كل من وما هو في هذه الدنيا متناقل ولا يدوم على حال، وكما ورد في مثلين شائعين "لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك" وأيضا "دوام الحال من المحال"، وأحد أبرز وأهم هذه الأمور المتناقلة هي الرئاسة أو الإدارة بشكل عام، فأثناء تناقلها تتعرض لنقاط تحول مختلفة، وتتنوع أحجام تلك النقاط المتحولة وتتفاوت بحسب النظام السائد للمتناقل، وأيضاً كيفية تأسيسه وبناء ركائزه منذ البداية، فكل رئيس أو مدير إلا وفوقه رؤساء ومدراء أو بمفهوم أشمل مشرعون. بعض الإدارات أثناء تناقلها يحصل لها تغيير كامل وتحول وتبذل في السياسيات والإستراتيجيات وخطط التطوير والبناء وكيفية تسيير العمل وهلم جرا، وبعيداً عن أي اعتبار إلى أن التغيير الحاصل للسلب كان أم للإيجاب يتم هذا الأمر خلال مبدأ اعتاد عليه البعض "كلما أتت أمة لعنت أختها"، وبهذه الطريقة تجعل الناس تشعر بفارق كبير قد تصيب فيه تارة وقد تخطئ تارة أخرى، ولو شعروا بتحسن لحظي قد لا يستمر هذا الأمر مستقبلاً بسبب تسرعها باتخاذ القرار والقيام بالتغيير، وذلك بسبب أن من قبلهم قد يكون لهم أسبابهم الخاصة والملحة والذي اتضح لهم جلياً خلال التجارب العملية والحية أنها ضارة أو على الأقل غير مجدية، فنظرة من سلف في الغالب أٍقرب للصواب من التنظير والخط على الورق، وهي صواب حتمي لو اجتمعا، وعلى هذا المنوال تستمر الإدارات بالتخلف بسبب إعادتها التجارب وهي جاهزة أو القيام بمزيد من الأخطاء وأخذ الدروس والعبر على حساب مصالح البشر، وهذه الطريقة تنم عن خلل في التأسيس لأن الأصول يجب أن تكون ثابتة ولا تتغير كلياً وما ينبغي أن يطرأ عليها التحسين والترميم، وهذا الأمر ينم عن حب العمل الفردي وعدم الإيمان بالعمل التعاوني من أجل وصول الهدف وإنجاز العمل دون ابتغاء مآرب شعبية فارغة. وإدارات أخرى تسير على ذات النمط ولكن بتغيير طفيف أو قد يسمى تعديلا أو عملية تجميل وتحسين، لأن الأساس قائم وهن عليه مستندات، وبهذا لا يُشعر الآخرين أن من سبقه فاشل وهو المنقذ، وأيضاً تكون الأمكنة المدارة محظوظة بمن يأتي وليس العكس وأن كل من يأتي يغربلها، بالكاد قد تكون بعض الأمكنة مستثناة ولكن كالمعتاد لكل قواعد استثناءات. وأخيراً، يجب أن يرتقي الأشخاص بفكرهم أثناء تولي منصب قيادي ومحاولة التركيز وإصابة الهدف دون جلب أنظار الناس للهتاف له، وبهذا سيوقن الناس تلقاء أنفسهم أهمية عمله وجدواه، فهذا خير له من أن يجلب أنظارهم إليه ثم يفشل ويجلب لنفسه الخزي والعار لأن الأعمال تبرهن جدواها بالخواتيم.