بنك التنمية الاجتماعية.. عقود من الدعم

يقدم خدماته للمواطنين والمنشآت الصغيرة والناشئة ولأصحاب الحرف والمهن
منذ أكثر من خمسة عقود وتحديداً في عام 1971م تم تأسيس (بنك التسليف) وبرأسمال قدره 5 ملايين ريال لتقديم قروض اجتماعيّة وبدون فوائد وتسدد على دفعات ميسرة شهرية إلى استيفاء كامل المبلغ، وقد ساهمت تلك القروض في حينها في دعم الأسر وانتعاشها اقتصادياً.
وفي 2007 م تغيّر المسمى إلى (البنك السعودي للتسليف والادخار) مع إضافة ثلاث مهام وهي: تقديم القروض للمنشآت الصغيرة والناشئة، والقيام بدور المنسق المكمل لرعاية قطاع المنشآت الصغيرة والناشئة، والعمل على تشجيع التوفير والادخار، وفي عام 2016 صدر قرار مجلس الوزراء بتغيير مسمى البنك إلى (بنك التنمية الاجتماعية) منطلقًا نحو آفاق أوسع في تحقيق التمكين التنموي الشامل والمستدام لمجتمع حيوي ومنتج.
ويعتبر بنك التنمية الاجتماعية أحد ركائز التنمية المهمة في تمكين المواطنين عبر تقديم المنتجات والبرامج التمويلية الميسرة للمساهمة بدور فاعل ومؤثر في مسيرة البناء والتنمية، ودفع عجلة الاقتصاد الوطني، وشهد بنك التنمية الاجتماعية منذ نشأته تطورات جوهرية وضعته هذا اليوم كأحد أهم المؤسسات التنموية التي تقوم بدور فعال ومؤثر في مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية ضمن مكونات الوطن العزيز، جاء هذا إيماناً من القيادة الرشيدة بأهمية الأدوار التي يقدمها في مجال برامج التمويل التنموي الميسر لأبناء هذا الوطن من جهة، ودعم المنشآت الصغيرة والناشئة كمساهم مهم في بناء اقتصاد المملكة من جهة أخرى، وقد حقق البنك خلال مسيرته العديد من الإنجازات، حيث تضاعف رأس المال مرات عديدة حتى وصل من خمسة ملايين ريال في بداية تأسيسه الى عشرات المليارات من الريالات، كما زادت التمويلات التي يقدمها سنوياً حيث بلغ إجمالي التمويلات المقدمة منذ بداية هذا العام 2025 م وحتى الربع الثالث 6.5 مليارات ريال، استفاد منها أكثر من 90 ألف مواطن ومنشأة في مختلف مناطق المملكة.
بدايات
كانت البداية في عام 1971م حيث صدر القرار الملكي بتأسيس البنك تحت مسمى (بنك التسليف) وبرأسمال قدره 5 ملايين ريال لتقديم قروض اجتماعيّة، وفي 1983 م أُسند للبنك برنامج القروض المهنية، وفي 1993 م تمت زيادة رأسمال البنك إلى مليار ريال، وفي 2001 م ضُمّ برنامج خادم الحرمين الشريفين لتمويل سيارات الأجرة إلى البنك، وفي عام 2006 م رفع رأسمال البنك إلى 6 مليارات ريال، وبعدها بعام في 2007 م تغيّر المسمى إلى (البنك السعودي للتسليف والادخار) مع إضافة ثلاث مهام وهي: تقديم القروض للمنشآت الصغيرة والناشئة، والقيام بدور المنسق المكمل لرعاية قطاع المنشآت الصغيرة والناشئة، والعمل على تشجيع التوفير والادخار، وفي 2008 حاز البنك على مكرمة ملكية بقيمة 10مليار و استمر الدعم برفع رأسمال البنك ليصل إلى 46 مليار ريال في 2013 مع التوسع في الاقراض والدعم التنموي، وفي 2016 صدر قرار مجلس الوزراء بتغيير مسمى البنك إلى (بنك التنمية الاجتماعية) منطلقًا نحو