رفعت فنزويلا الأربعاء نبرة التحدي بوجه الولاياتالمتحدة، مؤكدة أن صادراتها من النفط الخام لم تتأثر بإعلان الرئيس دونالد ترامب فرض حصار على "ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات" المُبحرة منها وإليها. وشكّل إعلان ترامب الثلاثاء تصعيدا جديدا في حملته المستمرة منذ أشهر من الضغط العسكري والاقتصادي على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. وأكدت فنزويلا، صاحبة أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم، أن عمليات تصدير النفط تسير كالمعتاد. وأعلنت شركة النفط الوطنية "بيتروليوس دي فنزويلا" أن "عمليات تصدير النفط الخام ومشتقاته تجري بصورة طبيعية. ناقلات النفط تواصل الإبحار بأمان تام". وكان ترامب أعلن الثلاثاء "فرض حصار كامل وشامل على كل ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل فنزويلا وتخرج منها". وحذّر قائلا إن "فنزويلا محاطة بالكامل بأكبر أسطول جُمع على الإطلاق في تاريخ أميركا الجنوبية"، في إشارة إلى الوجود العسكري الأميركي الكثيف في منطقة البحر الكاريبي، بما في ذلك أكبر حاملة طائرات في العالم. إلى ذلك، ارتفعت أسعار النفط في بداية التداولات الأربعاء في لندن على خلفية أنباء الحصار الذي يأتي بعد أسبوع من مصادرة القوات الأميركية ناقلة نفط خاضعة للعقوبات قرب ساحل فنزويلا. * "لا نخاف تهديداتكم" - يعتمد اقتصاد فنزويلا المنهك على صادرات النفط بشكل كبير. لكن الجيش الذي يدعم الزعيم اليساري مادورو قال إنه "غير خائف". وقال وزير الدفاع فلاديمير بادرينو لوبيز، خلال فعالية حضرها كبار القادة الذين تعهدوا بالولاء للرئيس، "نقول للحكومة الأميركية ورئيسها إننا لا نخاف تهديداتهم الفظة والمتغطرسة". وأضاف الوزير أن "لا مساومة على كرامة هذا الوطن ولا رضوخ لأي كان". كما تضامن وزير خارجية الصين، السوق الرئيسي للنفط الفنزويلي، مع كراكاس في مكالمة هاتفية مع نظيره الفنزويلي. وقال وانغ يي لنظيره إيفان خيل "تعارض الصين جميع أشكال الاستقواء من طرف على آخر، وتدعم جميع الدول في الدفاع عن سيادتها وكرامتها الوطنية. ولفنزويلا الحق في تطوير علاقات التعاون التي تحقق المنفعة المتبادلة مع الدول الأخرى بشكل مستقل"، وفق ما أوردت الخارجية الصينية في بيان. شكّلت مصادرة ناقلة تحمل ما بين مليون ومليوني برميل من النفط الخام متجهة إلى كوبا الأسبوع الماضي تحولا في حملة ترامب على مادورو. وفي آب/أغسطس، أمر ترامب بأكبر انتشار عسكري في البحر الكاريبي منذ الغزو الأميركي لبنما عام 1989، وبرره بمكافحة تهريب المخدرات إلى الولاياتالمتحدة. وتقول كاراكاس إن عمليات مكافحة المخدرات ما هي إلا غطاء لمحاولة الإطاحة بمادورو والاستيلاء على نفط فنزويلا. وقد أرسل ترامب إشارات متضاربة بشأن تدخّل بلاده عسكريا في فنزويلا، لكنه يقول إنه يعتقد أن أيام مادورو باتت معدودة. والأربعاء، تدخلت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم داعية الأممالمتحدة إلى أداء دور "لمنع إراقة الدماء" في فنزويلا. وأعربت شينباوم خلال مؤتمر صحافي عن أسفها لأن "الأممالمتحدة غائبة بشكل لافت عن الأمر"، قائلة إنه يتعيّن "أن تضطلع بدورها في منع إراقة الدماء وأن تسعى دائما لحل النزاعات سلميا". * "قطع شريان حياة" - يهدد الحصار الأميركي بإلحاق ضرر كبير بالاقتصاد الفنزويلي المتداعي. وتخضع فنزويلا لحظر نفطي أميركي منذ عام 2019، ما أجبرها على بيع إنتاجها في السوق السوداء بأسعار أقل بكثير، وخاصة لدول آسيوية. تنتج البلاد مليون برميل من النفط يوميا، بعدما كان الانتاج يناهز ثلاثة ملايين برميل يوميا في بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وتوقع محللو شركة "كابيتال إيكونوميكس" أن الحصار الذي أعلنه ترامب "سيقطع شريان حياة رئيسيا لاقتصاد فنزويلا" على المدى القصير. وقال المحللون "سيعتمد التأثير على المدى المتوسط إلى حد كبير على كيفية تطور التوترات مع الولاياتالمتحدة، وما هي أهداف الإدارة الأميركية في فنزويلا".