شهدت كوبا الأربعاء من جديد انقطاعا تاما للتيار الكهربائي هو الخامس في غضون أقل من عام في الجزيرة الواقعة في البحر الكاريبي والتي تعاني أزمة طاقة حادة. وكتبت وزارة الطاقة على منصة اكس "سُجل انقطاع تام للنظام الكهربائي قد يكون مرتبطا بالتوقف المباغت" في مصنع انتونيو غيتيراس الحراري الواقع في وسط الجزيرة، مشيرة إلى أنه "يجري التحقيق في أسبابه". وهذه المحطة هي الأكبر بين محطات توليد الكهرباء الثماني المتهالكة العاملة بالوقود التي يعود بعضها إلى أكثر من أربعين عاما. سجل الانقطاع حوالى الساعة 09,15 بالتوقيت المحلي (13,15 بتوقيت غرينتش). ومنذ تشرين الأول/أكتوبر 2024، واجهت الجزيرة الشيوعية التي تعد 9,7 مليون نسمة، أربعة انقطاعات واسعة النطاق للطاقة استمر بعضها عدة أيام. والأحد، انقطع التيار الكهربائي في خمس مقاطعات من أصل خمس عشرة حيث لا تحصل بعض البلدات على الكهرباء سوى لمدة ثلاث ساعات يوميا. في غضون ذلك، لا يزال العمل في جدول تقنين التيار الكهربائي مستمرا، سواء في هافانا أو في المقاطعات الأخرى. كما تعاني كوبا من أزمة اقتصادية خانقة منذ خمس سنوات، مع نقص حاد في العملات الأجنبية. وتعاني محطات الطاقة الكهربائية الثماني في كوبا والتي يعود تاريخ بنائها جميعها تقريبا إلى ثمانينات أو تسعينات القرن الماضي، من أعطال متكررة. تدعم محطات الطاقة التركية العائمة ومجموعة من المولدات شبكة الكهرباء الوطنية، لكن الحظر الأميركي المفروض على الجزيرة منذ عام 1962 يجعل من الصعب استيراد الوقود. * "ألم وحزن"- وفشلت 28 محطة طاقة كهرضوئية أُنشئت بدعم صيني في خفض الانقطاعات، من ضمن 52 محطة من المقرر أن تقام هذا العام. قالت ألينا غوتيريس (62 عاما) لوكالة فرانس برس "نتراجع من جديد، يوم ضائع آخر! ألم وحزن، وبالنسبة للبعض، يأس". تبلغت ألينا بانقطاع التيار الأخير أثناء قيامها بالتسوق في أحد أحياء وسط هافانا. وهمت بالاسراع في العودة إلى منزلها "لأخذ كل ما تستطيع من الماء" من الاحتياطي و"لترى كم سيدوم"، إذ يتم تزويد العديد من شقق العاصمة بالمياه عبر مضخات كهربائية. وخلال الصيف، ازدادت فترات انقطاع الطاقة حتى في هافانا إذ وصلت إلى عشر ساعات يوميا في بعض المناطق، رغم أنها تستمر عادة لفترة أقل من بقية المدن. واستمرّت هذه الانقطاعات المجدولة ما يقارب 15 ساعة يوميا في آب/أغسطس، و16 ساعة في تموز/يوليو في جميع أنحاء البلاد، بحسب السلطات. تشهد كوبا أسوأ أزمة اقتصادية لها منذ ثلاثة عقود. فبالإضافة إلى انقطاعات الكهرباء، يعاني السكان من نقص في مختلف المنتجات وارتفاع التضخم. ومما فاقم من ضعف هيكلية اقتصادها فشل الإصلاح النقدي الأخير وتشديد الحصار الأميركي.