يصل المستشرق الإنجليزي هيس مع هذه السلسلة عن بحثه حول الإبل في جزيرة العرب نقلاً عن موهق العتيبي الذي التقاه في مصر سنة 1930م، ترجمة وتعليق د. محمد سلطان العتيبي، إلى تعريفات أخرى مرتبطة بخصائصها وعلاماتها المميزة وظروفها الخاصة التي تمر بها، فيقول: لتزيين النوق التي تربى لغرض الولادة والحليب يوضع قلادة ذات شراشيب (كثل) في عنقها في النياق اللاتي يلدن وتسمى هذه القلادة دبدوب، وحسب شرح أحد القحاطين فإن الدبدوب عبارة عن باقة من الصوف بثخن الذراع وبطول 25 سم تقريباً، تثبت على ظهر الناقة في الأمام والخلف وأحياناً على سنامها، للدلالة على أن هذه الناقة جيدة بشكل خاص، ولا تستعمل هذه الزينة إلا لهذه النوق فقط، وثمة حزام زينة وهو حلقة محيطة بفم الجمل مصنوعة من شعر ذيل الجمل أو من خيوط جلدية مجدولة. وعن رغاء (أصوات) الإبل التي أسماها صراخاً! يقول: صراخ الجمل له تسميات مختلفة حسب سببه، مثل حن يحن الصراخ (اصوت) الإبل بشكل عام، -ورغى يرغى - الصراخ من الغضب وعدم الرضا – ترزام وترزم للمفرد الصوت الذي تطلقه الناقة كمناداة لوليدها، وتصدر الناقة أو الجمل نفس الصوت عندما تريد في الصباح تحريرها من قيد الركبة (العقال). يشاهد دوماً كما قال صوف أبيض على المكان من ظهر الجمل (دفّه)، الجمع دفوف، الذي تضم عنده الخشبات الأمامية للسرج ظهر الجمل، ومن هذه العلامة يعرف المرء ما إذا كان الجمل مروضاً وجاهزاً للعمل أم لا. ومن التسميات "البل عزيب" تقال عن الإبل التي ترعى بعيداً عن المخيم، ويستعمل فعل عزب يعزب للإبل والرعاة، وعند سقي الإبل في المخيم مساء يقال عنها "البل غبقت أو البل على غبقه"، وإذا ما شربت كل صباح هكذا يقال عنها "البل صبحت أو البل على أصبحه أو البل على رهف". تستعمل عتيبة علاوة على ذلك كما قال عدداً آخر من التعابير الدقيقة المتعلقة بغياب القطعان عن المخيم، مثل "البل صادره أو صدرت" وتعني الإبل شربت اليوم صباحاً وذهبت إلى المرعى، "البل (على ليله)" تقال عندما تكون الإبل ستعود في مساء اليوم الثاني، "البل مغبه" تقال عندما تكون الإبل ستعود في مساء اليوم الثاني أو قبل ظهر اليوم الثالث، "البل مربعه" أو "البل على رابع" تقال عندما ستعود عصر اليوم الرابع، "البل خمرت" أو "البل خامره" تقال عندما تكون ستعود عصر اليوم الثالث، "الخامره" حسب المترجم التي ترد ليلاً وتشرب ثم تبقى وتصبح وتشرب من الماء ثم تصدّر، "البل مخمسة" أو "البل على خمس" تقال على جميع الإبل التي تعود من المرعى البعيد وتسقى مساء في المخيم، "البل اجزت عن الماء" أو "على جزو" بمعنى الإبل لا تشرب من الماء، ويقال أيضا العرب مجزين عن الماء في الشتاء عندما يكون العشب الأخضر وافراً وتستطيع الإبل البقاء حتى ثلاث أشهر في المرعى بدون ماء. ومن التسميات "اباعرن صلايل - ناقتن مصلوله" الإبل التي يعطيها السكان المستقرون للبدو لكي يرعوها ثم تعاد لهم، وإعادة هذه الحيوانات إلى المستقرين تسمى "صلّ - يصلّ"، يذكر أيضاً ضمن كتابه بدو وسط الجزيرة ما يطلق على أنواع سير الإبل مثل التسميات التالية: مشى يمشي التحرك خطوه خطوه، درهم يدرهم (الخب الخبب الهروله)، سبح يسبح الخبب السريع، رثع يرثع (الجري، العدو). ويختم إلى أن الجمل ذا السنامين غير معروف عند العرب إلى درجة أن لديهم مثلاً يقول "عندما تأكل القطعة التمر وتلد الفرس توءماً ويكون للجمل سنامين عندئذ تقوم القيامة"، غير أن العرب يتحدثون بالمقابل عن جمل أسطوري يسمى "تيهي"، الجمع "تياهه"، له ثلاثة أضلاع فقط على كل جهة، وهو أسرع من جميع الإبل والخيول، ويقول أحد العتبان إن مثل هذا البعير لا يوجد إلا في أيام الهلالية، واليوم يقال إنه موجود في الشرق، وحسب راعي أحد القاحطين يعتقد أن هذا الجمل يعيش في الربع الخالي حيث يحاول بدو قبيلة آل مرة تحسين نسل هجنهم، التي بترك نوقهم تسير حرة طليقة في الصحراء على أمل أن تتلقح من جمل التيه. الدرهمة (الهرولة) أصوات الإبل بين الرغى والترزام والحنين