على إيقاعات العرضة المتناغمة، يصطف الرجال بزيهم الوطني التقليدي، المزين بالمحزم الأسود على صدروهم، يحملون البنادق العتيقة مثل المقمع وأم عشر، وبخطوات جماعية، منظمة، في أجواء مغلفة بالزهو والفخر، يجذب موروث "التعشير" جيل اليوم من الشباب لحضور استعراضاته الشعبية في الأعراس، والمناسبات الاجتماعية، والأعياد، واستقبال الشخصيات من كبار الضيوف، وفي الأيام الوطنية المجيدة، مثل اليوم الوطني. إقبال كبير يحظى به موروث "التعشير" في مدن الحجاز، خاصةً في مكةالمكرمة والطائف وما حولها من محافظات ومراكز وقرى وهجر. ويشير متعاملون ل"الرياض" إلى أن "التعشير" صورة من جماليات الموروث الحجازي، الذي يرفض أن يغادر المشهد، ولم تفلح كل متغيرات الاستعراضات الحديثة، أن تزيله، حيث نظمت فرق شعبية معنية بهذا اللون الجماهيري، الذي يشتهر باستعراض الرجال بالبنادق ومن ثم بإطلاق البارود في الهواء بطريقة متناسقة وإيقاعية، مترافقة مع الصفوف والعرضة، ويُعتبر شكلًا من أشكال الاحتفاء والفخر، فضلاً عن أنه يُعزز الانتماء الاجتماعي، بين أبناء القبائل، ويُستخدم لتوثيق اللحمة المجتمعية، فيما أصبح "التعشير" اليوم جزءًا من التراث الوطني السعودي، الذي تم تسجيله ضمن الفنون الشعبية التي تحظى باهتمام وزارة الثقافة وهيئة التراث. التعشير صورة من جماليات الموروث الحجازي