير هو الثابت في سوقنا الذي أصبح سيطرة فمن يتحكم الآن بوقف الاكتتابات ؟ الشركات أم هيئة سوق المال أم الأزمة ؟