آفاق أوسع في تحقيق التمكين التنموي الشامل والمستدام لمجتمع حيوي ومنتج، وحصل في عام 2023 على شهادة اعتماد البنية المؤسسية الوطنية (المستوى الثالث)، المقدمة من هيئة الحكومة الرقمية للجهات الحكومية المتميزة في تطبيق البنية المؤسسية حسب معايير نموذج النضج السعودي للبنية المؤسسية، وقد تضاعف رأسمال البنك من الملايين الى المليارات حيث كان رأسمال البنك في عام 1971 خمسة ملايين ريال، وفي عام 1993 حصلت زيادة لرأسمال البنك إلى مليار ريال، وفي عام 2006 رفع رأسمال البنك إلى 6 مليارات ريال، وفي عام 2008 أضيفت وديعة ب10 مليارات ريال لرأسمال البنك، وفي عام 2011 ازداد رأسمال البنك إلى 36 مليار، وفي عام 2013 تم زيادة رأسمال البنك إلى 46 مليار ريال، ويضطلع البنك بعدة مهام، وهي: تقديم قروض بدون فائدة للمنشآت الصغيرة والناشئة ولأصحاب الحرف والمهن من المواطنين تشجيعاً لهم على مزاولة الأعمال والمهن بأنفسهم ولحسابهم الخاص، وتقديم قروض بدون فائدة، وخدمات غير مالية للجمعيات والمؤسسات الأهلية، بما يُمكنها من المساهمة في تقديم الخدمات للشرائح التي يستهدفها البنك، إضافة الى تقديم قروض اجتماعية بدون فائدة لذوي الدخول المحدودة من المواطنين لمساعدتهم على التغلب على صعوباتهم المالية، وتقديم قروض بدون فائدة للمنشآت الصغيرة والناشئة بما يساعد في رفع مساهمتها في الاقتصاد الوطني وإيجاد فرص العمل، وتقديم خدمات فنية وإدارية مساندة للمنشآت المستفيدة من خدمات البنك لرفع كفاءتها وزيادة فرص نجاحها، وتحفيز القطاع الخاص للمشاركة في المسؤولية الاجتماعية بإدارة المحافظ المالية الخاصة من قبل البنك وتوجيهها للمستفيدين من خدماته بما يحقق غايات الإنماء الاجتماعي، والعمل كذلك على تشجيع التوفير والادخار للأفراد والمؤسسات في المملكة، وإيجاد الأدوات التي تحقق هذه الغاية، وتنمية قطاع المشاريع متناهية الصغر ورعايتها بما يعزز دوره في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
منتجات
تماشياً مع الغايات التنموية الطموحة التي تحملها رؤية 2030 التي رسمت خارطة الاعمال ومهدت سبل التعاون المشترك برزت مساهمة البنك في زيادة مساهمة المنشآت الصغيرة والناشئة والأسر المنتجة في الاقتصاد الوطني وتعزيز الخدمات الاجتماعية، والتخطيط المالي المتمثل في البرامج الادخارية وكذلك تمكين المنظمات غير الربحية، حيث يقدم البنك 3 مسارات للمنتجات وهي: منتجات الأفراد، وتشمل التمويل الاجتماعي وهو تمويل بدون رسوم مخصص للفئة الأشد حاجة ويصل إلى 60 ألف ريال، ويتضمن المنتجات التالية: تمويل الزواج، وتمويل الأسرة، وتمويل الترميم، وآهل، وكنف، ويمكن للأفراد الحاصلين على التمويل الاجتماعي الحصول أيضًا على ( منتج زود الإدخاري)، وتمويل العمل الحرّ وهو تمويل لدعم الأفراد والأسر الراغبين في العمل لحساب أنفسهم في مجالات العمل الحر، ويتضمن المنتجات التالية: منتج نفاذ (برسوم رمزية وبتمويل يصل إلى 150 ألف ريال)، وفيه مسارين: الأعمال التخصصية (بحد أقصى 60 ألف ريال)، والنقل التشاركي بحد أقصى (150 ألف