شهدت بريطانيا في الشهور القليلة الماضية حوداث سرقات متكررة، فمن أغرب الاحصائيات تسجيل سرقة هاتف جوال كل سبع دقائق في مدينة لندن على وجه الخصوص، كما سجلت جرائم سرقة المتاجر في ببريطانيا ارتفاعا بنسبة 20 % في هذا العام الحالي 2025، والكثير من المتابعين والمتخصصين في الشأن الاقتصادي يرون أن سبب انتشار السرقة وأعمال العنف وزعزعة الحالة الأمنية في عموم بريطانيا، وفي لندن على وجه الخصوص، يعود لأسباب ضعف الاقتصاد وانتشار التضخم والبطالة، ولكن استمرار تواصل تفشي السرقات والغياب الأمني في الشارع البريطاني سيكون مؤثراً كبيراً على السياحة، وبالتالي يزداد وضع الاقتصاد سوءا إذا ما لم توجد إجراءات حكومية مشددة ترفع من الحالة الأمنية، وتشعر زوار لندن والمدن البريطانية الأخرى بالأمن، خاصة في الشوراع والمواقع العامة والمنتزهات ومختلف المواقع ذات الطبيعة السياحية. السياحة صناعة شفافة جداً، وتتأثر من أي عوامل سلبية ولعل أبرزها غياب الأمن والاستقرار، ومهما يكن سمعة الدولة كمقصد سياحي وذات حضور تاريخي وحضاري وتراثي، فإن غياب الأمن للزائر والسائح ومشاهدة حوادث سرقات في الشوارع، وانتشارها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وفي مختلف وسائل الإعلام، يجعل الراغب في السفر إلى بريطانيا، بتغيير وجهته لدولة سياحية أخرى حتى تكون رحلته السياحية مريحة وممتعة وأكثر أمناً. على المستوى الخليجي والسعودي خاصة، هم يعتبرن رقما مهما في ربحية الصناعة السياحية البريطانية، فحسب إحصائيات تبنتها جهات بريطانية متخصصة بالشأن السياحي، فإن السائح الخليجي الواحد يعادل إنفاقه خمسة سواح مقارنة بسواح أوروبا وآسيا، ولذلك خسارته بسبب القلاقل وغياب الاستقرار الأمني للسواح يعني تأثر الاقتصاد البريطاني بالقصور في مورد مهم ينعش قطاعات كثيرة سواء النقل أو الفنادق أو المطاعم إضافة للمواقع والمعالم السياحية التي تنتعش بحضور السواح. ختاماً الصناعة السياحية توظف ما متوسطه 10 % من العمالة في الدول الأوربية تحديداً، ولذلك تأثرها يعني ارتفاع نسبة البطالة، والبطالة هي مؤثر اقتصادي واجتماعي وأمني كبير تعاني منه الكثير من دول العالم، وحتى دول كبرى لها حضور تاريخي واقتصادي كبير.