ما حدث للهلال في مباراته أمام الأهلي في الجولة الثالثة من الدوري كاد أن يتكرر مساء الجمعة الماضية أمام الخليج؛ الفريق يقدم 70 دقيقة مليئة بالتنظيم والفعالية والأهداف، والكثير الكثير من الفرص المهدرة، ويفرط في تسجيل نتيجة تاريخية، ويخيل لك أنَّ الفريق الآخر لم يعد يريد من المباراة سوى الرحمة والستر والخروج بأقل الأضرار، ثم تتفاجأ بانقلاب مفاجئ غير متوقع، بعد أن يقرر السيد إنزاغي أن يستعرض قدراته التدريبية وكمية الأفكار التي يتوقعها بأدوات أقل من المتوقع، ودون كل التوقعات!. الكثيرون يذهبون إلى أنَّ المشكلة في تغييرات إنزاغي؛ بينما أعتقد أنَّ المشكلة الأكبر في كمية الفرص المهدرة والمحققة التي كان يمكن لو تم تسجيلها أن تسمح لإنزاغي أن يفعل في آخر 20 دقيقة ما يحلو له، وأن يجرب ويختبر الطريقة التي يريد، باللاعب الذي يريد!. مشكلة الهلال الحقيقية من وجهة نظري هي في عدم امتلاكه للمهاجم السوبر الذي يستثمر تفوق الفريق معظم دقائق اللقاء، بدون أن يترك لخصمه فرصة للرجوع، ولا أن يبقي له أمل في الحياة؛ حتى ليوناردو رغم أهدافه وأرقامه لا يزال أقل من أن يكون في مكان كان يحتله الصربي المرعب متروفيتش، ومن قبله الفرنسي التاريخي قوميز!. وحتى يتم حل هذه المشكلة على إنزاغي أن يراجع حساباته جيدًا، وأن يستفيد من أخطائه ولا يكررها؛ فالعنصر المشترك فيما حدث في مباراتي الأهلي والخليج هو إدخال لاجامي على منظومة دفاعية كانت منظمة وتلعب بذهنية عالية، وخروج كنو كان يجب تغطيته بالمالكي بدون العبث بتركيبة الفريق الذي كان يقدم خلال 70 دقيقة واحدة من أجمل دقائقه في الموسم!. أعود وأقول إنَّ مشكلة الهلال الحقيقة هي في عدم امتلاكه لمهاجم حقيقي يواكب آمال وطموحات وحجم الهلال، وليوناردو كان ولا يزال مهاجم برتبة (فك أزمة) و(سنيد) اضطر المخرج إلى أن يعطيه دور البطولة، أمَّا داروين نونيز فهو عبدالله الحمدان؛ لكن بجواز أورغوياني!. الآن وبعد أن خضع اتحاد القدم لتهديدات النصر، وخاف من السيل الذي بلغ الزبى، وقرر أن يؤجل تعديل نظام اللاعبين الأجانب تحت 21 سنة للصيف المقبل بناء على رغبة المعسكر الأصفر وعكس رغبة 14 ناديا؛ بات على الهلاليين أن يتعاملوا بذكاء وحنكة وسرعة مع الوضع الراهن، وأن يحسموا أمرهم مبكرًا بين كانسيلو ونونيز وليوناردو، ومن سيبقى أو سيرحل أو يستمر آسيويًا، وأعتقد أنَّ نونيز هو أكثر الثلاثة استحقاقًا لوضعه في الثلاجة الآسيوية، مع ضرورة الاكتفاء بالمدافع التركي يوسف أكتشيشيك، وتصريف الصغير جدًا كايو سيزار، والصفقة الأغرب ماتيو باتوييه، والتعاقد مع 3 لاعبين تحت 21 ذوي قيمة فنية عالية في مراكز الهجوم والمحور والظهير في ظل إصرار إنزاغي على أن يكمل فترة غياب بونو بالربيعي، وهذه التحركات يُفترض أن تكون قد بدأت؛ بل يفترض أن تكون قد دخلت في مرحلة الحسم، على أمل أن تحمل الأيام القليلة المقبلة ما يفرح الهلاليون، ويطمئن قلوبهم!. قصف ** الرضا الذي ناله المسحل واتحاده اليوم من المعسكر الأصفر بعد الخضوع لرغباتهم في ملف الأجانب تحت 21 هو رضا محدود الصلاحية، وسيعودون خلال أيام قليلة لهجومهم وحربهم عليه، وكان غيرك أشطر!. ** علي لاجامي مدافع حماسي وقتالي لا أكثر، لا تتوقع منه أكثر؛ حتى لا يحدث أكثر مما تتوقع!. ** ماذا يمكن أن يفعل الأهلي أمام النصر بغياب مندي وكيسيه ومحرز؟! وهل وضع المباراة تزامنًا مع كأس أفريقيا هو مجرد سوء حظ للأهلي، و مجرد صدفة؟!. ** رابطة دوري روشن أجلت مرتين ولمدة شهرين الموعد النهائي لمهلة تسوية الأندية لمستحقاتها المالية، تمهيدًا للحصول على شهادة الكفاءة المالية لنشاط كرة القدم للدور الثاني؛ هل يمكن للرابطة أن تفصح عن أسماء الأندية المتأخرة والمتعثرة من باب الشفافية، وحتى يعلم الجميع من المستفيد من هذا التمديد والتمطيط المتكرر؟!.