لم يكن اعتراف برونو فيرنانديز عابرًا أو عاطفيًا فقط، بل حمل بين كلماته الكثير من الدلالات حول حجم التأثير الذي باتت تمارسه الكرة السعودية على نجوم الصف الأول في أوروبا. قائد مانشستر يونايتد اختار الصراحة، كاشفًا أن العروض القادمة من الدوري السعودي وضعت مسيرته على المحك في مرحلة حساسة من حياته المهنية. النجم المميز صاحب ال31 عامًا أوضح في مقابلة أجراها مع قناة «Canal 11» البرتغالية أنه تلقى عروضًا «جدية ومغرية للغاية» من أندية سعودية خلال فترة الانتقالات الماضية، مؤكدًا أن الأمر لم يكن مجرد حديث إعلامي أو شائعات، بل مفاوضات حقيقية جعلته يفكر بعمق في مستقبله. وبرغم الإغراء المالي الكبير، أشار فيرنانديز إلى أن اللحظة الأصعب لم تكن في قيمة العرض، بل في شعوره بأن ناديه كان مستعدًا للاستغناء عنه. هذا الإحساس ترك أثرًا نفسيًا واضحًا، إذ قال: إن التفكير في رحيله لم يكن نابعًا من رغبته الشخصية، بل من شعوره بعدم الأمان داخل المشروع الرياضي. وأضاف قائد «الشياطين الحمر» أن تلك الفترة جعلته يعيد تقييم كل شيء: «علاقته بالنادي، طموحاته، ومكانته داخل غرفة الملابس»، مؤكدًا أن القرار لم يكن سهلًا على الإطلاق، كما شدد برونو على أن الدوري السعودي لم يعد يُنظر إليه كمحطة أخيرة للاعبين، بل كخيار تنافسي حقيقي، يضم أسماء عالمية ومشاريع طموحة، وهو ما جعله يأخذ العروض على محمل الجد دون تردد. وأكد اللاعب أن قراره بالبقاء في مانشستر يونايتد جاء بدافع الرغبة في التحدي الرياضي أولًا، وليس رفضًا لفكرة اللعب في السعودية، مشيرًا إلى أن «الوقت المناسب» قد يأتي لاحقًا في مسيرته. وفي ختام حديثه، أوضح فيرنانديز أن التجربة كانت قاسية لكنها مفيدة، لأنها كشفت له حجم التغير في خريطة كرة القدم العالمية، حيث أصبحت السعودية لاعبًا مؤثرًا في قرارات نجوم الصف الأول، وليس مجرد خيار جانبي.