قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم -في خطبة الجمعة-: إن من صفات مؤمني الأمم السابقة الأمر بالمعروف، قال جل من قائل: "يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ"، وأمر الله الأمة بالمسارعة إلى مغفرته وإلى جنته قال تعالى: "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ". وأضاف أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يسارعون إلى محبة الله ورسوله ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: "لأعطين هذه الراية لرجل يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله"، فبات الناس أيهم يعطى فغدوا كلٌ يرجوه. وتابع أنهم رضي الله عنهم كانوا يتنازعون على ضيافته صلى الله عليه وسلم ففي الحديث أنه قال: "أنزل على بني النجار أخوال عبدالمطلب أكرمهم بذلك"، ويسارعون في بناء مسجده "فكانوا ينقلون لبن المسجد لبنة لبنة وعمار بن ياسر ينقل لبنتين لبنتين"، كذلك كانوا يسعون إلى أن لا يزيد أحد عليهم في العبادة والمبادرة، وأنهم كما كانوا يتسابقون في العبادات، ويسارعون في إدخال السرور على الخلق. وبيّن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حث على المبادرة إلى الأعمال الصالحة، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوًا". وأفاد أن كثرة الجدل مانعة لفعل الخير والمسارعة فيه، مشيرًا إلى أن الله نهى المؤمنين عن جدال المشركين عند تحويل القبلة لئلا يشغلوا عن فعل الخير وأمرهم بالمسابقة في فعل الخيرات، قال عز من قائل: "وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ". وأبان أن من اتبع هواه حرم من المسابقة إلى الطاعات، فالله نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتباع أهل الأهواء، وأمر بالتسابق إلى فعل الخير، ذاكراً أن من علامات إعراض الله عن العبد أن يشغله بما لا يعنيه، وإن المنعم عليه من وفق للطاعات وسارع إليها.