ريال)، وتمويل الأسر المنتجة «بدون رسوم وبتمويل يصل إلى (50 ألف ريال)، ويُمكن للأسر الحاصلين على شهادة تسجيل الأسر المنتجة لدى البنك الحصول أيضًا على (منتج زود للأسر المنتجة)، ومنتجات الأعمال، وتقديم القروض من 50 ألف إلى 8 ملايين ريال كحد أقصى، وتتضمن المنتجات التالية: الرعاية الصحية، وتمويل حاضنات ومسرعات الأعمال، وتمويل مشاريع التقنيات الناشئة، وعائد، وأسس، وحل، وعربات البيع المتنقلة، وتمويل المنشآت الناشئة، وتمويل الخريجين الاختراع، والتميز، والامتياز التجاري، ومنتجات القطاع الثالث، ودائم، وساهم، أما برامج البنك غير المالية فتعد من أحد مهام البنك الرئيسة، حيث القيام بدور المنسق المكمل لرعاية قطاع المنشآت الصغيرة والناشئة، لذا قام البنك بتأسيس المركز الوطني لرعاية المنشآت الصغيرة والناشئة، حيث يعمل هذا المركز على دعم ومساندة رواد الأعمال من خلال تقديم الخدمات غير المالية لهم بهذا القطاع عبر 6 برامج مختلفة: وهي برامج الادخار، والتدريب والتأهيل، والإرشاد، وعيادات الأعمال، والتكامل مع الكيانات الكبرى، ونشر ثقافة العمل الحر.
تمويل
يتم تقديم طلب تمويل مخصص للأسر ذات الدخل المحدود بهدف مساعدتها على تغطية احتياجاتها الأساسية وتحقيق الاستقرار المعيشي، ويتم التقديم على المنتج إلكترونيًا بالكامل، دون الحاجة لزيارة فروع البنك، كما يتم تقديم تمويل التعليم، وهو منتج تمويلي يهدف إلى تمكين الأفراد من مواصلة رحلتهم التعليمية بالتعاون مع جهات تعليمية تربطها بالبنك اتفاقيات تمويلية، ويتم التقديم على المنتج إلكترونيًا بالكامل، دون الحاجة إلى زيارة فروع البنك، كما يتم تقديم تمويل الزواج، وهو حل تمويلي مخصص لدعم المواطنين المقبلين على الزواج، عبر تقديم قرض ميسر يساعدهم في تغطية التكاليف الأساسية للزواج، ويتم التقديم على المنتج إلكترونيًا بالكامل، دون الحاجة لزيارة فروع البنك، كما يقدم البنك تمويل الترميم، وهو فرصة لتجديد المنزل وتحسين جودة الحياة بأسلوب يناسب الاحتياج، سواء كان المنزل بحاجة لصيانة شاملة أو تحسينات جزئية، وهذا التمويل يمنح المبلغ اللازم لإنجاز الترميم بسهولة ومرونة، ويتم التقديم كذلك على المنتج إلكترونيًا بالكامل، دون الحاجة لزيارة فروع البنك، إضافة الى تقديم التمويل الموسمي، وهو منتج تمويلي مخصص للعاملين في المواسم المرخصة داخل المملكة مثل موسم التمور أو البن أو العسل، من خلال تمويل يصل إلى 30,000 ريال، ويتم السداد على مدى 18 شهر بأقساط شهرية ميسرة ورسوم إدارية لا تتجاوز 2,000 ريال، ويتم التقديم على المنتج إلكترونيًا بالكامل، كما يقدم البنك التمويل النقدي، وهو حل تمويلي يساعد على إطلاق المشاريع الخاصة أو تطوير المهارات المهنية بكل سهولة، ويمكن الاستفادة من تمويل يصل إلى 200 ألف ريال، بشروط ميسّرة وسداد مرن، مع رسوم إدارية لا تتجاوز 13 ألف ريال بحد أقصى، تُخصم من مبلغ التمويل، كما يمكن الاستفادة من الحوافز المالية المتاحة عبر التسجيل في برنامج حوافز العمل الحر، ويتم التقديم على المنتج إلكترونيًا بالكامل.
