تشهد المملكة حراكًا غير مسبوق في تنظيم واستضافة المعارض والمؤتمرات والمنتديات الدولية، لتتحول خلال سنوات قليلة إلى وجهةٍ رئيسيةٍ لصناعة الفعاليات في العالم، يأتي ذلك مدفوعًا برؤية السعودية 2030 التي جعلت من قطاع الفعاليات رافدًا اقتصاديًا مهمًا، وأداةً فاعلة لتسويق المملكة عالميًا، فقد شهد القطاع خلال الأعوام الأربعة الماضية توسعًا استثنائيًا، محققًا معدل نمو بلغ 40 %، ليصبح الأسرع نموًا بين دول مجموعة العشرين. تُنظَّم سنويًا في المملكة مئات الفعاليات المتخصصة، التي لا تنحصر كونها تجمعات مهنية أو لقاءات تخصصية، بل تمتد كمنصات تسويق استراتيجية تبرز هوية المملكة القائمة على الابتكار والريادة، فكل فعالية تُقام على أرض الوطن تمثل رسالة تسويقية للعالم تعكس ما وصلت إليه المملكة من تطور في التنظيم والبنية التحتية والخدمات والتقنيات، وتؤكد جاهزيتها لاستضافة أكبر الأحداث العالمية، كما تسهم في تعزيز صورتها الذهنية كوجهةٍ استثمارية وسياحية آمنة ومتقدمة، تجمع من خلالها قادة الاقتصاد ورواد الأعمال والمستثمرين من مختلف الدول، بما تنعكس آثارها الإيجابية على قطاعات الضيافة والنقل والخدمات اللوجستية والإعلام، وتفتح آفاقًا جديدة لتوظيف الشباب السعودي في مجالات التنظيم والتسويق وإدارة الفعاليات. ومن أبرز الفعاليات التي تؤكد ريادة المملكة في هذا المجال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار (FII)، الذي يجمع كبار القادة والمستثمرين وصنّاع القرار من مختلف أنحاء العالم لاستثمار الإمكانات التقنية والاقتصادية في بناء مستقبل مزدهر ومستدام للإنسانية، فقد شهدت نسخته التاسعة هذا العام نجاحًا لافتًا تحت شعار "مفتاح الازدهار"، بمشاركة أكثر من 8000 مشارك و650 متحدثًا في 250 جلسة حوارية. كما يبرز مؤتمر "ليب" للتقنية كمنصة عالمية لريادة الأعمال والابتكار في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المستقبلية، حيث جمع في نسخته الأخيرة الرابعة أكثر من 1000 متحدث وخبير تقني دولي، و1800 جهة عارضة، و600 شركة ناشئة، واستقطب أكثر من 200 ألف زائر. كذلك يُعد معرض الدفاع العالمي من أبرز الفعاليات المتخصصة في مستقبل صناعة الدفاع والأمن، حيث يضم سنويا مشاركة أكثر من 773 عارضًا و106 آلاف زائر من 76 دولة، فيما يقدم معرض سيتي سكيب العالمي رؤية السعودية الطموحة في التطوير العمراني، والذي يشارك فيه 450 جهة عارضة و500 متحدث، وحضور يتجاوز 172 ألف زائر من 121 دولة. أما ملتقى الصحة العالمي فيجمع أكثر من 500 متحدث و2000 جهة عارضة، ويستقطب نحو 160 ألف زائر من أكثر من 130 دولة، بالاضافة الى العديد والكثير غير ذلك من الفعاليات التي تقام على أرض وطننا الغالي. لقد أصبحت المعارض والمؤتمرات قوةً ناعمة تروي قصة السعودية بماضيها المشرّف وحاضرها المزدهر ومستقبلها المشرق، لتمضي بثقة نحو ترسيخ مكانتها كإحدى أبرز الوجهات العالمية لصناعة الفعاليات، وتؤكد أن تسويق الوطن اليوم يتحقق من خلال حدث عالمي تصنعه السعودية وتستضيفه الرياض.