بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمعلمين والمتخصصين، اختُتمت في العاصمة القرغيزية بشكيك فعاليات برنامج سلطان بن عبد العزيز آل سعود العالمي للتدريب اللغوي، الذي عُقد في رحاب جامعة بيشكيك الحكومية خلال الفترة من 15 إلى 18 سبتمبر 2025م، بعنوان «اللغة العربية في آسيا الوسطى/قيرغيزستان»، التي نظّمتها مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، وبالشراكة مع جامعة بشكيك الحكومية وشركة «نايس قيرغيزستان»، وتضمنت الدورة مسارات تدريبية متخصصة، ولقاءاتٍ علمية، وتطبيقاتٍ صفّية عزّزت تبادل الخبرات وبناء القدرات في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها. وشهدت الجلسة الافتتاحية حضورًا بارزًا تقدمه الأستاذ الدكتور ميرلان ديلداييف رئيس جامعة بيشكيك، وسعادة الأستاذ راضي بن إبراهيم الراضي سفير المملكة العربية السعودية لدى قرغيزستان، وسعادة الدكتور عبد العزيز المقوشي مساعد المدير العام لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، إضافة إلى سعادة الدكتور أنس حسام النعيمي ممثل منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو). وأكد المتحدثون أن البرنامج يجسد رسالة حضارية سامية، تتمثل في أن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة تواصل، بل جسر ثقافي وإنساني يعمق القيم المشتركة ويعزز الحوار بين الأمم. وفي كلمته أكد سفير المملكة العربية السعودية لدى قرغيزستان الأستاذ راضي بن إبراهيم الراضي ان العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية قيرغيزستان تستند إلى قاعدةٍ راسخةٍ من الاحترام المتبادل والقيم المشتركة، وقد شهدت نمواً مطّرداً في مجالاتٍ متعددة، ومنها البعد الثقافي والتعليمي الذي نحتفي به اليوم. وأشار الراضي الى ان اهتمام المملكة بالعلاقات الثقافية وتعليم العربية يتجاوز الحدود؛ فقد أسهمت مؤسساتٌ سعوديةٌ عديدة —وفي طليعتها مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز ال سعود الخيرية — في مبادراتٍ دولية دعماً للبرامج التعليمية والبحثية، وتطويراً للموارد والمناهج، وترسيخاً لحضور العربية في الفضاءين الأكاديمي والثقافي العالميين. ووجه سعادة السفير الراضي الشكر والتقدير إلى مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية على مبادرتها ودورها الرائد العالمي في خدمة اللغة العربية ونشرها، وعلى ما تبذله عبر برنامج سلطان بن عبدالعزيز العالمي للتدريب اللغوي من جهد منهجي. من جهته بين الدكتور عبدالعزيز بن علي المقوشي مساعد المدير العام بمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز ال سعود الخيرية ان الدورة تٌعد لبنة جديدة على خارطة المبادرات الدولية الداعمة للغة العربية بشراكة مؤسسية مع «إيسيسكو» وجامعة بشكيك الحكومية و«نايس قرغيزستان». وأكد الدكتور المقوشي أنّ تنظيم المؤسسة لهذا البرنامج يأتي امتدادًا لمسيرتها الإنسانية ودورها العالمي بالتواصل الحضاري ودعم التعليم والمعرفة. مشيراً إلى أنّ الاستثمار في تعليم اللغة العربية هو استثمار في الهوية والثقافة والكينونة المعتدلة الراقية، وهو إسهام في بناء جسور الحوار بين الشعوب والحضارات، مبيناً أنّ دعم المؤسسة لمثل هذه المبادرات حاضرًا وقويًا بإذن الله، حيث يشمل البرنامج ست دول في آسيا الوسطى إضافة إلى ما سبق تنفيذه في جمهورية موريشيوس وغيرها من دول العالم. وأشار الدكتور المقوشي إلى أنّ الدورة صُمّمت لتكون منصّةً عمليةً للتعلّم المتبادل وتبادل الخبرات؛ فهي تجمع بين مسارات تدريبية متخصصة، ولقاءاتٍ علميةٍ ثرية، وتطبيقاتٍ صفّيةٍ تُترجم النظرية إلى ممارسة. وأضاف المقوشي: "أنّ الدورة تأتي امتدادًا لنهجٍ أصيل تتبناه مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز ال سعود الخيرية في دعم اللغة والثقافة، وفي جعل العربية لغةً مُلهِمةً للتعارف الإنساني ومشاركة المعرفة، وقد امتدّ حضور المؤسسة إلى قاراتٍ عدّة عبر شراكاتٍ وبرامج نوعية؛ ففي الولاياتالمتحدة دعمت المؤسسة مبادرات أكاديمية وثقافية تُعنى بالعربية وثقافتها، وفي إيطاليا أسهمت في برامج تعليمية وبحثية بالتعاون مع جامعة بولونيا، كما عملت في شرق آسيا على شراكات معرفية في كوريا الجنوبية لتعزيز تعليم العربية، مؤكدا ان المؤسسة تواصل توسيع هذا الحضور الدولي عبر الاتفاقيات والمنح والبرامج التدريبية، لتبقى العربية حاضرةً في قاعات الدرس ومختبرات البحث ومنصات الثقافة حول العالم". وكان البرنامج قد ركز على تأهيل معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها، وإمدادهم بمناهج حديثة وموارد رقمية متخصصة، إضافة إلى تعزيز التعاون الأكاديمي بين الجامعات العربية والقرغيزية. كما هدف إلى رفع الكفاءة البيداغوجية للمدرسين وإثراء خبراتهم التعليمية، في إطار رؤية تسعى لترسيخ مكانة العربية كلغة للثقافة والهوية والحوار الحضاري وامتدت أعمال البرنامج لأربعة أيام بواقع أكثر من 20 ساعة تدريبية، شملت ورشًا نظرية وتطبيقية وجماعية، إلى جانب جلسات تقييمية ناقشت التحديات التعليمية وطرحت حلولًا عملية. وشارك المتدربون في إعداد دروس نموذجية ومشاريع تعليمية مشتركة، أسهمت في تعزيز تبادل الخبرات وإنتاج أفكار جديدة أشاد أساتذة الجامعات والمتدربون بالمستوى المتميز للبرنامج، حيث وصفه البروفيسور طالاس بيك ماشرابوف عميد الكلية بأنه "استثمار في العلم والإنسان، ودعم للهوية والثقافة". فيما أكد المشاركون من جامعات أوش، جلال آباد، نارين، إسّيق كول، وبيشكيك التقنية أن التجربة كانت ملهمة وغيّرت من رؤيتهم لطرق التدريس، وأرست شبكات تعاون ممتدة بين الجامعات وخرج البرنامج بجملة من التوصيات أبرزها: تشكيل لجنة تربوية مشتركة لتطوير مناهج العربية، الاستمرار في تنظيم الدورات المتقدمة، وتوسيع نطاق البرامج ليشمل مناطق أخرى من قرغيزستان. كما دعا المشاركون إلى تعزيز الشراكات الأكاديمية بين الجامعات العربية والقرغيزية بدعم من مؤسسة سلطان بن عبد العزيز والإيسيسكو واختُتمت الفعاليات بحفل تخلله عرض التقرير الختامي والتوصيات، وتوزيع الشهادات على المشاركين وسط أجواء من الفرح والاعتزاز، قبل التقاط الصورة التذكارية.