القلة نوعان! إما قلة دافعة للأمام أو قلة ساحبة إلى الخلف وهذا من طبائع الأشياء. وسأتلكم عن الأخيرة التي لا يمكن القضاء عليها ولكن يتطلب التحكم بها وتفادي قدر الإمكان آثارها السلبية. حاولت استنتج أسباب المظاهر غير الحضارية والتي أراها ويراها الكثير وتستنكرها الأغلبية وتظهرها الأقلية من الناس واعطي أمثلة عليها قيادة السيارة بأسلوب غير قانوني وبعيد عن النظام والسلامة المرورية وازعاج الآخرين وربما التسبب في الآلام لهم، عدم التقيد بنظام الطابور في المكاتب التي تستقبل الجمهور إلا من خلال السياج المعدني أو غيره والذي يحكم النظام بالقوة، مما حدى ببعض الأماكن وضع عازل زجاجي مع فتحة أو فتحتين ذات شكل هندسي بمستوى محدد لا لأسباب أمنية وإنما لتفادي ربما الازعاج والصوت العالي أو النفس السيئ أو العوامل المناخية المزعجة والصادرة من سيدنا المراجع.. وحال غياب ذلك السياج أو رجل أمن ينظم الدور يصبح منظر المراجعين مأساويا ولا تستطيع أن تستشف إلا عدم التحضر رغم أن معظم الذين يعيشون هذه الفوضى وقتها يشتكون منها..! ومن المظاهر غير الحضارية أيضاً عدم المحافظة على المنشآت العامة ونظافتها، التصرف اللاواعي للبعض القليل في الأماكن العامة ومنها النظر للآخرين بدون مناسبة و"اقصد ظاهرة التلفت بنوعيها عالية السرعة والبطيئة جداً!"، سوء التصرف خارج الوطن بين قلة تنتهج أسلوب الافراط وقلة أخرى تنتهج أسلوب التفريط، الأسلوب الاستهلاكي الخاطئ بأنواعه، وأخيراً بعض الأساليب والأعراف الاجتماعية غير المنصفة. وكمنطق عام أنك كلما نظرت إلى البنى التحتية في مدينة الرياض على سبيل المثال تشعر بالتحضر نتيجة للجهود المبذولة خلف هذه الصور المتمدنة الجميلة ولكن عندما تنظر للفرد والتصرفات وهنا اقصد الأقلية تشعر بالفجوة بين الاثنين..! إنه لا يخلو مجلس من انتقاد تصرفات لا مسؤولة ومشاهد غير حضارية من البعض القليل!! إلى متى تصبح القلة مشوهة للمنظر الجميل الغالب وللوعي الغالب الذي يفقد وزنه أمام قلة تؤثر في ثقة الكثرة. والقلة الخاطئة جعلت الحياة صعبة للكثرة الواعية. والحلول البسيطة والتي لا تتكلف الجهد الذهني المطلوب ولا تعطي حلولاً طويلة المدى تبنى حلولها على ردة الفعل الغاضبة لتصرفات القلة الخاطئة!! وفي النهاية يدفع ثمنها الكثرة الواعية! لا بد من طريقة تحكم تصرفات هذه القلة ويفرض عليها مبدأ الكثرة لكيلا تصبح أساليب القلة الساحبة للخلف مع ما تتميز به من وضوح وسهولة في الظهور والانتقال والانتشار من تأثير نفسي غير مباشر على الكثرة.. وتنعكس الموازين لدى الجيل الجديد!!