انتهى موسم الصيف، وهو الموسم الأهم والأبرز الذي تنتظره هوليوود وشركاتها العملاقة، لتحقق وتحطم الأرقام القياسية في شباك التذاكر، ليس في أمريكا وحدها، بل في العالم أجمع. لذا تتزاحم الأفلام ذات الطابع التجاري، التي يجد فيها الجمهور التسلية والمتعة، لكن لا أحد ينكر وجود بعض الأفلام القوية والهامة التي خطفت إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء في صيف هذا العام. افتتح الفيلم المنتظر (إنديانا جونز ومملكة الجمجمة الكريستالية- Indiana Jones & the Kingdom of the crystal skull) السباق المحموم لأفلام الصيف، والذي يعود فيه المخرج الكبير ستيفن سبيلبيرغ لسلسلة مغامرات إنديانا جونز التي يعشقها الملايين، والتي حققت نجاحات كبرى في الثمانينات من القرن الماضي وتوجت سبيبلبيرغ كأكثر المخرجين شعبية، وجعلت منه نجم شباك تذاكر من الدرجة الأولى، ويعود لبطولة هذا الفيلم الممثل هاريسون فورد الذي قام بأداء هذه الشخصية في الأجزاء الثلاثة السابقة. حقق الفيلم نجاحاً كبيراً على صعيد شباك التذاكر بإيرادات تجاوزت الثلاثمائة مليون دولار داخل أمريكا وحدها، وكان قد دخل في منافسته فيلم آخر هو Speed Racer الذي توقع له الكثيرون النجاح لأن من يقف خلفه هما مبتكرا سلسلة الماتريكس الشهيرة الأخوان آندي ولاري واتشوسكي إلا أنه فشل ولم يستطع أن يتصدر في أي من الأسابيع القليلة التي قضاها في قائمة الأفلام الأكثر إيراداً وخرج من السباق بسرعة. وكما هي العادة في الموسم الصيفي تقوم الشركات المنتجة بإعادة الأفلام التي سبق وأن نجحت أجزاؤها الأولى، وأول هذه الأفلام هو The Chronicles of Narnia: Prince Caspian وهو فيلم مأخوذ من عمل أدبي كتبه سي اس لويس ويروي في أجواء فانتازية رحلة أربعة أطفال إلى جزيرة نارنيا الخيالية ومغامراتهم هناك، الفيلم حقق نجاحاً لكنه أخف وتيرة من نجاح جزئه السابق، ورغم ذلك يستعد منتجو هذا العمل إلى إنتاج جزء ثالث منه سيظهر في صيف 2010.وبعد النجاح الكبير الذي حققه فيلم HellBoy قبل أربع سنوات، عاد المخرج غاليرمو ديل تورو الذي قدم لنا في عام 2006التحفة السينمائية (متاهة بان - Pan s Labyrinth)، إلى أجواء الفانتازيا والمغامرات في الجزء الثاني من هذا العمل الذي جاء بعنوان Hellboy2: The Golden Army وحقق نجاحاً مقبولاً في شباك التذاكر. أما فيلم المغامرات الفانتازي (المومياء- The Mummy) في جزئه ثالث، فقد حقق نجاحاً جيداً على الصعيد الجماهيري في شباك التذاكر كما حدث مع جزءيه السابقين، لكنه مع ذلك أقل إيرادات منهما، الفيلم من بطولة براندون فرايزر، وبمشاركة النجم الصيني جيت لي والممثلة ماريا بيللو، وتغيب عن الفيلم الممثلة الحسناء راتشيل وايز التي شاركت في الجزءين السابقين. وكذلك عرض الجزء الثالث من فيلم التحقيقات والغموض The X Files: I Want to Believe وهو جزء آخر من هذه السلسلة الشهيرة التي يعود فيها النجمان ديفيد ديكوفني وجيليان أندرسون بدوري المحققين الفيدراليين اللذين يبحثان عن أسرار من العالم الآخر، يذكر أن هذا العمل انتقل إلى شاشة السينما بعد نجاحه الكبير في شاشة التلفزيون. وكذلك، بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل (Sex and the City) تم تحويله إلى السينما مع نفس طاقمه الأصلي، لكن المفاجأة غير المتوقعة كانت فشل هذا الفيلم فشلاً فنياً ذريعاً، وعدم قدرته على مواصلة نجاحه التلفزيوني، ولكن ما خفف من وطأة هذا الفشل الفني هو نجاحه في شباك التذاكر الأمريكي حيث حقق أكثر من 150مليون دولار كأرباح. الفيلم، كما المسلسل، من بطولة النجمة سارة جسيكا باركر. الأفلام الكوميدية كان لها حضورها الكبير في موسم الصيف، وتحرص هوليوود على تطعيم أفلامها الصيفية بنكهة كوميدية، والبداية كانت مع فيلم Get Smart مع النجم الكوميدي ستيف كاريل والممثلة آن هاثوواي، وهو فيلم كوميدي يسخر من أفلام الجاسوسية، حقق إيرادات في شباك التذاكر تقدر بحوالي 130مليون دولار في أمريكا وحدها. أما ختام الموسم فكان مع نجاح أكبر على الصعيد الفني والجماهيري في فيلم (Tropic Thunder) مع بِن ستيلر، مخرجاً وكاتباً وممثلاً، وبمشاركة جميلة من النجوم روبرت