يُعتبر مركز الهدا -غرب محافظة الطائف- نقطة جذب للسياح بفضل الموقع الجغرافي والتكوينات الطبيعية التي لا تُضاهى في أي منطقة أخرى واستناداً إلى تاريخها ومقوماتها المتنوعة والتي تتكامل فيها عناصر الجمال بأبعاده المختلفة تُعد وجهة سياحية متقدمة بنهج مستدام على مدار العام، علاوة على استضافتها للطبيعة الجبلية الخلابة، فهي تحفز للنمو الاقتصادي لوجود عدة عوامل تغطي التجربة السياحية الكاملة أكثر من أي وقت مضى. يقول محمد حميد العدواني -المهتم بالتاريخ-: الهدا تاج الحجاز وعبير الورد، تتربع على قمة جبل كرا كدرّة تتلألأ بين مصايف المملكة لما تتميز به من طبيعة آسرة وجبال شاهقة وهواء عليل وماء عذب ينساب من "المغسل" بجبل شعار إلى منطقة "المعسل"، التي سُميت كذلك لأن ماءها ك"العسل في عذوبته". وأضاف: تُعد الهدا وجهة سياحية عريقة منذ القدم، وتواصل اليوم تألقها كإحدى أجمل الوجهات في وطننا الغالي بما تضمه من فنادق ومنتجعات سياحية فاخرة، ومقاهٍ راقية تمزج بين الأصالة والفخامة، وتمنح زوارها تجربة استثنائية في قلب الطبيعة، مشيراً إلى أنها تزخر بتضاريسها الفريدة وطبيعتها المبهرة، وتعلوها جبال شامخة تضفي على المكان هيبة وجمالاً قلّ نظيره. وبيّن أن من أشهر جبالها، جبل دليم، هندي، شعار، غراب، حبلان، مكرس، ويُضاف إلى ذلك وفرة فواكهها اللذيذة التي تُعرف بها منذ القدم، مثل المشمش أحمر الخدين، والعُنّاب، وغيرها كما تُعد الهدا موطنًا لأقدم مزارع الورد الطائفي، والذي يُستخلص منه "دهن الورد" المعروف ب"عطر الملوك"، وتحتضن أشهر مصانع الورد في المملكة والتي تُعد من المعالم التراثية في فنون تقطير واستخلاص دهن الورد العطر الفاخر الذي يُطيّب به الحجر الأسود والكعبة المشرفة، ويُقدم كهدايا نفيسة لكبار الضيوف. وأشار إلى أن مكةوالطائف يربط بينهما أكثر من 16 طريقا ودربا، بعضُها ما يزال عامر والبعض الآخر اندثر، أو تغيّر مع الزمن ومن أشهر هذه الطرق طريق كرا العامر ودرب الجمالة التاريخي الدامر الذي بناه الوزير الحسين بن سلامة النوبي قبل أكثر من ألف عام، وما يزال قائماً وقد كان معبراً للمسافرين والحجاج والتجار يسلكونه بجمالهم للتنقل بين الطائفومكةالمكرمة ولا يمكن الحديث عن الهدا دون التوقف عند "التلفريك" الشهير الذي يربط بين قمة الجبل وقرية الكر السياحية في مشهد بانورامي ساحر يخطف الأنفاس، ويمنح الزوار تجربة لا تُنسى بين أحضان الطبيعة والضباب وهي وجهة تستحق الزيارة، ومفخرة من مفاخر الطائف المأنوس. وتحدث الباحث سلطان بن معود الغريبي قائلاً: تعتبر الهدا المصيف الأول في مملكتنا وهي مصيف الملوك من عهد الدولة السعودية الأولى، حيث ما زلت متربعة على قمم الهدا، وسفوحها شاهدة على عراقتها وجمال طبيعتها ونقاء جوها وطيب ثمارها، وبالنسبة لي كباحث تاريخي في المنطقة أطلقت عليها لقب تاج الحجاز كونها جمعت بين الطبيعة الخضراء والأجواء الرائعة والضباب، مما يجعلها وجهة مفضلة لدى الكثيرين، أضف إلى ذلك أنها تجاور أقدس البقاع مكةالمكرمة التي يتمتع سكان المنطقة والمصطافين بمشاهدتها من إطلالة الهدا، حيث يظهر بوضوح برج الساعة بجوار الكعبة بالعين المجردة. وأوضح كايد النمري أن الهدا منطقة جبلية خلابة وتعتبر وجهة سياحية بارزة، وتشتهر بجمالها الطبيعي، حيث تمتد سلسلة جبال السروات وتضم أشجار المشمش والتين والتوت والبخاره والورد الطايفي، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الخضروات. ولفت إلى توفر الهدا مناظر بانورامية خلابة للطريق الحلزوني والوديان المحيطة بها، مما يجعلها مكاناً مثالياً للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة والتقاط الصور، كما توفر الهدا مناخاً معتدلاً ولطيفاً خلال فصل الصيف مقارنة بباقي مناطق المملكة، مما يجعلها وجهة مفضلة للهروب من حرارة الطقس، كذلك يمكن للزوار الاستمتاع بمجموعة متنوعة من الأنشطة في الهدا، مثل التنزه، والتخييم. من جهته قال خليل إبراهيم الغريبي: الهدا ليست مجرد منتجع جبلي بل وجهة سياحية متكاملة تجمع الاسترخاء في أحضان الطبيعة الخلابة مع المغامرة، وتُعد أكثر الخيارات جاذبية للعائلات والباحثين عن تجارب غنية خارج الإطار التقليدي، مما يجعلها "جوهرة الطائف السياحية"، فموقعها الجغرافي على ارتفاع 2000م فوق سطح البحر ومناخها المعتدل صيفاً الذي يتراوح بين 20–25°، والبرودة شتاء التي قد تصل إلى سبع درجات مئوية، مع فرصة لتساقط الثلوج يجعلها وجهةً طوال العام. وأشار إلى الجبال الشاهقة التي تكسوها غابات العرعر الكثيفة في مشاهد بانورامية خلابة لسهول تهامة، إضافةً إلى الشلالات وأشهرها شلال النمور -غدير الشنع- والأودية الخصبة مثل وادي محرم والمواقع التاريخية ك"درب الجمالة" طريق القوافل القديم، وكذلك قرية الكمل الأثرية المدرجة في السجل الوطني، ومزارع الورد الطائفي التي تنتج" 550" مليون وردة سنويًا. شلالات حمى النمور محمد العدواني سلطان الغريبي كايد النمري خليل الغريبي