أصدرت هيئة قصور الثقافة المصرية كتاب «ظلال طه حسين – خصومة مجهولة في مرايا التأويل» للدكتور مصطفى سليم، وخلاله يسلط الضوء على خصومة العميد مع نجيب البهبيتي، أحد تلامذته، وفي رواية أحد ضحاياه. كما ينقب في مزاعم البهبيتي بانتحال العلامة ناصر الدين الأسد كتابه ذائع الصيت «مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية» من مؤلفه «تاريخ الشعر العربي حتى آخر القرن الثالث الهجري» الذي نشره قبله بخمس سنوات. يقول سليم، جاء كتاب (ظلال طه حسين) في أربعة فصول وخاتمة ليؤرخ بالأساس لتلك الخصومة الفكرية التي جرت بين طه والبهبيتي والتي رغم استمرارها إلى ما يقرب من نصف قرن بداية من عام 1936 وانتهاء بعام 1982، فإنها سقطت من مدونة المعارك الأدبية». يضيف، «يوثق الكتاب أيضا أهمية المدونة النقدية لنجيب البهبيتي (1908 – 1992) والتي تتمثل في المحاولة الرائدة لإعادة النظر في التراث العربي والتاريخ القديم والسعي نحو تقديم سردية عربية للوقائع في مواجهة نظيرتها الغربية بما تضمنته من آراء تعصب لها بعض المستشرقين في مقدمتهم نولدكه ومرجليوث بداية القرن العشرين وقد تأثر بهم كوكبة من الكتاب آنذاك، بينهم الدكتور طه حسين، وهي في هذا وذاك اتسمت ب(قليل من العلم وكثير من التصورات). ويذكر من بين ما تطرق إليه الكتاب أنه رصد وقائع مزعومة لسرقة علمية جرت بين أستاذين جليلين هما نجيب البهبيتي وناصر الدين الأسد، وقد ظل مسكوتًا عنها لمدة بلغت ربع قرن إلى أن قدم عنها الدكتور محمد إبراهيم حوّر موازنة جرئية جاءت تحت عنوان «الشعر الجاهلي ومناهج بحثه بين كتابين»، وعلى أهميتها في التاريخ الثقافي العربي إلا أنها مرت مرور الكرام، وهو ما توقفت عنده وأعدت النظر في الموازنة». يتابع سليم، «تعود مزاعم هذا الانتحال إلى عام 1970 حيث أضاف البهبيتي مقدمة عنيفة في الطبعة الرابعة من كتابه «تاريخ الشعر العربيّ»، وخلالها أعلن مزاعم انتحال الدكتور الأسد العديد من آرائه في كتابه «مصادر الشعر الجاهلي»، لنمر بحالة من الصمت بلغت ربع قرن حتى حل عام 1997، ويقدم الدكتور حور موازنته النقدية القيمة، والتي وإن أنصف فيها الأسد فإنه تحامل على البهبيتي الذي لم يكن له الحق أيضًا في مزاعمه». يوضح، أن «الدكتور حور بعدما فصّل القول وأورد جملة الاتهامات التي ذكرها البهبيتي، وأخذ عليه عنف خطابه النقدي، والشخصنة، والانحياز فإنه للأسف سقط أيضًا في شراكها خلال موازنته»، وهي مسألة فيها نظر، وفق سليم، الذي يرى أن «الدكتور حور قدم خلال الدراسة مجهودًا قيمًا،أنصف به (مصادر الشعر الجاهلي) للدكتور الأسد في عدة وجوه، لكن الأمانة تقتضي القول، أنه لم يكن بحاجة إلى هدم جهود البهبيتي المعرفية حقًا وباطلًا، أو أن يتطرق لما هو شخصي فيما عدّه مأخذًا على البهبيتي، ورآه غير علمي». الجدير بالذكر أن سليم صحفي وروائي وباحث حصل على الدكتوراه في النقد الأدبي، له العديد من المقالات والدراسات بالمجلات والصحف والمواقع العربية، وصدر له 7 كتب تنوعت ما بين النقد والرواية والقصة القصيرة، فازت روايته «سفر المرايا» بجائزة دبي 2013، وترشحت روايته «الليالي العمياء» إلى القائمة الطويلة ل»جائزة كتارا للرواية العربية» 2023، كما كتب عددا من الأفلام الوثائقية لبرنامج «تلك شهادتي» المعروض على منصة «شاهد»