أغلق سوق الأسهم "تاسي" تداوله يوم أمس الأحد بتراجع ملحوظ في ظل هبوط جماعي للقطاعات القيادية، وسط تدني السيولة. وسجل المؤشر انخفاضاً ب(87.17) نقطة، ليقفل عند مستوى (10833.10) نقطة، بتداولات بلغت قيمتها (3.3) مليارات ريال. وحول تراجعات جلسات التداول اليومية قال الاقتصادي محمد العمران: "هناك عدة أسباب لهبوط المؤشر مؤخراً ومن أهمها: الحرب التجارية الدولية مع انتهاء مهلة المفاوضات بين الولاياتالمتحدة والدول الكبرى وبدء تطبيق الرسوم الجمركية اعتباراً من بداية شهر اغسطس الحالي، واتفاق مجموعة أوبك بلس على بدء زيادة الإنتاج بعد إيقاف الزيادة لفترة طويلة مما قد يضغط على أسعار النفط مستقبلاً، أيضاً والنتائج المالية المخيبة للآمال من الشركات البتروكيماوية تحديداً وعلى رأسها شركة سابك ساهمت هي الأخرى في التأثير بهبوط المؤشر، واستمرار انخفاض متوسط عائد الأسهم عن معدل العائد على أدوات الدين والودائع البنكية. وبالتالي استمرار انتقال السيولة من الأسهم الى أدوات الدخل الثابت". وعن بيع ثقيل في أسهم كبيرة في النفط والبتروكيماويات قال العمران: "أعلنت مجموعة أوبك بلس عن زيادة الإنتاج وأيضاً أعلنت شركة سابك عن تحقيق خسائر فصلية مفاجئة وهذا كله بالتأكيد يضغط على الأسعار ويدفعها للهبوط". وبلغت كمية الأسهم المتداولة -وفق النشرة الاقتصادية اليومية لوكالة الأنباء السعودية لسوق الأسهم السعودية- (272) مليون سهم، سجلت فيها أسهم (62) شركة ارتفاعًا في قيمتها، وأغلقت أسهم (187) شركة على تراجع. وكانت أسهم شركات الأندية للرياضة، وثمار، ونماء للكيماويات، والدوائية، والزامل للصناعة، الأكثر ارتفاعًا، أما أسهم شركات لوبريف، وجبل عمر، ودار الأركان، والعبيكان للزجاج، والواحة، الأكثر انخفاضًا في التعاملات، وتراوحت نسب الارتفاع والانخفاض ما بين (9.96 %) و (9.96 %)، وأسهم شركات شمس، والأندية للرياضة، وبان، وأمريكانا، وباتك، الأكثر نشاطًا بالكمية، فيما كانت أسهم شركات الأندية للرياضة، وأرامكو السعودية، ولوبريف، والراجحي، وسابك للمغذيات الزراعية، هي الأكثر نشاطًا في القيمة. وأغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو) منخفضًا ب(169.14) نقطة ليقفل عند مستوى (26755.84) نقطة، بتداولات بلغت قيمتها (18) مليون ريال، وبلغت كمية الأسهم المتداولة أكثر من مليوني سهم. إلى ذلك أعلنت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، نتائجها المالية للربع الثاني من العام 2025م، حيث بلغ صافي الدخل (معدّلة) (0.5) مليار ريال سعودي، مقارنة بصافي الخسارة (معدّلة) بلغت (0.1) مليار ريال سعودي في الربع الأول من العام 2025م، بارتفاع قدره (555) مليون ريال سعودي مقارنة بالربع السابق. كما بلغت إيرادات الشركة في الربع الثاني (35.6) مليار ريال سعودي، مقارنةً ب(34.6) مليار ريال سعودي في الربع الأول، بارتفاع نسبته 3 % مقارنة بالربع السابق، وبلغ إجمالي حجم المبيعات في الربع الثاني (11,779) ألف طن متري، مقارنة ب (11,477) ألف طن متري في الربع الأول، بارتفاع