داوني جونيور وجاك بلاك، وظهور بسيط للنجم توم كروز. وبين هذين الفيلمين جاءت عدة أفلام لم تحقق ذلك النجاح المرجو منها، مثل فيلم You Don t Miss With Zohan آخر أفلام الكوميدي آدم ساندلر، ومع أن الفيلم نجح في شباك التذاكر ودخل ضمن قائمة الأفلام التي تجاوزت إيراداتها المائة مليون دولار، لكن الفيلم كان رديئاً على المستوى الفني كأغلب أفلام ساندلر. أفلام الأنيميشن تحظى بإعجاب الكبار والصغار، وخصوصاً في الصيف، وتحقق نجاحات ضخمة، وبداية هذه النجاحات كانت مع الفيلم العائلي الظريف Kung Fu Panda بأصوات نجوم هوليوود أنجلينا جولي وداستن هوفمان وجاك بلاك، الفيلم نجح في شباك التذاكر واجتازت أرباحه عتبة ال 200مليون دولار في أمريكا، كما نال الفيلم رضا واستحسان النقاد، ويجدر بالذكر أن الفيلم عرض رسمياً أول مرة في مهرجان كان السينمائي بفرنسا. أما فيلم (وولي- Wall E) آخر انتاجات الشركة المتميزة بيكسار، فقد حقق نجاحاً جماهيرياً وفنياً غير مسبوق في شباك التذاكر حيث حقق 220مليون دولار في أمريكا و 190مليون خارجها، كما نال إعجاب النقاد إلى درجة توقعهم بترشحه في جوائز الأوسكار العام القادم في أكثر من فئة، أهمها فئة أفضل فيلم رسومي. أفلام الإثارة والأكشن لها حضورها أيضاً، فقد حقق فيلم (Hancock) للنجم ويل سميث وبمشاركة الحسناء تشارليز ثيرون نجاحاً جماهيرياً كبيراً وقدرت إيراداته حول العالم بأكثر من 600مليون دولار أمريكي. ويل سميث يثبت في كل عام أنه نجم شباك تذاكر لا يستهان به. كما حقق فيلم (Wanted) للنجمة أنجلينا جولي نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر بمجموع أرباح بلغ 290مليون دولار حول العالم وذلك رغم الضعف الواضح والعيوب الفنية الكبيرة التي يعاني منها الفيلم. أما فيلم (The Hapining) لمخرج أفلام (الحاسة السادسة 1999.القرية 2004) المخرج الهندي الأصل إم نايت شايملان فهو يؤكد حالة الخمول الفني التي أصابت هذا المخرج، فقد حقق فيلمه هذا فشلاً ذريعاً على كافة الأصعدة، فالجماهير عزفت عن مشاهدته، والنقاد وصفوه بأحد أسوأ أفلام السنة!. وبعيداً عن أجواء الأكشن والإثارة والكوميديا والفانتازيا، فقد عرض في هذا الصيف فيلمان خالفا التوقعات، الأول هو الفيلم الغنائي (Mama Mia) مع النجوم بيرس بروسنان وميريل ستريب وكولين فيرث، ووجه الغرابة هنا أن هذا الفيلم هو غنائي ولم يكن يتوقع منه هذا النجاح الكبير والذي غطى على كثير من الأفلام التي كان متوقع أن تحقق نفس نجاحه أو أقل (حقق الفيلم إيرادات حول العالم تقدر ب 446مليون دولار). أما الفيلم الثاني فهو فيلم (Vicky Cristina Barcelona) للمخرج العبقري وودي آلن وبمشاركة نجمته المفضلة سكارليت جوهانسون وبينيلوب كروز وخافيير بارديم، ووجه الغرابة هنا هو دخول هذا الفيلم في قائمة ال Top 10 في أسبوع عرضه الأول مع احتدام الصراع بين الأفلام الصيفية الضخمة، ولكن كالعادة جاء في ذيل القائمة، وخرج منها في الأسبوع الثاني!. أما أكثر فئة من الأفلام التي أثارت جدلاً واسعاً فهي فئة أفلام الكوميكس التي بدأت موسم الصيف مع الفيلم الناجح (الرجل الحديدي- Iron Man) بطولة النجم روبرت داوني جونيور الذي حقق نجاحاً جماهيرياً واسعاً (حوالي 570مليون دولار حول العالم)، وامتدح النقاد الفيلم فنياً. أما فيلم (The Incredible Hulk) أو الرجل الأخضر كما هو شائع عند الجمهور السعودي، فهو أفضل من النسخة الأولى التي حققها المخرج التايواني آنج لي عام 2004بمراحل، كما كان حضور النجم إدوارد نورتون جيداً (حقق الفيلم 250مليون دولار أمريكي حول العالم). أما قنبلة الموسم فكانت بلا جدال هي رائعة كريستوفر نولان الجديدة (فارس الظلام - The Dark Knight) فعلى مستوى الجماهير حقق أرقاماً قياسية في أسبوعه الأول تجاوزت ال 200مليون دولار، وقد حصد 158مليون دولار كأعلى افتتاحية لفيلم داخل أمريكا محطماً الرقم القياسي لفيلم (سبايدر مان 3)، كما أنه الفيلم الثاني بعد التايتانيك في قائمة الأفلام الأعلى إيرادات في تاريخ شباك التذاكر الأمريكي، وقد وصلت إيراداته إلى حين كتابة هذه السطور ال 500مليون دولار، كما قارب مجموع ما حققه حول العالم المليار دولار.