إنجازات
أعلن بنك التنمية الاجتماعية عن نتائجه للعام المنصرم 2024م بتمويل واسع وشمول شرائح متنوعة في القطاعات المختلفة، حيث بلغ عدد المستفيدين 122 ألف من عملياته الاقراضية، وقد بلغ إجمالي التمويل المقدم لروّاد الأعمال وأصحاب المنشآت الصغيرة والناشئة (2.6) مليار ريال، استفاد منها أكثر من (7) آلاف منشأة، كما بلغ إجمالي تمويل ممارسي العمل الحر والأسر المنتجة (2.8) مليار ريال ل(76) ألف مستفيد، وإجمالي التمويل الاجتماعي (2) مليار ريال ل(39) ألف مستفيد، وبهذا يكون البنك قد حقق سائر مستهدفاته لعام 2024م في مجالات التمويل والدعم التنموي، بالإضافة إلى التوسع في خدماته غير المالية، وواصل البنك جهوده في تقديم الخدمات غير المالية، حيث استفاد نحو 120 ألف شخص من خدمات التمكين والتنمية، كما شهدت (جادة 30) والتي تعتبر أكبر مساحات العمل في الشرق الأوسط نموًا كبيرًا، انعكس في زيادة عدد فروعها إلى 11 فرعًا في مختلف مناطق المملكة، ويستهدف البنك الوصول إلى 17 فرعًا حول المملكة في الأعوام القادمة، وعلى صعيد خدمات الاستشارات والبرامج التطويرية التي يقدمها مركز دلني للأعمال استفاد منها 19 ألف مستفيد، إلى جانب تعزيز البنك لثقافة الادخار والوعي المالي، حيث تم خلال عام 2024م فتح 57 ألف حساب ادخاري جديد ضمن برامج (زود الادخاري) و(زود الأجيال)، كما أطلق البنك مبادرة المسؤولية الاجتماعية هذا العام بهدف حث مؤسسات وجهات القطاع الخاص ليكونوا شريكًا أساسيًا في بناء اقتصادات قوية ومستدامة، وتم عقد اتفاقيات لتأسيس محفظة المسؤولية الاجتماعية بأكثر من 215 مليون ريال لدعم المجتمع المحلي في مختلف المجالات، ويستهدف البنك الوصول إلى محفظة مليارية تساهم ب 1.6 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، وقد عزز البنك مكانته الريادية بتحقيق عدد من الجوائز المحلية والدولية المرموقة، من خلال الحصول على جائزة أفضل جهة تمويلية لرائدات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في المنتدى العالمي لتمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة في البرازيل على هامش فعاليات G20، وجائزة أفضل كيان مؤسسي في ربط الجهات في رحلة العميل باستخدام الذكاء الاصطناعي على مستوى الشرق الأوسط من منظمة تجربة العميل، كما نال البنك جائزة (فوربس الشرق الأوسط للمسؤولية الاجتماعية) تقديرًا لبرامجه المبتكرة لدعم ريادة الأعمال، وفي مجال الأسر المنتجة حصل البنك على جائزة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة عن مبادرة (تجسيد) والتي تسعى لتحويل الأسر المنتجة إلى كيانات اقتصادية مستدامة.
بنك التسليف والادخار إحدى ركائز التنمية
تمويل ودعم تنموي
أسهم في قروض ترميم المنازل
إعداد: حمود الضويحي