نسبته 3 % مقارنة بالربع السابق، ويعزى ذلك إلى ارتفاع الكميات المباعة القابلة للانخفاض في متوسط أسعار بيع المنتجات، إضافة إلى تسجيل إيرادات التراخيص والخدمات الهندسية. وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة المهندس عبدالرحمن بن صالح الفقيه، أن (سابك) اعتبارًا من الربع الثاني من عام 2025م، بدأت في اعتماد مؤشرات مالية معدّلة، تستبعد هذه المؤشرات العناصر غير التشغيلية وغير المتكررة، لتعكس الصورة الحقيقية للأداء التشغيلي للشركة ونموها الطبيعي والمستدام، مع الالتزام الكامل بمتطلبات الإفصاح في السوق المالية. وأشاد الرئيس التنفيذي بما أنجزته الشركة في مجالات السلامة والصحة والبيئة والأمن، مشيرًا إلى استمرار الشركة بتحقيق معدلات منخفضة على مستوى صناعة البتروكيماويات عالميًا، حيث بلغ معدل السلامة والصحة والبيئة (0.07) خلال النصف الأول من العام الحالي، مسجلًا بذلك أقل معدل تم تحقيقه خلال السنوات العشر الماضية. وجاء الإعلان عن النتائج المالية وأداء (سابك) خلال الربع الثاني من العام الحالي في مؤتمر صحفي عُقد في مقر الشركة الرئيس بمدينة الرياض، تحدث فيه المهندس عبدالرحمن الفقيه عن آخر المستجدات المرتبطة بعمليات الشركة وأنشطتها، وموافقة مجلس الإدارة على توزيع (4,5) مليارات ريال سعودي كأرباح عن النصف الأول من هذا العام، مما يؤكد حرص الشركة بتعظيم الفائدة والعائد على الاستثمار للمساهمين، وتعزيز مكانة "سابك" التنافسية وثقة المستثمرين في الشركة، مع المحافظة على الموارد الكافية، لتحقيق الاستقرار المالي والنمو الاستراتيجي المستقبلي. وأشار الرئيس التنفيذي إلى استمرار (سابك) في المراجعة الدورية المنتظمة لتحسين باقة أعمالها ضمن برنامجها للتحول، وقد نتج عن ذلك اتخاذ قرار إغلاق وحدة التكسير في مدينة (تيسايد) بالمملكة المتحدة، وأيضًا البدء في دراسة وتقييم عدد من الخيارات الإستراتيجية للشركة التابعة (غاز)، بما في ذلك إمكانية الطرح العام الأولي، بما يتوافق مع أولويات "سابك" لتحسين محفظة الأعمال، والتركيز على أعمالها الأساسية، من أجل تعزيز النمو المستدام للشركة ومركزها المالي. وقال: "في مجال مشاريع النمو للشركة، مثل مشروع ميثيل ثالثي بيوتيل الإيثر بطاقة استيعابية تبلغ مليون طن متري في شركة (بتروكيميا)، فيواصل تقدمه على النحو المأمول، وفقًا للتكلفة المرصودة والجدول الزمني المخطط له، وقد اكتملت مرحلة الهندسة والتوريد والإنشاء بنسبة تفوق 95 %، ومن المخطط إطلاق التشغيل التجريبي خلال الربع الثالث من هذا العام"، مضيفًا أن (سابك) تواصل التقدم في مشروع مجمع (فوجيان للبتروكيماويات) في الصين، المشروع الرئيس الذي يقود توسع الشركة الإستراتيجي في قارة آسيا. وتستمر شركة (سابك) في تطوير نموذج أعمالها، وتعزيز كفاءتها التشغيلية، بما يمكّنها من التكيّف مع المتغيّرات الاقتصادية، وتحقيق القيمة المستدامة لإسهامها على المدى المتوسط والطويل، من أجل بناء مستقبل أكثر مرونة واستدامة، بما يتسق مع أولويات الشركة وأهدافها الاستراتيجية.